تحذيرات ألمانية من هجمات بالصواريخ على الطائرات المدنية وواشنطن تخشى استخدام «طائرات بدون طيار» كـ«أسلحة إرهابية»

TT

حذرت الاستخبارات الألمانية من عمليات إرهابية تستخدم فيها الصواريخ ضد الطائرات المدنية، في الوقت الذي قال فيه مسؤول أميركي كبير إن استعمال طائرات بدون طيار يتم التحكم بها عن بعد قد يكون سلاحا مدمرا بأيدي الارهابيين.

وأفادت صحيفة «بيلد» الألمانية، أمس، أن شرطة الجنايات في ولاية هيسن عممت تحذير الاستخبارات الالمانية في نشرتها الدورية الى مختلف دوائر الشرطة. إلا أن متحدثاً رسمياً باسم شرطة الجنايات الالمانية في ولاية هيسن وصف أمس تقرير دائرتها الذي نشرت «بيلد» أجزاء منه بأنه «قديم». وقال المتحدث ان شرطة هيسن عممت تحذيرها هذا قبل اسبوعين وان مخاطر تنفيذ مثل هذه العمليات ما عادت قائمة حاليا. كما أشار المتحدث الى عدم وجود أدلة او مؤشرات تشير الى حيازة عناصر القاعدة «النائمين» في ألمانيا على صواريخ من هذا النوع.

ونقلت صحيفة «بيلد» عن تقرير لشرطة هيسن جاء فيه ان مكالمات هاتفية سجلت في منطقة الشرق الاوسط تشير الى احتمال تعرض الطائرات المدنية، لهجمات بصواريخ أرض ـ جو، أثناء إقلاعها او هبوطها من مطار فرانكفورت او من أحد مطارات المدن الالمانية الكبيرة. وجاء في التقرير ايضا «لا يسعنا غير التحذير من مغبة التقليل من شأن هذا الخطر».

وفي معرض تصويرها للسيناريوهات المفترضة للهجمات أوردت شرطة هيسن احتمال استخدام صواريخ ستنغر المحمولة على الكتف لإسقاط الطائرات المدنية. كما أشارت الى احتمال استخدام موديلات الطائرات الصغيرة الموجهة عن بعد، بعد شحنها بالمتفجرات، وتوجيهها للارتطام بطائرات النقل الكبيرة.

وفي فرانكفورت أكد متحدث باسم شرطة المطار عدم وجود إجراءات أمنية خاصة او مشددة، مشيراً إلى ان سلطات المطار بانتظار تقييم التقرير الذي نشرته «بيلد» من وزارة الداخلية الفيدرالية.

إلى ذلك، اعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان استعمال طائرات بدون طيار يتم التحكم بها عن بعد قد يكون سلاحا مدمرا بايدي الارهابيين وعلى واشنطن ان تبقي على مراقبتها لهذه التكنولوجيا. وقال فان دييبين امام لجنة الشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ الاميركي ان هذه الوسيلة التي تتيح للعسكريين مراقبة ارض معركة ما ومهاجمة اهداف بأسلحة يتم التحكم بها عن بعد، يمكن ان يستعملها الارهابيون لنشر اسلحة كيميائية او بيولوجية. واضاف هذا المسؤول الكبير المكلف قسم الحد من نشر الاسلحة في وزارة الخارجية «اننا نعمل على هذه المشكلة منذ اكثر من 15 عاما في اطار الجهود الاميركية للحد من نشر الاسلحة واننا نعزز قدراتنا على منع ذلك».

واوضح ان الثقة المتزايدة بالطائرة بدون طيار، (يو. اي. في باللغة العسكرية)، واستعمالها بالواقع من الجانبين يفرض على الولايات المتحدة ان «تواصل العمل بشكل مضن حول هذا الخطر».

ويعود استعمال هذه الطائرة التي يتم التحكم بها عن بعد الى الاربعينيات عندما استعمل الصاروخ العابر للقارات، القنبلة الالمانية «في ـ 1» ضد لندن.

وقد عملت الولايات المتحدة على هذه التكنولوجيا لصنع طائرات بدون طيار من نوع «بريديتور» و«غلوبال هوك» نشرتها في افغانستان في حربها ضد حركة طالبان وتنظيم «القاعدة».

وتقوم هذه الطائرات في البدء بالتقاط صور تبثها عبر القمر الصناعي مباشرة كما كان الحال في البوسنة وكوسوفو في التسعينات. واضاف فان دييبين ان بامكان هذه الطائرات الآن نقل واطلاق اسلحتها الخاصة، وهو نظام تسعى الى الحصول عليه دول اخرى من بينها دول تتهمها واشنطن بدعم الارهاب.

واشار المسؤول الاميركي الى ان واشنطن فرضت رقابة على تصدير مثل هذه التكنولوجيا ووضعت برامج من اجل مساعدة دول اخرى على وضع انظمة الرقابة هذه، مهددة من جهة اخرى بفرض عقوبات على الدول التي لا تتعاون في هذا المجال.