أكد مسؤول مغربي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن العاهل المغربي الملك محمد السادس لن يشارك شخصيا في مؤتمر القمة المغاربية الذي تحتضنه العاصمة الجزائرية ابتداء من 21 يونيو (حزيران) الحالي. وقال المسؤول المغربي إن أسبابا سياسية وراء غياب العاهل المغربي عن مؤتمر القمة المغاربية في مقدمتها عدم وجود أجواء ملائمة وغياب أية إشارات ايجابية من العاصمة الجزائرية بشأن أهم الملفات الخلافية بين البلدين كموضوع الصحراء.
واضافة الى خلاف الصحراء، اشار المسؤول المغربي الى استمرار إغلاق الحدود بين البلدين منذ سبع سنوات، مضيفا ان الاشارات الواردة من الجزائر لا تبدو مشجعة في اتجاه فتح صفحة جديدة للعلاقات. وأوضح المسؤول أنه بعكس ما كان منتظرا فإن مؤشرات سلبية صدرت في الآونة الأخيرة من العاصمة الجزائرية في وقت كان يفترض أن تصدر عنها إشارات إيجابية تمهد الأجواء لانعقاد القمة المغاربية ولاستقبال الملك محمد السادس للمرة الاولى منذ توليه العرش في بلاده. وأشارت المصادر في هذا الصدد الى تصريحات صدرت في الأيام الأخيرة عن عبد العزيز بلخادم وزير خارجية الجزائر اعتبر فيها أن ملف الصحراء لن يؤثر على مسيرة الاتحاد المغاربي وان مسألة فتح الحدود بين البلدين مسألة تقنية، في الوقت الذي واجهت فيه علاقات البلدين ومسيرة الاتحاد المغاربي عقبات وعراقيل كبيرة بسبب المشكلتين.
وأبرز المسؤول المغربي أن الملك محمد السادس مستعد للذهاب إلى الجزائر والالتقاء بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة إذا كان اللقاء اطارا لطرح قضايا جوهرية في مستقبل العلاقات كموضع الصحراء وفتح حدود البلدين، وإرساء مناخ جديد في العلاقات يقوم على التفاهم والانسجام. واستنادا الى نفس المصدر فإن العاهل المغربي سيرعى في 21 يونيو مراسيم إحياء الذكرى الثالثة لوفاة والده الملك الحسن الثاني. وينتظر ان يعلن في غضون الأيام القليلة المقبلة عمن ينوب عن العاهل المغربي في اجتماع القمة المغاربية. وكانت مصادر قد ذكرت أن تمثيل الملك محمد السادس في القمة سيكون على مستوى الوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي أو وزير الخارجية محمد بنعيسى.