الجميل يعاود مهاجمة قيادة الكتائب اللبنانية وبقرادوني يرى أن ساعة «الفصل» تقترب

TT

اشتعلت الحرب مجدداً بين قيادة حزب «الكتائب اللبنانية» ونجل مؤسسها الرئيس الاسبق للبنان امين الجميل الذي عاود هجومه على القيادة الكتائبية التي يرأسها كريم بقرادوني، معتبراً انه «ان الاوان لتنظيم القاعدة الكتائبية العريضة على نحو ما تقتضيه الظروف الخاصة التي يمر فيها الحزب». وقد اثارت هذه المواقف القيادة الكتائبية وحملتها على اعادة النظر بامكانية طرد الجميل من الحزب، بعدما كانت عدلت عن الفكرة منذ نحو شهرين «بناء لتمني بعض المرجعيات» واعطته فرصة الرجوع عن الخطأ. وقال بقرادوني لـ «الشرق الأوسط» ان موضوع فصل الجميل «مطروح بشدة»، معتبراً ان الاخير «قرر، على ما يبدو، انشاء حزب آخر».

وكان الجميل الذي خسر الانتخابات الحزبية اتجه نحو انشاء قيادة رديفة تضم المعارضين الكتائبيين. وهو اعلن امس عن «جولة استطلاعية» سيقوم بها الى واشنطن وبعض العواصم الاوروبية. واشارت مصادره الى ان هذه الجولة تأتي في اطار الاعمال التحضيرية التي يشرف عليها الجميل «تمهيداً لتحرك سياسي يعقب الانتخابات الفرعية التي جرت اخيراً في المتن ويهدف الى مزيد من التغيير في الاوضاع اللبنانية». وعقد الجميل اجتماعاً امس مع فريق عمله وعدد من القياديين الكتائبيين، لعرض مواضيع عدة منها الدراسة التي اعدها بعض الخبراء بشأن نتائج انتخابات المتن التي فازت فيها المعارضة وكيفية تثميرها على المستوى الحزبي كما على المستوى السياسي العام. ووجه الجميل في المناسبة التهنئة الى الكتائبيين الذين تولوا ادارة الحملة الانتخابية وتنظيم عملية الاقتراع قائلاً: «لقد اعدتم للماكينة الانتخابية الكتائبية لمعانها الذي عرفت به في ايام سابقة، وبالتحديد في الستينات، حينما لم يكن سواها يقتحم هذا الميدان في صورة منظمة وغاية في الفاعلية».

واضاف: «لقد بينت هذه المناسبة كفاية اين هي الكتائب، بل اين هي الشرعية الكتائبية، بل كانت اشبه باستفتاء عبر الكتائبيون فيه عن ارادتهم في منتهى العلنية والصراحة والديمقراطية. وهذا طبعاً ما يحسم كل جدل على هذا الصعيد. لكن ذلك وفي الوقت عينه، يرتب علينا موجبات واعباء اضافية ومسؤولية ايضاً. لقد آن الاوان لتنظيم هذه القاعدة العريضة على نحو ما تقتضيه الظروف الخاصة التي تمر فيها الكتائب والحركة الاصلاحية التي نقوم بها معاً. ورائدنا اعادة الكتائب الى مسارها التاريخي الذي لا يتحمل اي اجتهاد. فهي حزب الكيان لا حزب السلطة».

ورد بقرادوني في اتصال مع «الشرق الأوسط» على مواقف الجميل فاستغرب كيف انه «بدلاً من ان يتراجع عن خطئه، يمعن في سياسة الخروج على الشرعية الحزبية والدعوة الى حزب آخر». ورأى ان «تهديدات الجميل باقامة حزب آخر تعني انه قرر الخروج من حزب الكتائب». واعتبر ان «من حقه (الجميل) ان يؤسس حزباً آخر غير حزب الكتائب. وهذا امر مشروع ديمقراطياً. لكن لا يحق له على الاطلاق ولن نقبل بان ينتحل صفة الكتائب او ان يتكلم باسم الحزب او ان يحاول تدميره وتشويه صورته». وخلص بقرادوني الى القول «اننا نرى اكثر واكثر ان ساعة الفصل قد اقتربت». وعما اذا كان هذا الكلام يعني «فصل» الجميل، قال: «موضوع فصل امين الجميل مطروح بشدة، لكننا نحاول قدر المستطاع عدم اللجوء الى آخر الدواء». واضاف: «رغبتنا الاساسية هي اجراء المصالحة. وشخصياً لن اكون مسروراً بفصله، لكن هذا لا يعني اننا لن نفعل».

وقال: «الكتائبيون اختاروا قيادتهم الشرعية الباقية حتى السنة 2006. ولا مجال للقول ان انتصار المعارضة في المتن يعني انتصاره هو في الكتائب».