نائب البشير: السياسة الأميركية تجاه السودان تواجه ضغوطاً من اللوبي الداعم للحرب

TT

اكد النائب الاول لرئيس الجمهورية في السودان علي عثمان محمد طه، ان وقف اطلاق النار الشامل، وليس الجزئي هو الذي يؤكد جدية الجهود الدولية في تحقيق السلام في السودان. وقال ان الخرطوم على قناعة بأهمية الدور الاميركي باعتبار ان واشنطن «هي الطرف القادر على دفع حركة التمرد للوصول الى مفاوضات جادة والتمهيد لوقف شامل لاطلاق النار خاصة ان الحركة (الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق) ظلت على مدى سنوات ترفض اي نداء لوقف اطلاق النار».

ووصف النائب الاول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: الجولة الجديدة لمفاوضات الهيئة الحكومية للتنمية (ايقاد) بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان المقررة في 17 يونيو (حزيران) الحالي في نيروبي بالاهمية اذ تحضرها الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج ودول الجوار الى جانب مصر وليبيا (دولتا المبادرة المشتركة)، كما انها تنعقد بعد نشاط مكثف من جانب الولايات المتحدة، وجهود مكثفة من المجتمع الدولي لتبني خيار السلام وليس الأجندة الحربية».

وقال طه ان السياسة الاميركية تجاه السودان تواجه ضغوطاً من «اللوبي المتشدد الداعم للحرب» واضاف «اذا وضعت واشنطن ثقلها وراء جهود السلام عبر التفاوض فذلك يجدد فرصة الامل في مبادرة الايقاد، ويحقق نقلة نوعية في مناخ وروح المفاوضات، والتناول الموضوعي للقضايا المطروحة».

واعتبر النائب الاول لرئيس الجمهورية السوداني: «ان الاهتمام بقضية السلام في السودان من قبل الادارة الاميركية يعكس تحولا في ادارة الحوار البناء في اعقاب فترات حافلة بالحدة والتوتر والخلاف إبان ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون».

واضاف ان «وزن الولايات المتحدة ودورها الدولي يجعلانها ذات تأثير بالغ على حركة التمرد ودفعها الى خيار السلام الذي لا بد ان يأتي عبر الحوار مؤسساً على قناعة الاطراف السودانية والتزامها بالعمل الايجابي لتحقيق الاستقرار والسلام العادل في السودان».

وعن اخطر مرحلة شهدتها العلاقات السودانية ـ الاميركية اعتبر النائب الاول: ان حقبة التسعينات شهدت تأزمات حادة في العلاقات الثنائية وصلت الى حد تحريض دول الجوار لزعزعة الحكم في السودان والتعاون على ازاحته، واغلاق السفارة في الخرطوم، ولكن هذه المخططات فشلت. مشيرا الى ان احداث 11 سبتمبر (ايلول) ربما شكلت المرحلة الاخطر خاصة بوجود السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب، واسترجاع ملف اسامة بن لادن ابان وجوده في السودان في منتصف التسعينات. وقال ان السودان تعامل بثبات وتماسك مع تلك التحديات بالتأكيد على انه ليس لديه ما يخشاه او يقلق منه. وانه ضد الارهاب والعنف، وانه يعاني من ارهاب وعنف الأجندة الحربية التي تنتهجها الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق في جنوب السودان.