وزير الدفاع الأميركي: أتمنى الإطاحة بالنظام العراقي إبان ولايتي في البنتاغون

TT

اجرى وزير الدفاع الاميركي، دونالد رامسفيلد، امس محادثات في البحرين المحطة الثانية في جولته الخليجية التي يزور خلالها ايضا قطر. واستقبل العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رامسفيلد الذي تفقد ايضا القوات الاميركية في البحرين.

وسيتوجه رامسفيلد اليوم الى الدوحة المحطة الاخيرة في جولته الخليجية قبل التوجه الى الهند وباكستان في محاولة لخفض حدة التوتر بين البلدين حول كشمير. وفي مؤتمر صحافي عقده في الكويت امس قبل وصوله الى البحرين، وصف رامسفيلد دعوة العراق للمصالحة مع الكويت مثل «الاسد الذي يدعو دجاجة الى العناق». وانتقد وزير الدفاع الاميركي في المؤتمر الصحافي في ختام زيارته الى الكويت، المسؤولين العراقيين «الذين يكذبون، وهم مستمرون في انتاج اسلحة الدمار وتخزينها». وتمنى «اسقاط نظام صدام حسين اثناء ولايتي في وزارة الدفاع (البنتاغون)». ورأى ان «النظام في العراق عنصر يؤدي الى عدم الاستقرار في المنطقة».

واشار الى ان العلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة والكويت تعود الى حرب تحرير الكويت حيث شهدت تلك الفترة تحالفا دوليا من أجل طرد القوات العراقية من الكويت. واضاف «ان الولايات المتحدة عانت من عدوان. والتحالف اقيم للمرة الثانية من اجل محاربة الارهاب». وبشأن ما اعلنه العراق عن عدم حيازته اسلحة الدمار الشامل، قال رامسفيلد «انهم يكذبون فهي بحوزتهم، وهم يقومون بتطويرها، ويقومون بتحويل المواد الكيماوية الى اسلحة، وهم نشطون فى انتاج الاسلحة البيولوجية، ولو وجد نوع رابع من اسلحة الدمار الشامل غير الكيماوي والنووي والبيولوجي لحاولوا امتلاكه ايضا». وعن احتمال حدوث مصالحة بين الكويت والعراق فى اعقاب التطورات السياسية التى شهدتها قمة بيروت العربية الاخيرة، اوضح رامسفيلد ان «الامر يعود الى الكويت وليس الى الولايات المتحدة لفرض رأيها بهذا الصدد». وقال ان الادارة الاميركية وجهت الى المسؤولين الكويتيين الدعوة لزيارة المعتقلين الكويتيين الـ12 فى قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا. وتوقع ان تتم الزيارة في المستقبل القريب.

واضاف «ان التحقيقات مازالت جارية مع المعتقلين، وتقوم الجهات المختصة بتجميع المعلومات الاستخبارية في ضوء استمرار رفض المعتقلين تزويد المحققين بالمعلومات، الامر الذي يتطلب وقتا وصبرا». من ناحيته، ابدى نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي، الشيخ جابر المبارك الصباح، تفهما لوجهة نظر رامسفيلد بشأن رؤيته حول مستقبل علاقة الكويت بالعراق. واشار الى ان «زيارة وزير الدفاع الاميركي الى الكويت لم تتناول قضايا سياسية، وأنها تأتي من باب المجاملة وتبادل المعلومات وتوطيد العلاقات الثنائية».

وحول احتمال زيادة اعداد القوات الاميركية في المنطقة، اوضح المبارك ان «مثل هذا الموضوع يبحثه قادة المنطقة وليس نحن الوزراء». واعتبر المبارك ان «النظام العراقي لا يمكن الوثوق به ولنا تجربة مؤلمة معه، وهو يمتلك اسلحة دمار شامل لكننا جاهزون احترازيا لكل الخطوات المتوقعة».

وحول امكانية توجيه ضربة عسكرية الى العراق، قال المبارك «ان الكويت لم تتبلغ بأمر الضربة ولا نعرف حتى ان كانت هناك ضربة ستوجه للعراق».

وكان امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح قد استقبل امس رامسفيلد والوفد المرافق له. كما التقى رامسفيلد خلال زيارته كبار المسؤولين الكويتيين، حيث عرض الموقف العام في المنطقة وسبل تحقيق متطلبات الامن والاستقرار بالاضافة الى العلاقات العسكرية الكويتية ـ الاميركية، وسبل تطويرها ووسائل التعاون بين الطرفين لتحقيق امن الكويت واستقرارها. وكان رامسفيلد، الذي وصل الى الكويت مساء اول من امس، قد اكد في خطاب القاه امام الجنود الموجودين في معسكر القوات الاميركية في الدوحة (غرب الكويت) ان الحرب الدولية المعلنة ضد الارهاب ستكون طويلة. واشار الى ان بلاده «لن تنهي حربها ضد الارهاب حتى تفهم الدول الداعمة للارهاب ان نشاطاتها غير مقبولة». ونبّه رامسفيلد الى ضرورة ردع الدول التي تمتلك اسلحة الدمار الشامل. وحذر من ان الدول التي تمتلك هذه الاسلحة لن تتردد في استخدامها. واكد ضرورة وقف اسلحة هذه الدول، من دون ان يحددها. وقال وزير الدفاع الاميركي مخاطبا الجنود «انكم رجال ونساء احرار فخورون بمبادئ بلادكم التي تعمل من اجلها الولايات المتحدة». واضاف ان «الحرب التي بدأها الارهابيون في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي على الولايات المتحدة ضد اسلوب حياتنا، هي في الواقع هجوم حرب ضد الحرية. وطالما بقي هذا العدو فان الخطر يحدق بالحرية في كل مكان». واشار الى ان «الحرب ضد الارهاب بدأت للتو في افغانستان، وان الولايات المتحدة لن تنهي الحرب ضده حتى تفهم الدول الداعمة للارهاب ان نشاطاتها غير مقبولة». وقال رامسفيلد ان السؤال حول موعد انتهاء الحرب ضد الارهاب يتحدد عندما «لا نتعرض للترهيب أو نجبر على تغيير نهجنا». واشار من جانب آخر الى ضرورة اجراء تغييرات جذرية في هيكل وزارة الدفاع لمواجهة جميع التحديات الجديدة، وضرورة ان يكون هناك تنسيق أكبر بين ادارات الوزارة، وقال ان «اجراء تعديلات على وزارة كبيرة بحجم وزارة الدفاع يأخذ وقتا طويلا، لكننا ببساطة يجب ان نتغير». =