باديلا تحول إلى «خوسيه إبراهيم» في فلوريدا وإلى «عبد الله المهاجر» في أفغانستان

والدة المعتقل مندهشة للتهم ضده وزوجته مروة طلبت الطلاق منه خلال وجوده في مصر

TT

ربما تكون صديقته هي التي أرشدته للاهتداء الى الاسلام، وربما كان ذلك نتيجة محادثة عابرة مع واعظ مسلم. المهم ان المواطن الأميركي، خوسيه باديلا، المدعو عبد الله المهاجر، الذي اعتقل في 8 مايو (ايار) الماضي في مطار اوهير بشيكاغو اعتنق الاسلام عام 1998 وذهب الى القاهرة في وقت لاحق، وترك وراءه في فلوريدا والدته وعددا من اخوته وزوجة متحدرة من اصل جامايكي، تدعى شيري ماريا شولتز، واعتنقت الاسلام هي الاخرى.

ففي عام 1992 ظهر خوسيه ومعه المرأة التي تزوجها في ما بعد، شيري ماريا شولتز، في مطعم «تاكو بيل» للوجبات السريعة بمدينة دافي غرب فورت لودرديل (فلوريدا)، وهما يبحثان عن عمل وقد قبلا معا. وقال محمد جواد (49 سنة) المهاجر الباكستاني الذي يدير هذا المطعم المكسيكي «كان خوسيه وشيري متعلقين بالاسلام. وانا باعتباري مديراً للعمل لم يكن من حقي ان اتدخل في القضايا الدينية، وانما قلت له: انظر في دليل الهواتف وستجد اين ينبغي لك ان تذهب. ان أي مسجد او أي امام يمكن ان يقدم لك المساعدة». واضاف جواد اول من امس «كان هناك 20 مركزا اسلاميا ومسجدا في المنطقة وكان بامكانهما ان يذهبا الى أي واحد من هذه المراكز. كان يمكنهما ان يذهبا الى أي مسجد، وكل المطلوب منهما ليعتنقا الاسلام هو ان يرددا الشهادة». وروى جواد انه يذكر خوسيه كشاب جاد يعمل باخلاص ولكنه قابل للتأثير فيه.

وبعد اعتناقه الاسلام غير خوسيه اسمه الى ابراهيم، كما غيرت شيري اسمها الاول الى مروة. وعمل خوسيه بمطعم «تاكو بيل» لمدة عامين واختفى بعد ذلك. وقال جواد ان علاقة خوسيه مع مخدمه (جواد نفسه) لم تتعد علاقة المخدم والمستخدم. واضاف «كلاهما كانا مجتهدين ولم تكن هناك مشكلة من أي نوع في ما يتعلق بهذا الجانب. وقد اتصلت بمكتب المباحث الفيدرالي المحلي وقلت لهم انني اعرف هذا الرجل وجاهز لتقديم اي مساعدة ممكنة».

وقال جواد الذي قدم الى الولايات المتحدة عام 1971 انه يحاول وغيره من الناشطين الاسلاميين الآخرين تحديد تاريخ اعتناق خوسيه للاسلام. وقال «ما يبعث على الخوف في هذه المسألة اننا لم نتساءل ولم ننتبه الى ما كان يجري».

وقال خوسيه للمحققين الفيدراليين انه اهتم بالاسلام لاول مرة عندما كان سجينا بمقاطعة براورد، حسب الاقوال التي ادلى بها مسؤولو تطبيق القانون بواشنطن.

وبدوره، قال كين جيني عمدة براورد في مؤتمر صحافي انه لم يحصل على اية بينات توضح ان باديلا قد اعتنق الاسلام في فترة وجوده بالسجن بعد مشاجرته المرورية. واضاف جيني «ليست لدينا اية وثائق تثبت ان اعتناقه للاسلام حدث اثناء وجوده بالسجن. ليست لدينا وثائق لتلك الفترة توضح انه طلب التحدث الى احد الائمة او طلب حضور الصلاة او الفصول الاسلامية، كما انه ليست لدينا اية شواهد على انه طلب او حاول تغيير اسمه خلال وجوده بالسجن».

