صرب البوسنة العائدون يرفضون مجاورة المقاتلين العرب السابقين في بوتشينا

TT

تظاهر عدد من الصرب العائدين الى منطقة بوتشينا في وسط البوسنة والتي كانت معقلا للمقاتلين العرب في البوسنة ابان الحرب، مطالبين بترحيل من تبقى من المواطنين البوسنيين المتحدرين من اصول عربية، ورافضين مجاورتهم ومرددين هتافات «هذه البوسنة وليست افغانستان» و«يا بوش هنا القاعدة» و«نريد بيوتنا».

وقال الصرب المتظاهرون تحت حماية الشرطة والقوات الدولية بانه يمكنهم التعايش مع البوشناق والكروات ولكنهم لا يمكن ابدا ان يرضوا بان جيرانهم من المقاتلين العرب القدامى الذين حصلوا على الجنسية البوسنية وتزوجوا من بوسنيات ولهم ابناء واختاروا العيش في البوسنة مدى الحياة. وكان عدد من المقاتلين العرب اشتروا منازلا كان يملكها سابقا صرب البوسنة. وقال ميلان يوكيتش رئيس منظمة العائدين الصرب «نريد ان يرحل العرب من هنا بسلام، حتى يتمكن الخائفون من الصرب من العودة الى ديارهم».

ولا تعرف الحكومة البوسنية كيف ستحل الاشكال، حيث يطرح البعض عملية تبادل للبيوت بين العرب المقيمين في بوتشينا وعدد من الصرب يريدون الرحيل عن مناطق يمثل البوشناق اغلبيتها مثل زينتسا وموستار وسراييفو وبيهاتش وغيرها. كما اعرب الصرب عن انزعاجهم من صوت الاذان حيث لم يكن قبل الحرب هناك اي مسجد في المنطقة. وكان عدد من الصرب العائدين الى قرية بوتشينا التي لا يزال بعض العرب يقيم فيها، قد ذكروا ان ابناءهم تأثروا بعادات المسلمين بعد عودتهم للقرية، يتمثل في ترديدهم للاذان عند كل صلاة يعلن عنها من المآذن التي ارتفعت في بوتشينا اثناء وبعد الحرب.

ويبلغ عدد الصرب الذين عادوا الى بوتشينا 60 شخصا ينتمون لثلاثة وعشرين عائلة. وكان الصرب قد باعوا 7 منازل لبوشناق بطريقة شرعية، كما باعوا عددا من المنازل الى العرب في القرية. وقد اقام عرب البوسنة مسجدا يصلون فيه الصلوات الخمس والجمعة. الا ان الصرب منزعجون من الاذان، وطالبوا بمنع استخدام مكبرات الصوت، او اغلاق الجامع بحجة ان القرية لم يكن بها مسجد على عهد الاتراك. وهدد صرب بوتشينا بترك القرية والانتقال الى دولة ثالثة في حال لم تلب مطالبهم العاجلة حسب قولهم.

تجدر الاشارة الى ان عدد الصرب الذين فروا من بوتشينا اثناء الحرب يبلغ خمسة آلاف، 70 في المائة منهم ينوون العودة لبيع بيوتهم والذهاب الى احدى الدول الغربية، معربين عن عدم رضاهم عن التغييرات التي حدثت في القرية بعد خروجهم منها، وقالوا ان هناك اشياء جديدة لم نألفها ولم نكن نعرفها من قبل، «هناك نمط حياة مغاير لما كانت عليه القرية قبل ثماني سنوات، كل شيء تغير ولا مجال للبقاء في مكان تغير رأسا على عقب». ويقول المسلمون من سكان بوتشينا ان «الصرب يرفضون التعايش، ولا يطيقون سماع الأذان، عكس المسلمين الذين يعتقدون ان الدين والارض لله والصرب والبوشناق والكروات كلهم عباد الله». ورغم تطمينات رئيس بلدية مدينة ماغلاي التي تعد بوتشينا احدى القرى التابعة لها، الا ان الصرب مصرون على بيع منازلهم والرحيل عن البوسنة، الى الولايات المتحدة واستراليا وكندا، وهي الدول التي يرغب البوسنيين من سكان المدن والقرى الواقعة تحت سيطرة طائفة اخرى بالهجرة اليها وتقدم لهم مختلف التسهيلات.