بين الإقالة والاستقالة: انقلاب في مصر للطيران يطيح برئيس الشركة وقياداتها وكاطو يخلف الريان

TT

بعد تحويل شركة مصر للطيران الى شركة قابضة وتفكيكها الى ست شركات، واصل وزير الطيران المصري احمد شفيق تنفيذ مخططه الطموح لتغيير شكل واداء الشركة الوطنية جذريا، واعلن امس بشكل مفاجئ وعاجل عن تعيين اللواء طيار عبد الفتاح كاطو رئيسا للشركة القابضة لمصر للطيران، خلفا لرئيسها المهندس فهيم ريان واعلن شفيق ان كاطو الذي كان يرأس هيئة الطيران المدني وكان المسؤول الاول عن شؤون الطيران في مصر قبل انشاء وزارة الطيران المدني الجديدة في مارس ( اذار) الماضي، سيباشر مهام منصبه الجديد كرئيس للشركة القابضة الام اعتبارا من اول يوليو( تموز) المقبل.

وفي مؤتمر صحافي امس تلا وزير الطيران المصري بيانا مقتضبا وجه فيه الشكر لرئيس الشركة السابق المهندس فهيم ريان واشاد بالانجازات التي حققتها شركة مصر للطيران تحت رئاسته التي قاربت العشرين عاما، واكد ان التغيير يهدف الى تحريك عجلة التطوير الى الامام بما يتناسب مع التطور الطبيعي للعصر الحالي ورفض شفيق ان يفصح عن طبيعة قرار التغيير الجديد ما اذا كان بمثابة «اقالة» لرئيس الشركة التي سلطت عليها الاضواء طيلة الاسابيع الماضية بعد سقوط احدى طائراتها في تونس في حادث هو الثاني في عهد ريان بعد حادث البوينج 767 الشهير امام السواحل الامريكية عام .1999 ورفض شفيق كذلك الكشف ما اذا كان ريان الرجل القوي للمؤسسة الوطنية قد قدم استقالته رافضا ترشيحه رئيسا للشركة القابضة الأم، كما سبق واعلن وزير الطيران قبل اسبوعين عندما اعلن تحويل شركة مصر للطيران الى شركة قابضة، وهو ما قاومه ريان طويلا ونجح في قطع جميع الايدي التي حاولت ان تمتد الى شركته وسط زخم بحر الخصخصة والتطوير الذي التهم اغلب المؤسسات المملوكة للدولة على مدى عقد التسعينات الماضي.

وسمى وزير الطيران المدني خمسة رؤساء جدد لخمس من الشركات الست التابعة للشركة القابضة لمصر للطيران، حيث اعلن عن تعيين الطيار احمد النادي رئيسا لشركة مصر للطيران للخطوط الجوية، والمهندس جمال صالح رئيسا لشركة الخدمات الارضية والطيار حاتم عبد السلام رئيسا لشركة الخدمات الجوية والمهندس عاطف عبد الحميد رئيسا لشركة الصيانة والأعمال الفنية في حين احتقظ باسم رئيس شركة السياحة والاسواق الحرة لاعلانه خلال 48 ساعة حسب قوله واضاف وزير الطيران ان الشركة القابضة للطيران ستتبعها اربع شركات هي الشركة القابضة للمطارات والشركة القابضة للملاحة ومستشفى مصر للطيران الذي سيعمل كمستشفى استثماري وشركة تكنولوجيا المعلومات التي سيتم استخدامها والحاقها مع الشركات الثلاث.

واعلن شفيق ان مجموعة من الخبراء الاستشاريين تعكف حاليا على دراسة وتقييم كل اصول وممتلكات شركة مصر للطيران وتحديد الجهات التي ستؤول اليها.

واضاف ان ديون الشركة السابقة وجميع التزاماتها سيتم توزيعها على الشركات الست أو الحاقها بالشركة القابضة الان وتدبير اعتمادات وموارد سدادها من الشركات الست ورفض وزير الطيران المصري طرح بعض شركات مصر للطيران للمستثمرين ورجال الاعمال كخطوة لخصخصة الشركة وقال ان مصر للطيران مرفق قومي استراتيجي شأنه شأن قناة السويس وصناعة الحديد والصلب لن تمسها اية خصخصة، واضاف ان شركة مصر للطيران تملك العديد من الاستثمارات المفتوحة امام رجال الاعمال مثل شركة شروق للنقل الجوي وكذا بعض المؤسسات الفندقية.

وقال لا مانع من دخول رجال الاعمال اذا رغبوا، اما مصر للطيران فلن «تمس» على حد قوله.

ومن المنتظر ان يصدر قرار من رئيس الوزراء المصري بتشكيل الجمعية العامة من اهل الخبرة والكفاءة والتي تقوم بدورها بالدعوة الى الاجتماع وتقرر تعيين المفوض بالشركة القابضة رئيسا لمجلس الادارة، وستقوم الشركات التابعة للشركة الام وفقا لاحكام القانون بنفس الخطوات في فترة لا تتجاوز ثلاثة اشهر كحد اقصى لتشكيل الجمعيات العمومية والاجتماع وتعيين رئيس مجلس ادارة لكل شركة.

والمح وزير الطيران انه سيمنح صلاحيات واسعة لرئيس مجلس ادارة كل شركة لاختيار الجهاز الذي سيعاونه وشدد على ان كل القرارات ستخضع لاشراف مباشر من الوزير الذي يرأس الجمعية العامة للشركة القابضة الام مؤكدا في الوقت نفسه انه سيتدخل في أي قرار لن يتناسب مع خطط تطوير مرفق الطيران في مصر.