مدير إدارة الدفاع العسكري البريطاني: الشرق الأوسط لا يزال مصدر تهديد للغرب

TT

أكد برايان هوتين، مدير ادارة الدفاع العسكري في وزارة الدفاع البريطانية ان الغرب يعتبر الشرق الأوسط مصدراً لخطر محتمل قد يستهدفه، بيد ان جوزيف سيرنسيوني، الخبير الأميركي المعروف بشؤون التسلح ومدير برنامج منع انتشار الأسلحة لدى مؤسسة كاينغي للسلام، شدد على ان برامج تطوير الصواريخ البالستية لدى ايران وكوريا الشمالية «بدائية وتتقدم ببطء شديد»، واستبعد ان يكون لدى أي من الدول «الخطرة» صواريخ اكثر تعقيداً من صواريخ «سكود». وجاء ذلك في مداخلتين قدمهما امس هوتين وسيرنسيوني حول «الدفاع الصاروخي بعد 11/9» في المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن.

وأوضح هوتين ان بلاده عكفت على مراجعة سياستها الدفاعية بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. واعتبر ان بريطانيا «لا تتعرض حالياً لتهديد مباشر»، لافتاً الى ان دولاً لم يذكر أسماءها «تطور أسلحة لا تنحصر أهدافها في رغبة هذه الدول بتحقيق هيمنة اقليمية» الأمر الذي يجعل دولاً اوروبية عرضة لأخطار مباشرة. وإذ ركز على أهمية الدبلوماسية ومكافحة الارهاب والتعاون الدولي على تطويق الأخطار التي أثارتها احداث 11 سبتمبر، فقد تحدث باسهاب عن التهديد الذي تمثله أسلحة التدمير الشامل للأمن والسلام العالميين، ورأى ان «نظام الدرع الصاروخي (الأميركي) جاء كرد على انتشار الأسلحة» ووصولها لدول غير مأمونة الجانب، معرباً عن رأيه في ان هذا النظام يشكل رادعاً لأي معتد محتمل على المصالح الغربية.

من جهته، لفت سيرنسيوني الى ان «التهديد الذي تمثله الأسلحة الصاروخية (في العالم) يتراجع باطراد». وأكد ضرورة مراقبة الساحة الايرانية نظراً لانهماك طهران ـ حسب قوله ـ في برنامج لتطوير صواريخ بعيدة المدى، لكنه قال ان هذا البرنامج يفتقر الى النجاح. ونفى ان يكون لدى العراق اكثر من «الرغبة في حيازة هذه الصواريخ». وأوضح ان نظام الدرع الصاروخي الأميركي باهظ الثمن، ولن يشكل رادعاً للارهاب حتى اذا نجحت واشنطن في بنائه. وقال ان «الارهابيين كشبكة «القاعدة»، لا يملكون الصواريخ ولا يستطيعون الحصول عليها».

وأضاف سيرنسيوني ان «تطوير هذا النظام سيكون في غاية الصعوبة، خصوصاً اننا (اميركا) نفتقر حالياً الى سلاح دفاعي مجد ضد صواريخ بدائية مثل «سكود»، فما بالك بتطوير أسلحة دفاعية للتصدي لصواريخ اكثر تعقيداً بكثير». وزاد ان «أداء صواريخ باتريوت خلال حرب الخليج (عام 1991) لم يكن جيداً، ولا تزال بعد اكثر من عشر سنوات غير فعالة تماماً ضد سكود». وأشار الى ان قلة من دول العالم الثالث تملك صواريخ سكود طويلة المدى، أما الغالبية التي قدرها بـ25 دولة، فتحوز صواريخ سكود قصيرة المدى.

وفي رد على سؤال حول قدرة دول اجنبية في التأثير على القرار الأميركي، قال الخبير الدفاعي ان واشنطن «كبيرة وتحفل بآراء كثيرة». ولاحظ ان «اوروبا لا تؤثر كثيراً في قرارات الادارة الأميركية الحالية». واعتبر ان العجز الأوروبي عن تعديل مواقف ادارة الرئيس جورج بوش يتجلى في قضية الحملة المفترضة ضد العراق، التي لا تزال واشنطن متمسكة بها على رغم المعارضة الأوروبية. وذكر ان «الادارة تعتقد ان الأوروبيين سيغيرون مواقفهم (من العراق) وكل ما على واشنطن هو ان تبدي مزيداً من التصميم».