الهند: عبد الكلام يقطع أكثر من نصف الطريق نحو رئاسة الجمهورية

نجح ببناء مركبة إطلاق صاروخية ليجعل الهند في المركز الخامس

TT

قطع البروفسور إيه بي جي عبد الكلام، المرشح المسلم لرئاسة الجمهورية في الهند خلال الساعات الـ48 الماضية اكثر من نصف الطريق نحو الفوز بالمنصب، مع العلم ان منصب رئاسة الجمهورية، الذي شغله من قبل رئيسان مسلمان هما الدكتور ذاكر حسين وفخر الدين علي احمد، بروتوكولي لا يحمل اي وزن سياسي مباشر.

عبد الكلام، المستشار العلمي السابق للحكومة الهندية والمسؤول البارز في مجال التقنية الصاروخية، حظي بمزيد من الدعم منذ اقترح الائتلاف الحاكم الحالي اسمه كمرشح توافق وطني. ومع تبني الائتلاف الحاكم بقيادة حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي الترشيح رسمياً ايدت عبد الكلام ثلاثة احزاب اقليمية مهمة اخرى خارج الائتلاف الحكومي بينها حزب تيلوغو ديسام القوي في ولاية اندرا براديش. مع الاشارة الى ان الخطوة الابرز في هذا المجال جاءت ليل الاثنين الماضي عندما ابلغت سونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر الهندي، اكبر احزاب المعارضة، انه ليس لحزبها اي اعتراض على عبد الكلام. كما حظي ترشيحه بدعم حزبي «الجبهة الشعبية» وهما كتلة اليسار وحزب ساماجوادي. من هو عبد الكلام؟

ولد عبد الكلام، واسمه الحقيقي الكامل ابو بكر زين العابدين ابو الكلام آزاد، عام 1932 في عائلة من الطبقة المتوسطة بجزيرة صغيرة نائية في ولاية تاميل نادو (اقصى جنوب الهند). وقد اظهر نبوغاً وحرصاً علمياً منذ الصغر. وفي تلك المنطقة بعدمات انهى الدراسة الابتدائية، درس في كلية شوارتز بمدينة راماناثورام، ثم التحق بكلية سانت جوزيف في مدينة تريتشي، واخيراً معهد مدراس للتكنولوجيا بمدينة مدراس (شيناي حالياً) عاصمة تاميل نادو، حيث درس هندسة الطيران.

في هذا المعهد تأثر عبد الكلام باستاذ استرالي. ومن حقل هندسة الطيران تقدم نحو تقنية الصواريخ. ومن ثم الاقمار الصناعية حيث كان رائد مشروع مركبة الاطلاق الصاروخية «إس إل في-3» التي اهل نجاحها الهند لأن تصبح خامس دولة في العالم تتمتع بهذه التقنية، وبالتالي دق ابواب دخول عصر الفضاء.

وبعد هذه المرحلة مباشرة دخل عبد الكلام مجال التقنيات الدفاعية او العسكرية، فتولى مناصب اشراف مباشر على مؤسسات تطوير وابحاث عسكرية تعمل تحت مظلة «منظمة الابحاث التطوير الدفاعية» DRDO، وقاد بناء الصناعات الصاروخية العسكرية حتى بات يعتبر «الأب الروحي» للسلاح الصاروخي الهندي ولا سيما مشروع الصاروخ «أغني». وبعدما شغل لبعض الوقت منصب كبير مستشاري الحكومة للشؤون العلمية، فإنه استقال من هذا المنصب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. من جهة ثانية، وفي ضوء المعلومات عن التعاون العسكري التقني بين الهند واسرائيل، سبق لعبد الكلام ان زار اسرائيل، وهو يذكر في مقالة صحافية منشورة يوم 18/10/1998 انه بينما كان في تل ابيب ذات يوم لفت نظره في احدى الصحف الاسرائيلية رغم العنف وعمليات «حماس» خبر عن مواطن اسرائيلي «حوّل ارضه الصحراوية الي بستان زهور وحقل حبوب»، واثار نشر هذا الخبر اعجابه لأن التركيز في اسرائيل على العمران والتقدم وسط العنف والدمار، بينما تطغى السلبية على الهند. =