لكن هناك تحولاً آخر طرأ على حياة «خوسيه ابراهيم»، ويتعلق برحلته الى باكستان وأفغانستان والتقائه بعناصر وقادة «القاعدة» الذين دربوه في أحد معسكراتهم بأفغانستان وفي احد منازلهم السرية بلاهور في باكستان.

والتفاصيل الكاملة التي حولت خوسيه من مشاغب في الاحياء اللاتينية الرثة بمدينة شيكاغو، الى واحد من عناصر «القاعدة»، ما تزال مجهولة. وقالت امه استيلا اورتيغا لبرون، لاحدى جاراتها ان ابنها «انضم الى المسلمين». ولا تحتوي سجلات الامام الذي كان يؤم المسلمين في الصلاة في سجن مقاطعة براورد بولاية فلوريدا، على ما يشهد بان المهاجر اعتنق الاسلام او حتى طلب حضور الصلاة او الدروس الدينية خلال الشهور العشرة التي قضاها بالسجن. وقد قالت زوجته امام المحكمة العام الماضي ان من دوافع طلاقها منه انه انتقل الى مصر ولم يعد على اتصال بها.

اما والدته فقد ذكر محاميها فيكتور اولدز انها «اندهشت بشكل عميق من جراء الافعال التي ارتكبت بحق ابنها». وقد عين هذا المحامي بواسطة قاض فيدرالي لتمثيلها بعد ان استدعيت للمثول امام هيئة محلفين كبرى بنيويورك قبل اسبوعين. وكان المهاجر على اتصال بوالدته التي كانت تعتقد انه عاد من اجل زيارتها. وقال اولدز «لا تزال غير مصدقة بانه متورط في هذه الاشياء التي يتحدثون عنها».

وتركت زوجته السابقة رسالة في منزلها بغرين ايكرز، في ولاية فلوريدا، اول من امس، توجه فيها للاتصال بمكتب اولدز، وورد في الرسالة «كل ما استطيع ان اقوله في هذه اللحظة هو ان كل رغباتي وكل قواي بيد الله وحده».

وعندما طلبت الزوجة الطلاق في مارس (آذار) 2001 استجابت المحكمة لطلبها مستندة الى غياب الزوج. فقد افترق الزوجان منذ 1998، فالمهاجر، الذي يشار اليه في اوراق الطلاق باسم خوسيه ابراهيم باديلا، لم يتمكن من الحضور الى المحكمة، وذكرت زوجته ان آخر عنوان تعرفه له هو احد الاحياء العمالية بالقاهرة.

وقبل ان يقرر خوسيه اعتناق الاسلام كان يصاحب مجرمي الشوارع في شيكاغو. وتحتفظ له الشرطة في شيكاغو بسجلات يحمل فيها ستة اسماء، بينها، خوسيه ريفيرا، خوسيه اليسا، خوسيه هيرنانديز وخوسيه اورتيز. واعتقلته شرطة شيكاغو لاول مرة عندما كان عمره 14سنة عندما قام مع ستة آخرين بسرقة ممتلكات اثنين من اعضاء العصابة. وقد توفي احد المعتدى عليهما اثر طعنة بالبطن وضربات وجهت الى رأسه. وتقول الشرطة ان المهاجر هو الذي سدد اللكمات. وادين باعتباره قاصرا بتهمة الاعتداء العنيف والنهب المسلح.

وانتقل الى مقاطعة براورد في اكتوبر (تشرين الاول) 1991 وسرعان ما اعتقلته الشرطة عندما اطلق الرصاص من نافذة سيارته خلال مشاجرة مع سائق آخر. واتهم في السجن بالاعتداء على احد الحراس، ثم اطلق سراحه يوم 5 اغسطس (آب) .1992 وهنا انتهت جريمة الشوارع بالنسبة اليه، اذ لا تشير سجلات الشرطة بشيكاغو او فلوريدا الى ان المهاجر ارتكب اي مخالفة حتى عام 1997 عندما ضبط وهو يستخدم رخصة قيادة معلقة الصلاحية.

* خدمة «يو. إس. ايه. توداي» و«لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»