قلق في إسرائيل إزاء انخفاض نسبة اليهود فيها

TT

عقد في جامعة بار ـ ايلان (قرب تل ابيب) الاسرائيلية، مساء اول من امس، مؤتمر اكاديمي لمواجهة خطر انحسار نسبة اليهود في اسرائيل، هدفه ايقاظ الرأي العام ازاء تكاثر نسبة غير اليهود في اسرائيل وبلوغها حد 28%.

واعرب المتحدثون في المؤتمر عن قلقهم الشديد من حقيقة ان نسبة اليهود في اسرائيل لا تزيد عن 72% وان هذه النسبة آخذة في الانخفاض باستمرار من جراء الفوضى في استقبال المهاجرين الجدد من الخارج وسهولة الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود. وبحثوا في عدة وسائل لمواجهة هذه الظاهرة، بينها تغيير «قانون العودة» الذي يحدد شروط الهجرة الى اسرائيل، كما اقترح المبادرون الى المؤتمر. لكن وزير الداخلية زعيم حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس» ايلي يشاي، اقترح اقامة شرطة خاصة لفرض قانون الهجرة ومحاربة الوجود غير القانوني في اسرائيل.

ووردت احصاءات لافتة للنظر حول هذا الموضوع، في المؤتمر، جاء فيها:

* ان عدد السكان في اسرائيل، اليوم، يبلغ حوالي 7 ملايين نسمة، موزعين على النحو التالي: اليهود 5 ملايين (72%)، العرب الحاصلون على بطاقة هوية اسرائيلية مليون و250 الفاً اي ما يعادل 18% (ِ$ûالرقم يضم ايضا سكان القدس العربية المحتلة البالغ عددهم حوالي 230 الفا وسكان هضبة الجولان السورية المحتلة 18 الفا. والمفروض ان يتم خصمه من الحسابات. لكن اسرائيل تصر على ضمهم الى الاحصاءات الرسمية لانها قامت بضم الجولان والقدس الى حدود اسرائيل رسميا).

* هناك 270 الف مواطن في اسرائيل وصلوا بشكل علني ورسمي مع الهجرة اليهودية من دول الاتحاد السوفياتي سابقا مع انهم ليسوا يهودا (هناك تقديرات تقول ان عددهم نصف مليون).

* يوجد في اسرائيل 280 الف عامل اجنبي اكثر من نصفهم عمال غير شرعيين، وصلوا كسياح بطريق الخداع، وبقوا واصبحوا عمالا. وهم يعملون في ظروف استغلال بشع. لكنهم يقبلون بهذا الواقع لأنه افضل من واقعهم في بلدانهم. ويأتي هؤلاء من دول اوروبا الشرقية وبعض دول آسيا وافريقيا، وبينهم اردنيون ومصريون ايضا.

* هناك 150 الف عامل عربي فلسطيني، يعيشون في اسرائيل ويعملون بشكل غير قانوني. وتطاردهم الشرطة الاسرائيلية وترحل من تمسك به الى الضفة الغربية وقطاع غزة بالقوة. لكن قسما كبيرا منهم اقاموا بيوتا وتزوجوا من فتيات عربيات (فلسطينيي 48). ولا تعترف اسرائيل بزواجهم. ولا تتورع عن تمزيق روابطهم العائلية.

ومن ابرز مصادر قلق النخبة الاسرائيلية اليهودية من وجود حوالي 120 الف عائلة من القادمين الجدد مختلطة، اي ما يعادل 10% من العائلات اليهودية. من بين هؤلاء 33500 عائلة الزوجة والزوج غير يهود (مسيحيون بالأساس) وحوالي 50 الفا الزوجة غير يهودية والزوج يهودي (وعائلة كهذه تعتبر غير يهودية، لأن اليهودي حسب الديانة اليهودية هو من يولد لأم يهودية فقط) و36 الف عائلة الرجل فيها غير يهودي.

وحسب التيار الارثوذكسي المسيطر في الناحية اليهودية في اسرائيل، فان العائلات المختلطة تهدد اليهودية. وهم يعارضون الزواج المختلط. لكن القلق المشار اليه لا يقتصر على هذا التيار. وهناك قوى يهودية غير متزمتة تحاول اثارة القضية وكأنها ازمة، وتطالب بمحاربة هذه الظواهر بشدة.