كابل ـ وكالات الانباء: قال التلفزيون الحكومي الافغاني ان رئيس الحكومة الافغانية المؤقتة حميد كرزاي حصل على تأييد نحو ثلثي أعضاء المجلس الاعلى للقبائل «لويا جيرغا» امس، بما يجعله اكثر مرشح محتمل فوزه بمنصب الرئاسة. وأضاف ان حوالي 1050 مندوبا من اجمالي أعضاء المجلس 1551 شخصا أيدوا كرزاي وهو من البشتون. وينافسه على المنصب سيدة ومسؤول حكومي غير بارز.
وتقدم عدد من زعماء الجماعات القبلية المسلحة من البشتون لتأييده بعدما هدد بعضهم في وقت سابق بمقاطعة اجتماع اللويا جيرغا اثر اعلان الملك السابق محمد ظاهر شاه انه لا يتطلع لمنصب رسمي.
وبالفعل حصل كرزاي الذي تدعمه الولايات المتحدة على تأييد الملك السابق والتحالف الشمالي الذي يضم التاجيك واقليات عرقية اخرى. وستدير الحكومة الجديدة البلاد لمدة 18 شهرا قبل اجراء انتخابات عامة.
من ناحية اخرى قال شهود عيان امس ان جنوب افغانستان شهد مظاهرات سدت طريقا سريعا رئيسيا للمطالبة بانتخاب ظاهر شاه رئيسا للبلاد خلال المؤتمر الحالي للمجلس الاعلى للقبائل الافغانية «لويا جيرغا». وقال مسافرون قادمون من جنوب افغانستان ان المئات من مؤيدي ظاهر شاه نزلوا اول من امس الى شوارع سبين بولداك الواقعة في الجانب الافغاني من الحدود امام بلدة تشامان الباكستانية، وايضا تختا بول لحث لويا جيرغا على انتخاب الملك السابق زعيما للبلاد التي عصفت بها حروب استمرت 23 عاما. وحمل المتظاهرون، وهم من اغلبية البشتون مثل ظاهر شاه، صور الملك الافغاني السابق ورددوا شعارات مؤيدة له. وسد المحتجون الطريق الواصل الى قندهار العاصمة الملكية السابقة لافغانستان طوال ساعات.
وفي كابل انتخب اعضاء «اللويا جيرغا» امس رئيسا للمجلس ممهدين الطريق امام انتخاب رئيس افغاني ليقود واحدا من افقر بلاد العالم. وأعلن سيد مير حسن مهداوي، وهو عضو في المجلس يمثل اتحاد الصحافيين الافغان، ان المجلس اختار اسماعيل قاسميار المرشح الموالي للحكومة المؤقتة ليرأس «اللويا جيرغا». وقدم ثلاثة مرشحين بينهم كرازي ترشيحهم لمنصب رئيس الدولة الى المكتب المنتخب الجديد للمجلس التقليدي القبلي «اللويا جيرغا» الذي يفترض ان يجري اقتراعا سريا على هذا المنصب. ومن بين المرشحين امرأة هي مسعودة جلال (35 سنة)، وتعمل في برنامج الغذاء العالمي في كابل. وهي استاذة سابقة للطب في جامعة كابل، وانتخبت في نهاية الشهر الماضي ممثلة لاقليم في شرق العاصمة. وجمعت 188 توقيعا. أما المرشح الثالث فهو محفوظ ميداي وهو مثقف وجامعي غير معروف في افغانستان. وكان كرزاي الاوفر حظا بين هؤلاء المرشحين وتمكن من جمع تواقيع اكثر من الف مندوب. وقرر المندوبون المؤيدون لترشح ظاهر شاه الى منصب رئيس الدولة عدم تقديم مرشح عنهم وتأييد كرزاي.
كما قرر انصار الملك السابق في رد فعل غاضب للوهلة الاولى امس على ازاحته، تقديم مرشح لمواجهة كرزاي، لادانة الضغوط الاميركية ضد ترشيح ظاهر شاه لمصلحة كرزاي، لكنهم تراجعوا امس بعد ضغوط دبلوماسية غربية وقبلية. ويتعين على كل مرشح لمنصب رئيس الدولة جمع تواقيع 150 من اعضاء مجلس «اللويا جيرغا» الذي يضم 1551 شخصا. وسيقود الفائز بهذا المنصب الحكومة الانتقالية في افغانستان لسنتين يتم اثرها تنظيم انتخابات عامة.