خبراء دوليون: مواد تكوين القنبلة القذرة ليست صعبة المنال

TT

فيينا ـ أ.ف.ب: يؤكد خبراء من الامم المتحدة انه من السهل الحصول على المواد اللازمة لصنع قنبلة مشعة يطلق عليها اسم القنبلة «القذرة». واعلنت السلطات الاميركية اعتقال اميركي اتهمته بالتخطيط لاستخدامها في الولايات المتحدة. فمنذ اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول)، حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة وتتخذ من فيينا مقرا لها، من مخاطر استخدام القنبلة المشعة في اعمال ارهابية.

والقنبلة المصنعة من مواد مشعة تنتشر عبر تفجير مواد متفجرة تقليدية، كفيلة بزرع الرعب وشل المنطقة التي تنتشر فيها الاشعاعات وان كانت آثارها القاتلة محدودة، كما اكد ابل غونزاليس الخبير في الوكالة الدولية. واضاف ان «القنبلة القذرة لا يتم تصنيعها للقتل وانما للترهيب». واكد وزير العدل الاميركي ان خوسيه باديلا او عبد الله المهاجر الذي اعتقل في 8 مايو (ايار) كان يخطط لصنع وتفجير «قنبلة قذرة» في الولايات المتحدة في اطار مخطط مرتبط بشبكة القاعدة. ولم يتضح ما اذا كان المتهم قام بجمع عناصر القنبلة. ولكن غونزاليس اكد ان معظم مكونات القنبلة المشعة ليست محمية. واوضح انه حتى في الدول الصناعية التي تملك اجهزة مركزية تقوم بمراقبة المواد النووية، «لا توجد حماية خاصة للمواد المشعة المستخدمة في المستشفيات او المصانع». وتابع الخبير نفسه «يمكنني ان ادخل ليلا الى اي مستشفى بدون ان يسألني احد عن ما افعله واسرق مواد مشعة يتم الاستدلال عليها بوضوح». وتستخدم المواد المشعة في المصانع لقياس سماكة المعادن او اللدائن وللتحقق من متانة اللحامات وتطهير المواد الطبية مثل القطن او الحقن.

واذا كانت المواد المستخدمة في قياس سماكة المعادن لا تمثل خطرا كبيرا، فان خطر تلك المستخدمة في اللحامات كبير. اما اجهزة التشعيع الصناعي التي يوجد منها المئات في العالم، فان اشعاعيتها «مرتفعة جدا بحيث انها تقتل سارقها بسرعة»، على حد تعبيره. وتتفاوت درجة الاشعاعية من درجة واحدة بالنسبة لاجهزة القياس الى الف في الاجهزة الطبية، وتنتقل الى الملايين لاجهزة التشعيع الصناعية.

واوضح غونزاليس ان الخطورة اكبر عندما تفلت المواد عن رقابة السلطة المركزية، كما حدث لدى انهيار الاتحاد السوفياتي السابق. وبدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين عملية للبحث عن مولدات نووية خطيرة في غرب جورجيا. وقال المدير العام للوكالة محمد البرادعي الاثنين انه عثر في افغانستان على جهاز للعلاج بالاشعة ومصادر اشعاعية اخرى.

وشكلت الولايات المتحدة وروسيا في مايو (ايار) الماضي مجموعة عمل «لتحسين حماية مصادر الاشعة التي يمكن استخدامها لتصنيع قنابل ذرية» ولا سيما في المجال المدني، كما اعلن وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام. ولكن حتى في الولايات المتحدة التي شكلت منذ الخمسينات لجنة فدرالية لتنظيم مراقبة المواد النووية لوحظ «غياب الرقابة تماما بالنسبة لمواد مشعة في عدة حالات»، على حد تعبير غونزاليس. واقرت اللجنة الفدرالية الشهر الماضي ان شركات اميركية فقدت اكثر من 850 جهازا تحتوي مواد مشعة منذ .1996