واشنطن تقترح نشر نظام مراقبة للحدود الهندية ـ الباكستانية ورامسفيلد لديه دلائل على وجود مقاتلي القاعدة في كشمير

TT

نيودلهي ـ اسلام آباد ـ وكالات الانباء: قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد امس: «ان الولايات المتحدة ترى دلائل على ان مقاتلين من القاعدة يعملون قرب خط السيطرة ـ خط الهدنة الذي يقسم اقليم كشمير.. رأيت دلائل تشير الى ان القاعدة تعمل في المنطقة قرب خط السيطرة»، واضاف: «ليس لدي دليل مؤكد بخصوص عدد (المسلحين) ومن هم واين يعملون».

وتقول الهند ان مقاتلين من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن وحركة طالبان انتقلوا الى كشمير بعد ان اضطروا للهرب من افغانستان في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على مقاتلي طالبان والقاعدة هناك. اقترح رامسفيلد امس نشر نظام مراقبة اميركي يكشف عمليات التوغل على الحدود الفاصلة بين باكستان والهند في كشمير.وقال مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن اسمه ان رامسفيلد قدم هذا العرض امس الى الهند خلال لقائه مستشار الامن القومي الهندي براجيش ميشرا.

وخلال هذا اللقاء قال رامسفيلد انه سيكون من الضروري تقويم الوضع على الارض لاقامة الثقة بين الهند وباكستان، موضحا ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم مساعدة عبر اقامة نظام مراقبة يكشف عمليات التوغل.

ولم تقدم اي توضيحات حول طبيعة هذا النظام الذي من المفترض ان ينشر على طول خط المراقبة في كشمير بين الهند وباكستان.

وكانت اسلام آباد قد وعدت الادارة الاميركية الاسبوع الماضي بوضع حد «بشكل دائم» لعمليات التوغل التي يقوم بها المقاتلون الانفصاليون الى كشمير الهندية، وهو الشرط الاساسي الذي وضعته الهند لخفض التوتر العسكري مع باكستان.

وتتهم الهند المسلحين الاصوليين القادمين من باكستان بالوقوف وراء العملية الانتحارية التي استهدفت البرلمان الاتحادي في ديسمبر( كانون الاول) الماضي، ووراء اعتداء استهدف كشمير الهندية في الشهر الماضي. وترفض الهند سحب القوات التي حشدتها على الحدود بين الهند وباكستان قبل ان يتم التحقق من توقف عمليات التوغل بينما تقول باكستان انه من الضروري خفض الحشود الهندية لنزع فتيل الحرب بين البلدين.

ويتواجه نحو مليون جندي هندي وباكستاني على طرفي الحدود بين البلدين. والهدف من جولة رامسفيلد الذي سينتقل الى باكستان لاحقا هو نزع فتيل التفجير،وتعزيز اجواء الانفراج التي ظهرت خلال الايام القليلة الماضية.

ويذكر ان رامسفيلد قال امس ان الهند ابدت استعدادها لحل المشاكل مع باكستان «بطريقة مناسبة». واضاف بعد محادثات مع وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديس ان «السلطات الهندية ابدت استعدادها واهتمامها بان تحل المسائل بطريقة مناسبة». واكد ان الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول يوليان «اهتماما عميقا للعلاقات مع الهند» ويرغبان في تهدئة التوتر بين نيودلهي واسلام اباد.

واعترف رامسفيلد بان الهند اتخذت خطوات بناءة باتجاه تخفيف حدة التوتر مع باكستان. واضاف: «اننا نشعر بان الخطوات التي اتخذت بناءة ويجدر بي القول ان القيادة هنا في الهند اظهرت قلقها واهتمامها بحل تلك الامور بطريقة ملائمة».

وكانت الهند قد سحبت سفنها الحربية من قرب المياه الباكستانية واعادت فتح مجالها الجوي امام الطائرات الباكستانية في اطار خطوات لتخفيف حدة التوتر بجنوب اسيا.

