عراك بالأيدي بين حرس شقيق مسعود والقوات الألمانية قرب مقر اجتماع «اللويا جيرغا»

انسحاب عشرات الأعضاء من الاجتماع واعتراضات على إعادة تعيين كرزاي بدون انتخاب

TT

كابل ـ وكالات الانباء: انسحب عشرات من اعضاء المجلس الاعلى للقبائل «لويا جيرغا» من اجتماع المجلس امس احتجاجا على ما وصفوه بغياب الاقتراع الحر لانتخاب زعيم للبلاد التي تعصف بها الحرب. وكان المجلس الاعلى للقبائل، وهو برلمان افغانستان التقليدي، يستعد لانتخاب رئيس بعد ان اصبح حامد كرزاي رئيس الحكومة الانتقالية والزعيم المفضل لدى الولايات المتحدة المرشح الوحيد للمنصب، الامر الذي فجر اعتراضات على عملية وصفت بأنها غير ديمقراطية.

واصبح من شبه المؤكد الان ان يعاد اختيار كرزاي بعد ان حصل على تأييد كل الاطراف الرئيسية بمن في ذلك الملك محمد ظاهر شاه وشركاؤه في الحكومة المؤقتة، بل وخصومه السابقون. وخيمت الانقسامات بين الفصائل والخوف من تفجر اعمال عنف على الاجتماع الذي تعتبره الامم المتحدة مرحلة حاسمة في انتقال افغانستان من 23 عاما من الصراعات والفقر الى مستقبل يسوده السلام والاستقرار.

وعقد «اللويا جيرغا» اجتماعا مغلقا امس بعد الجلسة الافتتاحية التي عقدها امس الاول، والتي شهدت احداثا مهمة منها رفض الملك الافغاني السابق تكليفه باي دور في الادارة الجديدة، متفاديا ازمة كشفت عن انقسامات عرقية خطيرة ورفضه عودة الملكية لافغانستان وتأييده لكرزاي. وبعد خطاب الملك السابق اعلن رئيس الحكومة الافغانية المؤقتة فوزه بالرئاسة بعد حصوله على تأييد ظاهر شاه ثم عاد واعتذر متحدث باسمه عن ذلك حين غضب اعضاء المجلس المجتمعون. وقال المتحدث ان كرزاي اخطأ حين اعلن فوزه.

وكانت كلمة الملك السابق قد استقبلت بتصفيق حاد ويبدو ان كرزاي اعتبر هذا التصفيق بمثابة انتخاب له رغم ان الاقتراع لم يحدث بعد. واضافت هذه الواقعة الى حالة الارتباك والتوتر التي احاطت باجتماع «اللويا جيرغا» الذي تأخر يوما كاملا بسبب خلافات تقليدية بين الفصائل الافغانية.

واشتبكت قوات حفظ السلام الالمانية والشرطة الافغانية وقوات الحرس الخاص في عراك امس في الوقت الذي توافد فيه زعماء القبائل وقادة الفصائل المسلحة للاشتراك في اليوم الثاني من اجتماع «اللويا جيرغا». وذكر شهود عيان والشرطة الافغانية ان القوات الالمانية العاملة في اطار قوة مساعدة الامن الدولية اشتبكت في بادئ الامر مع افراد الحرس الخاص لعضو بارز في المجلس هو احمد والي مسعود بعد ان رفضوا التخلي عن اسلحتهم.

ثم تدخلت بعد ذلك الشرطة الافغانية ومسؤولو الامن وطوقوا افرادا من القوات الالمانية وصوبوا اسلحتهم نحوهم واعقب ذلك عراك بالايدي. لكن لم تطلق طلقة نار واحدة وان كان بعض افراد الحرس الخاص قد اصيب اصابات طفيفة.

وقال مسؤول شرطة: «الالمان لم يكن معهم مترجمون لكنهم قالوا ان الحرس الخاص لمسعود صوب بنادقه نحوهم ولهذا السبب ارادوا نزع سلاحهم». وشددت اجراءات الامن عند مقر اجتماع المجلس الاعلى للقبائل الافغانية، وارسلت القوات الدولية اربع عربات مدرعة الى المنطقة الواقعة في قلب العاصمة الافغانية.

وعكس هذا العراك شكوك الافغان العميقة في التدخل الاجنبي والوجود العسكري في دولة لها تاريخ طويل من الصراع ضد الهيمنة الاجنبية امتد من طرد البريطانيين في القرن التاسع عشر الى طرد السوفيات في القرن العشرين. وقال مسؤول دفاعي رفيع: «اعتقد ان قوة مساعدة الامن الدولية تخطت حدودها الى حد ما.. يجب ان تتعلم كيف تلزم مكانها». ومسعود هو شقيق احمد شاه مسعود الزعيم الراحل لتحالف الشمال الذي اغتيل. ولعب التحالف المعارض دورا بارزا في اسقاط حكومة طالبان الافغانية السابقة. واحتشد 1551 عضوا يمثلون كل القطاعات الافغانية في خيمة عملاقة المانية الصنع نصبت في مجمع تعليمي في العاصمة الافغانية لحضور الجلسات التي ستستمر حتى 16 الجاري. والمهمة الاولى للمجلس هي اختيار زعيم يقود البلاد على مدى الثمانية عشر شهرا القادمة وحتى اجراء انتخابات عامة. وكانت هذه القضية نفسها وما ثار حولها من جدل بين مختلف الفصائل الافغانية السبب وراء تأخير اجتماع المجلس يوما كاملا بعد ان كان مقررا ان يبدأ اعماله يوم الاثنين الماضي لا امس الاول.