د. التركي: ندعو الأمم المتحدة لتكثيف الحوار الحضاري لإبراز القيم المشتركة بين البشرية لتحقيق الأمن والسلام للإنسانية

TT

أكد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي ورئيس الوفد الاسلامي العالمي، الذي يزور الولايات المتحدة الاميركية حاليا، ان رحلة الوفد الاسلامي الذي شكلته رابطة العالم الاسلامي الى العديد من الدول الاوروبية والاميركية تهدف الى ازالة ما يثار من فهم حول علاقة المسلمين بغيرهم، وشرح حقائق الاسلام ومواقفه تجاه بعض القضايات المعاصرة، والتأكيد على خطورة ادعاء بعض الغربيين على ان هناك علاقة بين الاسلام والارهاب، لان مثل هذه الادعاءات تزيد من التوترات والتباعد في العلاقة بين المسلمين والغربيين.

وقال الدكتور التركي لـ«الشرق الأوسط»: نحن نحرص من خلال مهمة الوفد في الدول الغربية التي يزورها، على اجلاء الكثير من الحقائق حول بعض الموضوعات، التي تكون محل نقاش وموضع حوار بيننا وبين من نلتقي من المسؤولين في هذه الدول وبعض اساتذة الجامعات والباحثين واساقفة الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية، بغية الوصول الى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، داعيا الامم المتحدة الى تكثيف الحوار الحضاري والثقافي لابراز القيم المشتركة بين البشرية لتحقيق الاستقرار والامن والسلام للانسانية جمعاء.

واضاف: اننا حرصنا على ان نلتقي خلال هذه الزيارة بالعديد من مسؤولي الكنائس لتبادل وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك. واستبعدنا مناقشة الجوانب العقدية والقضايا الخلافية في مثل هذه اللقاءات والحوارات، لان هذا موضوع يجب ان يتم بين متخصصين في دراسة الاديان، ونحن كرابطة العالم الاسلامي لا نمانع في مثل هذا الحوار المتخصص ويمكن ان يكون وسيلة لتنظيم اي حوار او لقاء في المستقبل في هذا الخصوص. ولكن ما نهدف اليه في هذه اللقاءات الآن التأكيد على القواسم الاخلاقية التي دعت اليها الرسالات الالهية، والعمل من خلالها من اجل تحقيق التعايش السلمي بين الشعوب.

ودعا رئيس الوفد الاسلامي العالمي الاقليات المسلمة في اميركا او في اي دولة اخرى الى التعاون مع الحكومات في البلاد التي تعيش فيها، بان تحترم القوانين والنظام العام، وفي الوقت نفسه نطالب هذه الحكومات بان تراعي خصائص الجاليات المسلمة واسباب المحافظة على هويتهم الدينية من خلال المساجد والمراكز الاسلامية والتعليم، ومراعاة حقوقهم المدنية من اجل اندماجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها.

واوضح الدكتور التركي ان رابطة العالم الاسلامي باعتبارها منظمة اسلامية شعبية عالمية تمثل الشعوب والاقليات المسلمة في العالم تحرص على تبيين موقف الاسلام من بعض القضايا، والانفتاح على المجتمعات العالمية لتقديم الاسلام من مصادره الاصلية وشرح مبادئه السمحة الداعية للاعتدال والوسطية والعدل والحق والنابذة للغلو والتطرف والارهاب.

والرابطة عضو في هيئة الامم المتحدة كمنظمة غير حكومية، فمن هنا كان حرصنا على زيارة نيويورك ضمن جولة الوفد في الولايات المتحدة للقاء المسؤولين في هذه المنظمة الدولية من اجل التأكيد على ان الدين منبع القيم. فالامم المتحدة يمكن ان تساهم مساهمة فاعلة في ترسيخ مثل هذه المفاهيم من خلال تشجيع الحوار الحضاري الثقافي، بهدف ابراز القيم المشتركة بين البشرية، وتعزيز هذا الحوار وصولا الى تحقيق الاستقرار والامن والسلام للانسانية جمعاء.

وقال: ان هذا الامر اولته الامم المتحدة في السنوات الاخيرة اهتماما ملحوظا، فنحن ندعو الى تكثيفه ليحقق الاهداف المرجوة منه.

اما عن تكوين الوفد الاسلامي العالمي، الذي وصل الى نيويورك يوم الاحد الماضي في زيارة الى الولايات المتحدة، قال الدكتور التركي: لقد حرصنا على ان نضم اعضاء من المسلمين الاميركيين في عضوية هذا الوفد لطبيعة القضايا التي ستشملها هذه اللقاءات مع القيادات السياسية والفكرية والثقافية والدينية في اميركا، ولتكون هناك متابعة دقيقة لنتائج هذه اللقاءات، ووضع آلية محددة لتنفيذ البرامج المشتركة التي يتفق عليها.