وكانت صحف غربية قد تحدثت عن ان قوات بريطانية واميركية يمكن استخدامها للتأكد من وفاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف بوعوده الخاصة بوقف تسلل المسلحين الاصوليين عبر الحدود الى المنطقة التي تسيطر عليها الهند في كشمير. وقال مسؤول اميركي دون ذكر تفاصيل امس ان واشنطن يمكن فقط ان تساعد في استخدام اجهزة دقيقة لمراقبة محاولات التسلل عبر خط المراقبة.

ونفت الولايات المتحدة رسميا ما ذكرته صحيفة «تايمز اوف انديا» الهندية امس من ان واشنطن اقترحت على الهند وباكستان نشر قوات خاصة في ولاية كشمير الهندية. وقال مسؤول كبير يرافق رامسفيلد الذي اجرى مباحثات امس في نيودلهي: «يجب عدم تصديق هذه الاخبار باي حال من الاحوال». وقالت الصحيفة: «في حالة الموافقة على هذا الاقتراح ، سيتم نشر عدد قليل من الجنود في اجراء ستعلن الهند والولايات المتحدة» رسميا «انه يندرج في اطار الحرب ضد تنظيم القاعدة».

واضافت ان الجانبين «لن يشيرا» الى خط المراقبة الذي يفصل بين الهند وباكستان في كشمير ولا الى «ضرورة التحقق ميدانيا» من مدى تنفيذ تعهد مشرف بوقف عمليات تسلل الانفصاليين الاصوليين. واكدت ان الهدف الحقيقي لنشر هذه القوات سيكون عمليا مراقبة خط المراقبة،وان قوات تساندها مروحيات او على متن طائرات مراقبة يمكن ان تتمركز على الجانب الباكستاني من خط المراقبة في كشمير. ومعلوم ان الهند رفضت في الماضي فكرة نشر قوات دولية في كشمير يمكن ان تؤثر على سيادتها على المنطقة.

وفي الوقت نفسه قال مسؤول هندي ان بلاده كثفت من مراقبة حدودها الشرقية مع بنغلاديش في اعقاب تقارير للمخابرات تحدثت عن ان عملاء للمخابرات الباكستانية ونشطاء من القاعدة ربما يستخدمون المنطقة للتسلل الى الاراضي الهندية.

وقال مسؤول في قوات امن الحدود الهندية: «بالضغط على باكستان للحد من التسلل الى جامو وكشمير فانها تحاول الآن تسريب رجالها، بما في ذلك عناصر من القاعدة عبر الحدود الشرقية في ظل انتشار بعض قواتنا في الغرب».

واضاف المسؤول الذي رفض نشر اسمه: «لدينا تقارير من وكالات المخابرات تفيد ان وكالة المخابرات الداخلية الباكستانية تحاول تسريب عملاء وارهابيي القاعدة الى غرب البنغال والشمال الشرقي،فكثفنا الدوريات والمراقبة على الحدود مع بنغلاديش، ومحاولة باكستان دفع رجال القاعدة انما هي تهديد جديد سنقهره». واكد المسؤول الهندي الى ان المخابرات الباكستانية ساعدت عملاءها وعناصر القاعدة بالسفر عبر البحر الى بنغلاديش لاثارة الاضطراب في شمال شرقي الهند وغرب البنغال.

وكانت علاقات طيبة تربط الهند وبنغلاديش، حتى توترت في ابريل (نيسان) من العام الماضي عندما قتل 16 هنديا وثلاثة من جنود بنغلاديش في اشتباك حدودي.

ومساء امس اعلنت الشرطة الهندية ان السلطات في ولاية البنغال الغربية اعتقلت 16 مهاجرا غير شرعي من بنغلاديش يشتبه في اقامتهم علاقات مع تنظيم القاعدة. واضافت ان «اجهزة المخابرات قالت ان المهاجرين غير الشرعيين كانت لهم علاقات مع اجهزة المخابرات الباكستانية وتنظيمي عسكر التوبة والقاعدة».

وعسكر التوبة هو تنظيم اصولي كشميري تشك نيودلهي بانه شارك في تنظيم الاعتداء الذي استهدف البرلمان الهندي. وكانت باكستان قد جمدت نشاطات هذا التنظيم في يناير (كانون الثاني) الماضي. واعتقل الاشخاص الـ16 مساء امس الاول في منطقة مرشد اباد التي تقع على الحدود مع بنغلاديش واخضعتهم الشرطة للاستجواب امس.