قاض بلجيكي في لندن لاستجواب الأصولي المصري السري

سكوتلانديارد ترفض إعادة جهازي كومبيوتر لمدير المرصد الإسلامي في لندن

TT

كشف الاسلامي المصري ياسر السري عن وصول قاض بلجيكي الى العاصمة لندن للاستفسار منه عن علاقته ببعض الاشياء، ومنها العثور على رقم هاتف «المرصد الاسلامي» وهو هيئة حقوقية تهتم بالقضايا الاصولية وتتخذ من لندن مقرا لها لدى احد الاسلاميين المعتقلين حاليا ببروكسل. وتخوف السري من ان تكون السلطات البريطانية وراء دفع القاضي البلجيكي للتقدم بطلب لتسلمه، حتى يتسنى لشرطة سكوتلانديارد اعادة اعتقاله مرة اخرى.

وتطالب واشنطن بترحيل السري لمحاكمته في الولايات المتحدة، وتتهم واشنطن السري بسحب ارصدة بين 6 و14 مايو (أيار) 2000 وتحويلها الى تنظيم «القاعدة» عبر احمد عبد الرحمن نجل الشيخ عمر عبد الرحمن المحكوم عليه بالسجن المؤبد منذ عام 1996 في قضية مؤامرة تم ابطالها وكانت تهدف عام 1993 الى تفجير مركز التجارة العالمي ومقر هيئة الامم المتحدة في نيويورك. ومن المقرر مثول السري امام نفس المحكمة يوم 15 يوليو (تموز) المقبل.

الى ذلك رفضت شرطة سكوتلانديارد تسليم السري جهازي كومبيوتر صودرا عقب مداهمة منزله في 23 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وقال السري في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» انه ليس صحيحيا ان هناك مليون رسالة الكترونية مخزنة داخل كومبيوتره المحتجز لدى الشرطة، وقال «الصحيح ان هناك 1200 رسالة فقط».

واضاف ان الشرطة تتحجج بأن جهازي الكومبيوتر بهما أدلة قد تستخدمها واشنطن. وقال انه بالرغم من تبرئته امام اعلى درجات القضاء البريطاني في الاولد بيلي (محكمة الجنايات المركزية) واسقاط التهم الموجهة اليه، الا ان شرطة اسكوتلانديارد ترفض اعادة جهازي كومبيوتر من ملكية «المرصد الاسلامي»، بحجة ان الرسائل الالكترونية الموجودة داخلهما قد تكون فيها بعض الادلة التي تحتاجها السلطات الاميركية التي تطالب بتسلمه.

واضاف السري ان احساس واشنطن بالانزعاج مما نشره عن الحرب ضد الارهاب بعد الغارات الجوية الاميركية على افغانستان في 7 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي كان السبب في ما وجه اليه من اتهامات اسقطها قاض بريطاني.

وقال السري ان «المرصد الاسلامي» لا يعمل في انشطة سرية، وضمن مهمته مساعدة المعتقلين الاسلاميين وذويهم، وضمنهم احمد عبد الرحمن. وكان السري انشغل منذ الافراج عنه نهاية الشهر الماضي في تحديث موقع المرصد الاسلامي على الانترنت، واختار له شكلا وتبويبا جديدين، وقال: «ان السجن او الاعدام لن يثنيني عن الاسلام، وسيظل نشاط المرصد نصيرا للحق واهله وسيفا مسلطا على الباطل واهله.

والسري الذي يعيش في لندن منذ عام 93، احتجز في سجن بيل مارش شديد الحراسة لمدة ثمانية أشهر قبل ان يبرئه القضاء البريطاني الشهر الماضي من تهم التواطؤ في اغتيال احمد شاه مسعود زعيم التحالف الشمالي الراحل للفصائل الافغانية. وواجه السري اتهامات بأنه قدم خطابي اعتماد للقاتلين اللذين تظاهرا بأنهما صحافيان مغرييان بمحطة تلفزيون ليمكنهما الاقتراب من القائد العسكري قبل تفجير الشحنة الناسفة الموجودة داخل كاميرا الفيديو التي كانا يحملانها يوم 9 سبتمبر (ايلول) الماضي اي قبل يومين من التفجيرات الارهابية التي ضربت الولايات المتحدة.

وقال السري انه وفقا لطلب الادعاء الاميركي فان الاتهام الموجه اليه هو انه في مايو (ايار) اجرى الاسلامي المصري احمد عبد الستار الذي يقيم في نيويورك اتصالا هاتفيا معه واتفقا على ان يرسل السري مساعدة مالية لم يحددها الادعاء الى احمد ابن الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة الاسلامية المصرية والذي يقيم في افغانستان.

وقالت مصادر قانونية في لندن في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» انه من المتوقع ان يستغرق الطلب الاميركي لترحيل السري عدة سنوات، اعتمادا على قضايا مماثلة مثل قضية الجزائري رشيد رمضة المحتجز منذ خمس سنوات في الوحدة شديدة الحراسة بسجن بيل مارش بجنوب غربي لندن بتهمة التورط في تفجيرات باريس، وكذلك السعودي خالد الفواز وعادل عبد المجيد عبد الباري وابراهيم عيدروس الذين يعتقد انهم من تنظيم الجهاد وثلاثتهم متهمون بالتورط في تفجيرات نيروبي ودار السلام، ويحتجزون في نفس السجن منذ اربعة اعوام.

وكان السري قد وصل الى بريطانيا منذ تسع سنوات وطلب اللجوء السياسي اثر الحكم عليه بالاعدام في مصر لمشاركته في محاولة اغتيال رئيس وزراء مصر السابق عاطف صدقي سنة 1993، ونفى تورطه في المحاولة وصدر ضده ايضا حكم غيابي بالسجن المؤبد في قضية «العائدون من البانيا» عام .1999