لبنان: الحديث عن عدول الـ «سي. آي. إيه» عن خطف قيادي في «القاعدة» من بيروت «فيلم» أميركي جديد

TT

اعتبر مصدر لبناني مسؤول ما اوردته صحيفة فرنسية عن عدول الاستخبارات الاميركية عن خطة لخطف قيادي في «القاعدة» من بيروت، بأنه «تتمة لمسلسل الافلام والروايات الاميركية والاسرائيلية المختلقة والمفبركة للتغطية على ما يخطط للمنطقة من عمليات عسكرية كشف عن بعضها بالحديث عن اوامر للرئيس الاميركي جورج بوش بالقبض على الرئيس العراقي صدام حسين، كما يأتي في سياق حملة الضغوط على لبنان وسورية لثنيهما عن موقفهما الثابت من عملية السلام والاذعان للمطالب الاميركية خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الارهاب».

كذلك نفى «حزب الله» الاتهامات التي اوردها الخبر لجهة تولي عناصر من الحزب حماية هذا القيادي. وحمل على الارهاب الاميركي قائلاً «انه لن يحول دون استمرارنا في الجهاد والمقاومة».

وكانت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية قد ذكرت في عددها الصادر اول من امس ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي. آي. إيه) صرفت في ديسمبر (كانون الاول) الماضي النظر في آخر لحظة عن خطة وضعتها لخطف الكويتي خالد شيخ محمد، احد قياديي تنظيم «القاعدة»، من الضاحية الجنوبية في بيروت.

وكان مسؤولون اميركيون قد اعلنوا ان الاستخبارات الاميركية تعرفت الى العقل المدبر المفترض لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، مشيرين الى انه كويتي الجنسية ومختبئ حالياً في مكان ما بافغانستان او باكستان. وقال المسؤولون ان الشخص المعني هو خالد شيخ محمد (37 عاماً)، وهو صاحب فكرة خطف الطائرات الاربع المستخدمة في هجوم 11 سبتمبر.

وكشفت «لو جورنال دو ديمانش» بعض تفاصيل «خطة الخطف» نقلا عن «احد اجهزة المخابرات العربية»، الذي احاط الـ «سي. آي. ايه» علماً بوجود شيخ محمد في بيروت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكانت وزارة العدل الاميركية قد خصصت مكافأة مقدارها مليونا دولار لمن يقدم معلومات اكيدة تساهم في اعتقاله للاشتباه في ضلوعه في الاعتداء على مركز التجارة العالمي عام 1993 والتخطيط لنسف 12 طائرة مدنية عام 1994.

واضافت الصحيفة ان «جهاز العمليات الخاص التابع لوكالة الاستخبارات المركزية شكل فرق كوماندوز لخطفه بالتعاون مع عملاء سابقين ومخبرين لبنانيين، فتم استكشاف المكان، وتمركز مراقبون في مواقع للرصد وجرت استعدادات لاستئجار سيارات وارسال طائرات، وعهد الى القوات الخاصة الاميركية بتنفيذ هذه المهمة، واخطر السوريون الموجودون في كل مكان من بيروت بذلك».

وذكرت الصحيفة: «ان المسؤولين الكبار في السي. آي. ايه رأوا ان هذه العملية ستكون خطيرة جداً فصرفوا النظر عنها نزولاً عند نصائح المستشارين القانونيين للوكالة الذين تخوفوا كثيراً من الآثار الجانبية للعملية في حي سكني مكتظ، فبالاضافة الى حراسه الشخصيين كان خالد شيخ محمد يتمتع بحماية رجال حزب الله ومن المحتمل ان يتم قتل ابرياء في اثناء الهجوم».

وزعمت الصحيفة ان مسؤولي الـ «سي. آي. ايه» ابدوا «قلقهم ايضاً من شراهة الوسطاء الذين اشترطوا تحويل نصف مليون دولار فوراً لشراء بعض المتواطئين، ولذلك فإن الوكالة تخلت عن هذه الخطة».

ويبدو، بحسب هذه الصحيفة، ان الاستخبارات الاميركية نادمة على صرفها النظر عن خطف شيخ محمد وخصوصاً بعدما اكتشفت اهميته في تنظيم «القاعدة»، ودوره في التخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع (البنتاغون) في ضوء المعلومات التي باح بها ابو زبيدة لفريق التحقيق. لذلك فانها زادت المكافأة لتصل الآن الى 25 مليون دولار، لكن الرجل سرعان ما اختفى عن الانظار.

وتعليقاً على ما نشرته صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية نقلاً عن الاستخبارات الاميركية وعدولها عن خطف قيادي في تنظيم «القاعدة» كان بحماية «حزب الله» في بيروت، ادلى مسؤول العلاقات الاعلامية في «حزب الله» الشيخ حسن عز الدين بما يلي: «ان هذه الرواية هي جزء من التلفيقات المنظمة والحملات الاعلامية والدعائية التي تمارسها اجهزة المخابرات الاميركية بالتنسيق مع بعض الوسائل الاعلامية في سياق حملتها المتواصلة على حزب الله».

ونفى عز الدين هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً. وقال: «اننا نعتبرها في سياق السياسات الاميركية الدائمة لتضليل الرأي العام العالمي والتي تخفي من خلالها اهدافها في اخضاع المنطقة لشروط مصالحها السياسية والامنية والاقتصادية، ومحاصرة القوى المناهضة لسياستها، في محاولة منها لاسقاط مكامن قوتها في مواجهة العدو الصهيوني». واكد «ان هذا الارهاب الاميركي لن يحول دون استمرارنا في جهادنا ومقاومتنا لاسترداد كامل حقوقنا المشروعة».