هجمات 11 سبتمبر تهيمن على مؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في الخرطوم

الرئيس السوداني: عوامل شتى كانت تتفاعل منذ أمد وما حدث في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر كان الصاعق الذي فجرها

TT

هيمنت على الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع والعشرين لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي افتتح اشغاله صباح امس في العاصمة السودانية، الهجمات التي استهدفت في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي الولايات المتحدة وانعكاساتها على الساحة الدولية.

وطالب الرئيس السوداني عمر البشير وزراء خارجية دول المنظمة في كلمته «اعطاء التضامن الإسلامي والوحدة الاسلامية مضمونهما الحقيقي لتميز دولنا باقتصاديات متكاملة واسواق ضخمة وموارد طبيعية وبشرية».

وقال البشير «ان عالم اليوم مختلف وتحدياته الجديدة متعددة المسارات، فضلا عن ان دول العالم ادركت انه لم يعد في وسعها مواجهة هذه التحديات منفردة». واشار البشير الى ان «المنظمة تجتمع للمرة الاولى، بعد الهجمات التاريخية، التي اسهمت في إعادة تشكيل هذا العالم القلق»، مضيفا «لكنه علينا ان ندرك ان عوامل شتى كانت تتفاعل منذ امد بعيد، اذ ما حدث في 11 سبتمبر، ليس الا الصاعق الذي فجر هذه الحقائق». واوضح الرئيس السوداني في خطابه انه من بين هذه الحقائق «بروز فكرة مصارعة الآخرين في قيمهم ومقدساتهم وهويتهم قبل قدراتهم وحقوقهم». واستطرد قائلا «لذا، فان مهمتنا اليوم هي تبني الحوار ورفع شعار التسامح بل التعاون الشامل الاسلامي مع الغرب وابراز قيم ديننا الحنيف لحوار مع الجميع». وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تطرق عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية لخطاب الرئيس الاميركي بوش قائلا «ان بوش يطرح في مقترحه مطالب كثيرة وهامة، ولكنه يشير الى دولة فلسطينية حقيقية مرتكزا على ثوابت لا يمكن التفريط فيها منها الانسحاب الإسرائيلي الى حدود 4 يونيو (حزيران) وعودة القدس والتوصل الى حل عادل لقضية اللاجئين». واضاف موسى ان قمة بيروت الاخيرة تحدد ابعاد موقفنا وإطار اتصالاتنا، لان الاساسات العربية لا تخرج عن اطار الانسحاب الاسرائيلي من كافة الاراضي العربية.

وتحدث موسى عن الاوضاع الدولية، قائلا ان «الجو الدولي غير موات والتنازلات والمطالب صعبة»، مضيفا ان ظروفاً سلبية تحيط بالعالم الاســلامي والاحداث تجري لغير صالح المسلمين بكل اعراقهم، اذ غيرت احداث سبتمبر من قواعد وسلم اولويات العلاقات الدولية. واقترح موسى على وزراء الدول الإسلامية الدعوة لحوار جاد بين المسلمين والآخرين «لا حواراً دينياً ولكنه حوار سياسي حضاري، لا تراجع فيه عن ديننا».

واكد عبد الواحد بلقزيز الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي انه بات لزاما على العالم الاسلامي ان يتخلى عن الوسائل القديمة لمعالجة اموره لانها اثبتت عدم جدواها. وحذر قائلا «علينا ان نصغي للخطاب العالمي المعاصر لنتكيف مع الصالح منه ونواكب مسيرة الإنسانية التي لا تتوقف اذ ليس بوسع احد ان يسير ضد تيار تاريخي لا يمكن صده».

ومن جهته، اوضح الشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر وممثل رئيس الدورة الحالية للمؤتمر الاسلامي ان تطورات العولمة اضرت كثيرا باقتصاديات الدول الإسلامية خاصة النامية منها. وقال وهو يشير الى خطة بوش: «ندرس باهتمام ما اشار إليه من افكار حول الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية ونأمل ان تشكل هذه الافكار اطارا يحقق السلام العادل والشامل في المنطقة».

وعن الارهاب قال الشيخ حمد بن جاسم «انه ما يزال اهم التحديات التي واجهتنا وتعاملنا معها، كما نرفض الاحتلال الذي هو سبب التوتر ونؤيد المقاومة ومشروعيتها أيا كانت مزاعم سلطات الاحتلال حولها». وتحدث في الجلسة الافتتاحية ممثلون لمنظمة الوحدة الافريقية، ومنظمة الساحل والصحراء والامم المتحدة. وحضر الجلسة الرئيسان السودانيان السابقان جعفر محمد نميري وعبد الرحمن سوار الدهب والصادق المهدي رئيس الوزراء السابق.