مسؤولون أميركيون: اعتقال سوداني من «القاعدة» للاشتباه في مشاركته بمخطط لإطلاق صاروخ على طائرة أميركية في الخليج

TT

تكثفت عمليات البحث عن المشتبه في تورطهم في مخططات ارهابية يوم الاربعاء بالقبض على سوداني مشتبه فيه من نشطاء «القاعدة» واعتقال خمسة آخرين في فرنسا، في الوقت الذي تبحث فيه السلطات حول العالم عن شركاء في مؤامرة منفصلة لشن هجوم بـ«قنبلة قذرة» في الاراضي الاميركية.

وتشك السلطات الاميركية ان الرجل الذي قبض عليه في السودان هو قائد خلية لـ«القاعدة»، وانه حاول اخيرا اطلاق صاروخ ارض/ جو على طائرة اميركية في الخليج، طبقا لمسؤول حكومي اميركي طلب عدم ذكر اسمه.

ووصفت السلطات القبض على الرجل السوداني الذي لم يذكر اسمه بأنها خطوة مهمة بسبب الاشتباه في دوره كزعيم لخلية ارهابية، ولانه يبدو متعاونا مع سلطات التحقيق.

وقال المسؤول الاميركي «ان هذا الرجل ليس في اهمية ابو زبيدة، مساعد اسامة بن لادن، الذي اعتقل في مارس (آذار) الماضي في باكستان، ولكنه شخص مهم». واضاف المسؤول «من الواضح ان اي شخص يسعى لإسقاط طائرة اميركية فاننا نريد احتجازه بالتأكيد».

وفي الشهر الماضي شعر المسؤولون الاميركيون والسعوديون بالقلق لاكتشاف بقايا صاروخ تم اطلاقه على طائرة اميركية في الخليج. وتوصل المحققون الى انه من المرجح ان يكون الامر مرتبطا بـ«القاعدة» طبقا لتقرير سري اميركي حصلت عليه صحيفة «لوس انجليس تايمز»، ودفع هذا الاكتشاف مكتب المباحث الفيدرالي (إف. بي. آي) الى تحذير اجهزة تطبيق القانون الاميركية الى الانتباه لخطر هجمات على الطائرات الاميركية باستخدام الصواريخ المحمولة على الكتف.

ولم يتضح ما الذي قاد السلطات الى السوداني المشتبه فيه، ولم تذكر السلطات اين يحتجز، ولا يعتقد انه محتجز الآن لدى السلطات السودانية، ولكنه لم يسلم الى السلطات الاميركية، كما اشارت السلطات، غير انه يبدو متعاونا مع المحققين حيث كشف تفاصيل بخصوص اطلاق الصاروخ.

وفي فرنسا، تم ايقاظ باكستانيين وثلاثة رجال من شمال افريقيا في بيوتهم خارج باريس في حوالي الساعة السادسة صباحا يم الاربعاء وقبض عليهم لأن الشرطة تشك في علاقتهم بريتشارد ريد (صاحب الحذاء المتفجر) المتهم بمحاولة نسف طائرة في رحلة من باريس الى ميامي في شهر ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وربما قدم الرجال، الذين يمكن احتجازهم لمدة اربعة ايام بدون توجيه الاتهام لهم طبقا لقوانين مكافحة الارهاب الفرنسية التي تم توسيع نطاقها اخيرا، لريد دعما لوجستيا في فرنسا قبل ان يحاول السفر الى ميامي على متن الطائرة.

وقال ريمي ماريشو المتحدث باسم السفارة الفرنسية في واشنطن «هذه نتيجة لتحقيقات استمرت شهورا طويلة. والاشخاص الخمسة مشتبه في علاقتهم بريتشارد ريد».

وقال ماريشو انه بالرغم من انه «من السابق لأوانه» معرفة مدى تورط المجموعة في مؤامرة محاولة تفجير الطائرة، فانه ربما يسمح للسلطات الاميركية باستجوابهم. واضاف ماريشو في مقابلة صحافية «هذه عملية فرنسية ولكني لا أرى ما يمنع استمرار التعاون» بين فرنسا والولايات المتحدة في البحث العالمي عن الارهابيين في اعقاب هجمات 11 سبتمبر.

والجدير بالذكر انه منذ القبض على ريد قبل 6 أشهر، اصبح المحققون على قناعة بأن شركاء في فرنسا قدموا له المأوى والدعم اللوجستي وأعدوا المتفجرات المعقدة التي وضعت في حذائه. وتمكن المخبرون من تحديد مقهى انترنت في ضاحية للمهاجرين في شمال باريس، شوهد فيه ريد مع بعض الاشخاص، وقد ارسل عددا من الرسائل الالكترونية من المقهى في الايام التي سبقت رحلته على متن طائرة تابعة لشركة «أميركان إيرلاينز».

وقد تحركت التحقيقات الفرنسية التي يشرف عليها قاضي التحقيق الفرنسي في قضايا مكافحة الارهاب، جان لوي بروغيير ببطء منذ ذلك الوقت. وفي شهر ابريل (نيسان) الماضي قبض المحققون على 7 باكستانيين يشتبه في انهم شركاء في المؤامرة، ولكن تم الافراج عن 6 وأعيد السابع الى باكستان لانه مهاجر غير شرعي. ويتردد ان العديد من المشتبه فيهم الذين افرج عنهم قادوا السلطات الفرنسية الى الرجال الذين تم القبض عليهم يوم الاربعاء.

وترى السلطات بعض التشابه بين ريد وخوزيه باديلا (عبد الله المهاجر) المتهم بالتآمر لتفجير «قنبلة قذرة» في الولايات المتحدة.

ويعتقد المحققون الاميركيون ان الرجلين على علاقة بشبكة «القاعدة»، ويرون ان ريد كان ناشطا في «القاعدة» ووقع تحت سيطرة بعض الجماعات في باكستان، بينما يعتقد ان المهاجر التقى ابو زبيدة في باكستان.

وتشك السلطات ان المهاجر الذي اعتنق الاسلام في التسعينات وانتقل من فلوريدا الى الشرق الأوسط عام 1998، سافر الى شيكاغو الشهر الماضي في «مهمة استكشاف» للبحث عن اهداف محتملة لنسف «قنبلة قذرة» اشعاعية. وتعتمد تلك الاسلحة التي تخشى السلطات من ان «القاعدة» ربما تستخدمها، على متفجرات تقليدية موضوعة في نفايات اشعاعية لنشر الحطام الملوث على مسافات كبيرة.

وبالرغم من انه يعتقد ان المهاجر كان ما يزال في المراحل الاولى للتخطيط للمؤامرة، فان السلطات الاميركية تشك في انه كان ينوي فحص مختبرات الجامعات في الولايات المتحدة وغيرها بحثا عن مصادر محتملة للمواد الاشعاعية، ثم يطلع قيادات «القاعدة» في باكستان على ذلك.

وفي الوقت نفسه تحتجز السلطات الباكستانية بنيامين احمد محمد، وهو من مساعدي المهاجر، للاشتباه في مشاركته بالمؤامرة، وذكرت مصادر وزارة الداخلية الباكستانية انه تجري حاليا عمليات بحث عاجلة عن آخرين ربما على علاقة بالمؤامرة.

وفي الولايات المتحدة لم تظهر اية ادلة حتى الآن تشير الى وجود شركاء للمهاجر داخل الولايات المتحدة. وقال مسؤول في وزارة العدل الاميركة «من الواضح اننا نشعر بالقلق بخصوص ذلك ونتابع كل الخيوط، ولكن لم يظهر حتى الآن اي شركاء».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»