توصيات مؤتمر لوس انجليس الماروني تتفاعل داخليا وبري يدعو صفير لمصالحة المؤتمرين مع لبنان لا سورية

TT

تواصلت في لبنان امس، ردود الفعل على توصيات «المؤتمر الماروني العالمي» الذي اختتم اعماله في لوس انجليس الاحد الماضي، مطالباً بانسحاب الجيش السوري من لبنان وانهاء الهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية عليه ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية في الجنوب.

واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان هذا المؤتمر «اخذ الميكروب الطائفي» الى الجاليات اللبنانية في الخارج، واصفاً اياه بانه «مؤتمر غريب وهجين» مناشداً البطريرك الماروني نصر الله صفير «مصالحة هذا الفريق (المشاركين في المؤتمر)، مع لبنان وليس مع سورية». اما الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص فاعتبر ان هذا المؤتمر «طائفي في منطلقه وتكوينه وتوجهاته».

وقال بري لدى استقباله في مقر المجلس النيابي وفداً صحافياً كويتياً «ان المغتربين اللبنانيين ليسوا طائفيين بل هم بعيدون عن الطائفية والمذهبية التي ابتلينا بها نحن هنا». وبعدما وصف الموارنة بانهم كانوا «رواد القومية العربية من بطرس البستاني الى اليازجيين»، قال: «ان الطرح الذي يطرح الآن يجعل من هذا المؤتمر (الماروني) مؤتمراً غريباً وهجيناً عن الشعور القومي الذي كان يتحلى به الماروني دائماً. وان هذا الطرح يجعل المؤتمر مؤتمراً غريباً هجيناً بدليل هذا الهجوم على سورية». واضاف: «ان الهجوم تركز على سورية لانها اقدمت بعد مجيء الرئيس بشار الاسد على خطوات لحلحلة الامور من بينها اعادة الانتشار (العسكري في لبنان) وموقفها (المحايد) في انتخابات المتن».

وخلص بري الى القول «ان طلبي الوحيد بنتيجة هذا المؤتمر (الماروني) هو مناشدة البطريرك صفير ان يتصالح هذا الفريق مع لبنان وليس مع سورية، فهؤلاء (المؤتمرون) ليسوا ضد سورية بل ضد لبنان».

اما الحص فقال: «ان المؤتمر الماروني عنوانه يدل عليه فقد كان طائفياً في منطلقه وتكوينه وتوجهاته، فجاءت نتائج اعماله انعكاساً لهذا الواقع. الطروحات الطائفية لا تأتي بالحلول لمشاكلنا الوطنية بل تزيدها تعقيداً. وما احوجنا الى المؤتمرات الوطنية اللبنانية المترفعة عن الطائفية والمذهبية».

وتمنى الرئيس السابق للحكومة رشيد الصلح: «لو ان المجتمعين في اميركا اكتفوا بدعوة جميع اللبنانيين ومن سائر الطوائف والمذاهب للاجتماع والتفاهم التام لان ذلك اجدى واكثر نفعاً للبنان».

ودعا عضو البرلمان اللبناني النائب قيصر معوض الى «تفهم هواجس فئة من اللبنانيين (المسيحيين) بالنسبة لقضايا مصيرية في ظل نظام محاصصة طائفي ومذهبي»، وقال: «لا نفهم الاجواء العدائية التي رافقت المداخلات في المؤتمر ولا التصريحات التي رافقته عبر بعض الفضائيات المحلية».

ورأى معوض «ان التمترس وراء السيادة والاستقلال لنتحول الى شهود حذرين من اهلنا ومحيطنا هو قمة اللاعقلانية في الاجواء التصادمية التي تلف منطقتنا. وهل يعقل ان يذهب البعض وتحت شعار ضرب الارهاب الى الترويج لمشاريع، حتى الادارة الاميركية تتردد في تبنيها ومنها الوثيقة المعروفة بقانون محاسبة سورية 2002؟».

وافاد معوض: «غاب عن ذهن هذا البعض انه لا يمكن لاحد ان يدعي احتكار التمثيل المسيحي. وغاب عن ذهن هذا البعض اننا رفضنا سابقاً ونرفض لاحقاً ان نتحول الى رهينة شعارات ومراهنات دفعنا ثمنها غالياً ولا نزال نسدد فاتورتها» .

وقال النائب روبير غانم: «ان هذا المؤتمر بعيد عن المارونية الحقيقية، من منطلق مسؤوليتي كمسيحي ماروني عربي متطرف في مارونيتي التي تنتمي كمنشأ وكنيسة وجماعة الى بيئتها الشرقية والتي كانت في اساس تجذر المارونية وديمومتها على مر السنين، اجد نفسي غريباً عن بعض توصيات المؤتمر الماروني لانها جاءت غريبة عن المارونية الحقة ».

وأدان النائب محمد يحيى توصيات المؤتمر وقال انها اتسمت بالتطرف وقال النائب جورج نجم ان التوصيات التي صدرت عن المؤتمر الماروني هي «خطاب لا يمثل كل الموارنة في لبنان، والمسيحيين عموماً، وهي تذكرنا باللهجة الانقسامية والتصادمية التي سادت ابان الحرب الاهلية في لبنان».

في المقابل، اعتبر «المكتب المركزي للتنسيق الوطني» (مؤيد للقائد السابق للجيش اللبناني العماد ميشال عون) «ان اجواء مفعمة بالحرية والديمقراطية» سادت المؤتمر الماروني. وجاء في بيان اصدره «المكتب» ان المؤتمرين في لوس انجليس «قالوا بصوت عال ما يختلج في صدور السياديين الاحرار الذي يقدسون معاني السيادة والاستقلال والقرار الحر».

وفي لوس انجليس، اعتبرت الامانة العامة للمؤتمر الماروني ان ردود الفعل التي تركها انعقاد المؤتمر كانت «ايجابية وواسعة شملت دول الانتشار ولا سيما الولايات المتحدة وكندا».

وجاء في بيان وزعته «وكالة الانباء المركزية» في بيروت امس ان الامانة العامة للمؤتمر الماروني «لم تستغرب بعض ردود الفعل السلبية التي عبر عنها بعض السياسيين» واعتبرتها «ردود فعل طبيعية من المتضررين من اجتماع ممثلي الفاعليات اللبنانية وجاليات لبنان في دول الانتشار حول مسلمات وطنية مصيرية يتطلع اليها الشعب اللبناني بكل شرائحه داخل لبنان وخارجه»