أوضاع الاتحاد المغاربي وقمة الجزائر تهيمنان على اجتماع اللجنة العليا المغربية التونسية

TT

تصدرت أوضاع الاتحاد المغاربي المشاورات المغربية التونسية في اطار أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في تونس. واستقبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمس في قصر قطاج بتونس عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المغربي، وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأسط» أن المشاورات تطرقت لموضوع الأجواء التي تسبق انعقاد مؤتمر القمة المغاربية التي أعلن ان العاهل المغربي الملك محمد السادس لن يشارك فيه شخصيا بسبب غياب مؤشرات سياسية إيجابية من العاصمة الجزائرية إزاء أهم القضايا الخلافية مع الرباط كموضوع الصحراء والحدود المغلقة منذ ثماني سنوات.

وكان اليوسفي قد أكد في كلمته خلال الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة التونسية التي اختتمت مساء أمس أن الجميع مدعو للعمل سويا من أجل وحدة المغرب العربي على أسس صلبة تأخذ بعين الاعتبار ، احترام السيادة الوطنية للدول الأعضاء. وكان اليوسفي يشير في كلمته الى ضرورة احترام وحدة التراب المغربي، مؤكدا في الوقت نفسه تمسك المغرب باتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي يمليه واقع التحديات الدولية وهيمنة التكتلات الاقتصادية. وقال اليوسفي إن الدول المغاربية مدعوة أكثر من ذي قبل على العمل سويا في جو من التفاهم ولتجاوز كل المعوقات وإعطاء الاتحاد المغاربي انطلاقة جديدة ، الهدف منها تفعيل التعاون بين دول المنطقة، وتعزيز الحوار المغاربي مع بقية المجموعات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي.

واشاد اليوسفي بالتعاون بين المغرب وتونس ومتانة علاقات التشاور والتنسيق بينهما، معلنا أن هدف حكومتي البلدين يكمن في تحقيق قيمة إجمالية للمبادلات في حدود خمسمائة مليون دولار، كسبيل لاختصار مراحل إقامة منطقة التبادل الحرة المقررة لسنة .2007 واعتبر الوزير الأول المغربي أن إعلان اغادير لاقامة منطقة تبادل حرة بين أربع دول عربية موقعة لاتفاقيات شراكة مع الاتحاد الأوروبي يشكل نواة صلبة لقيام سوق عربية مشتركة وتكتل إقليمي يكون له اعتباره ضمن المجموعات الدولية. ودعا اليوسفي في كلمته تعزيز التضامن العربي والإسلامي في مواجهة مخاطر الارهاب، وقال إن هنالك إحساسا بالمخاطر والتحديات التي يواجهها العالمان العربي والإسلامي، مشددا على ضرورة تضافر الجهود لصيانة صورة الإسلام لدى الآخر باعتباره دين تسامح وتعايش، من خلال مزيد اليقظة والتبصر لنبذ كل المحاولات الهادفة إلى إلصاق ظاهرة الإرهاب بديننا الحنيف. وأعرب اليوسفي عن ارتياح المغرب لأجواء المصالحة بين العراق والكويت ، مؤكدا ضرورة احترام سيادة الكويت ووحدتها، وتأييد المغرب لقرار القمة العربية الداعي الى استئناف الحوار بين العراق والأمم المتحدة وإنهاء حالة الحصار المفروضة عليه مع ضرورة احترام استقلاله وسيادته ووحدته وسلامته الإقليمية.

من جهته قال محمد الغنوشي رئيس الوزراء التونسي في كلمته الافتتاحية لأعمال اللجنة العليا المشتركة إن اجتماع تونس يأتي بعد أيام قليلة قبيل انعقاد القمة المغاربية، معتبرا ذلك مؤشرا ايجابيا يمهد للحدث المغاربي الهام المتمثل في انعقاد القمة المغاربية بعد سنوات عديدة من التوقف. وأعرب الغنوشي عن أمله بأن تشكل قمة الجزائر فاتحة لمرحلة واعدة للعمل المغاربي المشترك تجسد الديناميكية التي تشهدها مؤسسات الاتحاد التي استأنفت نشاطها في الأشهر الأخيرة بفضل الإرادة السياسية لقادة دول المنطقة وإيمانا منهم بأن الاتحاد المغاربي خيار استراتيجي . وأعرب عن امله في أن تشهد الفترة المقبلة تفعيل الاتحاد المغاربي ومؤسساته وتجسيد الاتفاقيات والمشاريع المبرمجة واستكمال أركان فضاء مغاربي بلا حدود تسوده روح التضامن والتكامل.

وقال الغنوشي إن العلاقات المغربية التونسية تشهد نموا مطردا في أفق قيام منطقة التبادل الحرة ، مشيرا الى أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين شهد خلال العام الماضي نموا بلغت قيمته 152 مليون دينار تونسي ( الدولار يعادل 1،4 دينار تونسي ) لسنة 2001 بزيادة تقدر بـ25 في المائة مقارنة مع سنة 2000، في أعقاب توقيع البلدين اتفاقية لإحداث منطقة تبادل حرة. وأعلن الغنوشي أن حكومتي البلدين ستتخذان قرارا باحداث لجنة تدخل سريع لإيجاد الحلول وإزالة العقبات والعراقيل التي تحول دون انسياب أكبر للمبادلات التجارية.