مسؤول بالكونغرس عرقل شهورا منحة أميركية للأكراد معتبرا إياها تجاوزا لـ«المؤتمر الوطني العراقي» المعارض

TT

قدم الكونغرس دعمه للرئيس الاميركي جورج بوش عندما طلب توفير الأموال الضرورية لحث فصيلين متنافسين في شمال العراق، كي يخلقا معارضة موحدة في وجه الرئيس صدام حسين. وفي إجراء لم يحظ باهتمام إعلامي كبير، وافق الكونغرس على طلب وزارة الخارجية تزويدها هذا الشهر بمبلغ 3.1 مليون دولار لتحسين الصحة العامة للسكان الأكراد الذي يعيشون في المناطق الواقعة تحت حماية الولايات المتحدة في شمال العراق. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين العلاقات بين الفصيلين الكرديين الرئيسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، اللذين حارب أحدهما الآخر في الماضي، وأبديا حذرا شديدا تجاه هدف بوش المتمثل في إسقاط الرئيس العراقي.

ويقول مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية، إن هذا المبلغ سيساعد على بناء معارضة قوية لصدام حسين، الذي نجح في إخماد أي تهديد جدي لنظامه. وفيما يشك خبراء الشأن العراقي في أن يلعب الحزب الديمقراطي الكردستاني أو الاتحاد الوطني الكردستاني أي دور رئيسي شبيه بدور «التحالف الشمالي» في هجومه ضد طالبان في أفغانستان، فانهم يرون إن أمل بوش في إسقاط صدام حسين لن يتحقق بدون دعم هذين الحزبين الكرديين.

والأكراد البالغ عددهم 4 ملايين نسمة، هم الفئة الوحيدة بين سكان العراق التي تسيطر على أرض ولديها قوات مقاتلة قوامها 70 ألف مقاتل. وفي هذا الصدد، قال مارك فريمان، من معهد مريدبان الدولي: «لا يمكن التقليل من أهمية هذه المنحة. فهي إشارة إلى إمكانية أن تتعاون منظمتان». وليس مستبعدا، أن يؤدي تقديم المساعدات للأكراد، إلى دفع الخطوات اللاحقة الهادفة إلى إسقاط صدام حسين. فحسب ما جاء في صحيفة «واشنطن بوست» اول من امس، قد تشمل المساعي المبذولة في هذا الاتجاه زيادة الدعم لمعارضي الرئيس العراقي وتوسيع عمليات جمع المعلومات الاستخبارية، واستخدام رجال القوات الخاصة و«سي آي ايه» لقتل صدام حسين.

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قد ابلغت بوش بأنها قد تحتاج إلى قوات عسكرية إضافة إلى العمليات السرية لإسقاط الرئيس العراقي. وكانت صحيفة «يو اس توداي» الأميركية قد أعلنت هي الأخرى، أن الرئيس بوش وافق على الخطة السرية. وكسب بوش دعما من الحزبين الجمهوري والديمقراطي اول من امس. وفي هذا الصدد، قال السناتور جون ماك كين لمحطة «سي بي إس» التلفزيونية «علينا أن نحاول القيام بذلك بشكل سري، من خلال العمليات الخاصة، وإذا لم ينجح هذا الأسلوب، علينا أن نكون مستعدين لما هو ضروري». وقال جوزيف بايدن، رئيس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لنفس المحطة «إذا بقي صدام حسين في السلطة بعد خمس سنوات، فهذا يعني أننا فشلنا».

ويمكن اعتبار منحة الادارة الاميركية للاكراد تجاوزا لـ«المؤتمر الوطني العراقي» المثير للجدل الذي مقره لندن ويعتبر مظلة للمعارضة العراقية. وهذا ما دفع بالسناتور جيسي هيلمز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، المؤيد للمؤتمر الوطني العراقي، إلى إيقاف المنحة المالية للأكراد، لعدة أشهر، بسبب هذا التجاوز، حسب ما ذكره بعض أعضاء الكونغرس.

* خدمة «يو.اس، توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»