مانديلا يطلع الزعيم الليبي على نتائج لقائه مع المقرحي

TT

اطلع نيلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب افريقيا الزعيم الليبي معمر القذافي على نتائج زيارته الأخيرة الى بريطانيا واللقاء الذي عقده مع عبد الباسط المقرحي المواطن الليبي الذي يقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن بارليني بمدينة غلاسغو الاسكوتلندية بعد ادانته بتفجير لوكربي. وذكرت وكالة الجماهيرية الليبية الرسمية للانباء في نبأ مقتضب بثته أمس ان مانديلا الذي وصفته الوكالة بالمناضل الافريقي الكبير، أجرى اتصالا هاتفيا مع القذافي جدد فيه التزامه بمواصلة دوره تجاه قضية لوكربي، والعمل من أجل اثبات براءة المواطن الليبي «الرهينة السياسية» عبد الباسط المقرحي «الذي حكم عليه لأسباب سياسية وليست قانونية». وقالت الوكالة ان الزعيم الليبي وجه الشكر باسمه وباسم الشعب الليبي الى مانديلا على جهوده «من أجل احقاق الحق واظهار العدالة في هذه القضية». ولم تشر الوكالة الليبية الى تفاصيل الزيارة المهمة التي قام بها مانديلا لبريطانيا كما لم توضح مدى نجاحها في تقديم الدعم السياسي والمعنوي للمقرحي.

من جهة أخرى أكد الزعيم الليبي أول من أمس انه لم يكن من المنطق ان تطرح الوحدة الافريقية عام 1963 والعديد من اجزاء القارة الافريقية محتلة ومستعمرة «أما اليوم فقد اصبح من الضروري والمنطقي طرح الاتحاد الافريقي». واعرب في كلمة ألقاها خلال حفل العشاء الذي اقامه تكريما لثابو امبيكي الرئيس الحالي لجنوب افريقيا الذي يزور ليبيا حاليا على رأس وفد رفيع المستوى، عن أمله في انطلاق الاتحاد الافريقي من مدينة دوربان بجنوب افريقيا، موضحا ان ذلك سيكون «بمثابة فخر للشعوب الافريقية واعتزازها بأن تكون آخر دولة تحررت من الاستعمار والعنصرية على رأس هذا الاتحاد».

وقال القذافي ان هناك تحديات تواجهها القارة الافريقية، ومن بينها ان الانسان الافريقي يصعب عليه تصديق أن الذين عاملوه كحيوان وباعوه في سوق النخاسة سيغيرون عقليتهم ويعتبرونه انسانا مساويا لهم، مؤكدا ان عقلية العنصرية لم تتغير رغم انها غلبت على أمرها وانها تكذب علينا. وأضاف «انهم لم يعترفوا بنا أن نكون أحرارا بل لا يعتبروننا كبشر». وقال ان الانسان اصله من افريقيا وانطلق منها، وان القارات نفسها كانت ملتصقة بافريقيا وابتعدت عنها بعد ذلك بفضل العوامل الجيولوجية.

وتساءل كيف يمكن التعامل مع هذه العقلية التي تفرق بين الناس على اساس اللون، مؤكدا ان العنصرية تعد سلوكا منحطا مخالفا للحقيقة.

وأعلن القذافي ان افريقيا لا ترفض التعاون المشترك مع الدول الغربية التي استعمرتها سابقا اذا ارادت ذلك وابتعدت عن عقليتها القديمة، قائلا «ان المشاريع التي يطرحونها تحت اسماء مختلفة لا نرفضها اذا كانت تحقق منافع مشتركة، أما اذا كانت خدعة فعليهم ان يفهموا بأننا لن نتساهل معهم». وشدد على ان افريقيا «مارد استفاق وكسر القيود والقارورة التي كانوا يأسرونه فيها»، موضحا ان افريقيا اليوم «اصبحت عملاقا يقف على قدميه».

من جهته اعلن الرئيس الجنوب افريقي ثابو امبيكي ان الزيارة التي قام بها الى طرابلس وافتتاح سفارة لجمهورية جنوب افريقيا أمس، هما خير دليل على متانة العلاقات التي تربط بلاده مع ليبيا وعلى الرغبة المشتركة في تعزيزها.

ومنح القذافي ضيفه وسام الشجاعة تقديرا لنضاله الشجاع من أجل الحرية واستقلال شعب جنوب افريقيا، واعتزازا بكفاحه من أجل انهاء التمييز العنصري، واكبارا لجهوده في اقامة الاتحاد الافريقي، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي الليبي.