«الغالبية الساحقة من اللاجئين الفلسطينيين غير معنيين بالعودة الى فلسطين. ومستعدون للاستقرار في الدول التي يعيشون فيها اليوم او في دول الغرب مثل اوروبا وكندا والولايات المتحدة. ولكن المشكلة ان دول الغرب هذه لم تعد معنية بقبولهم في تخومها، بسبب احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة وخوفها من تفاقم الارهاب العربي والاسلامي».
هذا هو الاستنتاج الذي خرج به المراقبون الاسرائيليون، بعد اطلاعهم على نتائج الدراسة الدولية التي اجراها معهد «فافو» النرويجي قبل عدة اشهر ولكنه بقي طي الكتمان «لان جميع الاطراف ذات الشأن في اوروبا والولايات المتحدة واسرائيل والعالم العربي معنيون بعدم اثارته»، كما قال مصدر اسرائيلي مطلع.
وجاء في هذه الدراسة التي تعتبر الاكثر شمولية في الابحاث المشابهة، ان عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم هو ثلاثة ملايين و335 الف نسمة، منهم مليون و235 الفا يعيشون في مخيمات، 650 الفا منهم يعيشون في مخيمات داخل الاراضي الفلسطينية و320 الفا في مخيمات الاردن و159 الفا في مخميات سورية وفقط 106 الاف في مخيمات لبنان. وازاء هذا الرقم المفاجئ حول لبنان (اذ ان الفلسطينيين واللبنانيين يقولون ان عدد اللاجئين في لبنان 350 الفا)، يقول ذلك المسؤول مفسرا، ان في لبنان اليوم حوالي 200 الف فلسطيني، حوالي نصفهم خرجوا من المخيمات. واضاف: «بسبب موقف الحكومات اللبنانية عبر السنين الماضية، وفرض القيود على عمل الفلسطينيين وسكنهم وتحركاتهم، هاجر الكثيرون من لبنان، علما بان 79% من اللاجئين في هذه المخيمات، يوجد لهم اقارب من الدرجة الاولى في الخارج، معظمهم في اوروبا (65%) واميركا الشمالية (17%) ويوجد لـ21% منهم اقارب في الدول العربية. وفقط 5% منهم لهم اقارب من الدرجة الاولى في الضفة الغربية و6% في اسرائيل.
وتزعم الدراسة عندما سئل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان عن خططتهم للمستقبل ان معظمهم قالوا انهم معنيون بالعيش في اوروبا تليها دول الخليج العربي ثم سورية ثم كندا والولايات المتحدة.
وجاء في الدراسة ان 60 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (داخل المخيمات وخارجها) يعيشون في بيوت امتلكوها ويعملون بشكل ثابت. لهذا، يقدرون ان 100 الف لاجئ فلسطيني في لبنان سيختارون المغادرة، والباقون سيختارون البقاء والاستقرار فيه.
وتبين الدراسة ان نسبة التكاثر الطبيعي بين اللاجئين اعلى نسبة موجودة في غزة (8 اولاد للام الواحدة) تليها الضفة الغربية (5.1) والاردن (3.5) وسورية (3.2) واما في لبنان فالنسبة (2.1).
ويشير البحث الى ان 100 الف لاجئ فلسطيني عادوا الى تخوم السلطة الفلسطينية منذ توقيع اتفاقات اوسلو.