جدل بين الصحف المغربية حول المعتقلين السعوديين ومخاوف من «الانعكاسات» وسط الإسلاميين

TT

غداة اعلان السلطات المغربية عن اعتقال ثلاثة سعوديين مشتبه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة، عادت الصحف المغربية امس الى التساؤل حول المتابعة الاعلامية الواسعة التي رافقت الاعلان عن تفكيك خلية تابعة لهذا التنظيم كانت تهيئ لـ «اعمال إرهابية»، حسب تعبير بيان وزارة الداخلية المغربية. وتساءلت صحيفة «التجديد» المقربة من حزب «العدالة والتنمية» الاصولي، عن اسباب «الضجة الاعلامية» وحول ما إذا ستكون لهذا الخبر انعكاسات على التجربة السياسية للحركة الاسلامية في المغرب، خاصة ان الاعلان عن الحدث يأتي في أفق الاعداد للانتخابات التشريعية التي سيشهدها المغرب في سبتمبر (ايلول) المقبل. وقالت الصحيفة «على الرغم من شح المعطيات الخاصة بهوية عناصر الخلية وكيفية مجيئهم للمغرب وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية، فإن الملاحظ هو مسارعة بعض المنابر الاعلامية للركوب على الحدث وتحويله الى قضية مغربية داخلية عبر السعي الى حشر تنظيمات مغربية ـ دون ان تفصح عنها ـ ومحاولة ربطها بالخلية». واضافت الصحيفة «نحن لسنا في حاجة للتذكير بمواقف قيادات الحركة الاسلامية والتي تعتبر أمن المغرب مكسبا فوق كل الاعتبارات والحسابات، وان صيانة هذا المكسب مسؤولية الجميع، فالحركة الاسلامية هي عامل استقرار وأمن».

من جهتها، تساءلت صحيفة «الاتحاد الاشتراكي» التي يديرها الوزير الاول المغربي عبد الرحمن اليوسفي، عن اسباب تجاهل صحيفة «التجديد» أول من أمس الاعتقالات، وكتبت الصحيفة تقول «للقارئ أن يتساءل: لماذا هذا السكوت المريب؟ لماذا بلعت العدالة والتنمية لسانها هكذا عندما تعلق الامر بحدث يهم وضعنا الامني واستقرارنا وسياستنا الخارجية المبنية على خيار الامن والاستقرار؟». ومضت الصحيفة في طرح اسئلتها «لماذا سكت اصحاب التميز دون التحيز عن الحدث؟ الم يصلهم الخبر؟ أم لحرج ما في أنفسهم؟ ما موقفهم مما حدث؟ وما معنى سكوتهم؟».

اما صحيفة «العلم» اليومية الناطقة باسم حزب «الاستقلال» (مشارك في الحكومة)، فقد كتبت في افتتاحية عددها الصادر امس متسائلة «اذا كان تفكيك هذه المجموعة من عمل مغربي، لا من عمل خارجي، فإن كثيرا من الاعمال الامنية التي تقوم بها منظمات اجنبية تدعو الى الشك، خاصة عندما تتعلق باسطورة الارهاب التي اصبحت بعبعا يتخذ ستارا لتحقيق كثير من الاهداف السياسية والعسكرية في العالم، على نحو ما رأينا في افغانستان، وقد اخذ تدميرها بحثا عن الارهابيين سبيلا لنشر قوة ضخمة برية وجوية وبحرية من آسيا الوسطى على حدود روسيا حتى باكستان لمحاصرة الشرق الاوسط». وقالت الصحيفة ان «مقاومة الارهاب» اصبحت وسيلة للسيطرة على العالم، وتساءلت «ومن يدري فقد يكون اكتشاف (الارهابيين) الثلاثة في الدار البيضاء يدخل في هذه المعركة الوهمية».

من جهتها، قالت صحيفة «الايام» الاسبوعية المستقلة «ان اكبر نقطة غامضة حتى الآن هي حول المتعاونين المغاربة مع هذه الشبكة التي لم يعتقل فيها الا سعوديون»، مضيفة «فلا يتصور ابدا الا تكون لهؤلاء الاجانب علاقات مع مغاربة، ولا ندري ما هو السبب الذي جعل السلطات الامنية تحجم عن الكشف عن بعض المتورطين مع هؤلاء المعتقلين».