لوكسمبورغ ـ لشبونة ـ أ.ف.ب: وافق وزراء الداخلية الاوروبيون امس في لوكسمبورغ على خطة اقترحتها الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي تتضمن سلسلة من التدابير لاعتماد «ادارة مشتركة» للحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي. ويفترض ان تعرض الخطة التي حازت «اجماعا واسعا» على رؤساء الدول والحكومات الاوروبية الذين سيجتمعون في 21 و22 من الشهر الحالي باشبيلية في جنوب اسبانيا.
واعلنت فرنسا، على لسان وزير داخليتها نيكولا ساركوزي، استعدادها لتأمين «مركز متخصص في مكافحة الشبكات الاجرامية»، فضلا عن «عمليات ابعاد مشتركة» لضمان عودة بعض اللاجئين غير الشرعيين الى بلادهم.
ومن بين التدابير التي تقترحها الخطة إنشاء شبكة من ضباط الارتباط في المطارات واقامة شبكة الكترونية للاتصالات الداخلية خاصة بوثائق السفر المزورة وتطبيق برامج تأهيل لحرس الحدود. وستدخل غالبية هذه التدابير حيز التنفيذ في مهلة عام.
وتنص الخطة ايضا على تشكيل هيئة مشتركة تضم المسؤولين عن الحدود في الدول الاعضاء، تعقد اجتماعات دورية لتنسيق عملها. كما اشارت الخطة الى تشكيل قوة اوروبية مشتركة من خفر الحدود على ان يطبق المشروع على مراحل.
وأمس ايضا ناقش وزراء الداخلية الاوروبيون التدابير الواجب اتخاذها ضد الدول الاخرى التي سترفض التعاون على مكافحة الهجرة غير الشرعية. واعربت بريطانيا والمانيا عن رغبتهما في فرض عقوبات، في حين ابدت فرنسا والسويد وبلجيكا تحفظاتها، معربة عن خشيتها من ان تعتبر الدول النامية الامر بمثابة رسالة سلبية ضدها.
وأشاد البرلمان الاوروبي امس بالمشروع الاوروبي لتنسيق مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي لكنه شدد على ضرورة اعتماد سياسة اوروبية موحدة حيال الهجرة. وشدد النواب الاوروبيون على «ضرورة اعتماد سياسة اوروبية فعلية مشتركة في مجال الهجرة واللجوء».
ودعا البرلمان، في قرار حول التحضيرات للقمة الاوروبية المقبلة في اشبيلية، الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي الى «الحفاظ على التوازن بين التدابير القمعية وبين اعتماد تشريع يسهل اندماج رعايا الدول الاجنبية الموجودين حاليا في الاتحاد الاوروبي». وستعرض الوثيقة مجددا الاثنين على وزراء الخارجية الاوروبيين قبل طرحها على قمة اشبيلية.
وكانت صحيفة «لافانغوارديا» الكطالونية قد ذكرت امس ان اسبانيا ستقترح على قمة المجلس الاوروبي في اشبيلية رصد تحركات المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا عبر الاقمار الصناعية في الوقت الحاضر، في انتظار اعتماد «نظام غاليليو الاوروبي»، وفق ما اوردت.
وأوردت الصحيفة ان الحكومة الاسبانية، برئاسة خوسيه ماريا ازنار، والمفوضية الاوروبية في بروكسل تعتبران ان استخدام الاقمار الصناعية و«نظام غاليليو الاوروبي» المقبل للمسح عبر الاقمار الصناعية ـ ينتظر نشره بين عامي 2006 و2007 ـ «يمثلان اداة جوهرية في مكافحة الهجرة غير الشرعية». ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات لدى الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي.