أزمة جديدة في يوغوسلافيا: رئيس الأركان يرفض قرار الرئيس عزله ويلمح بالتهديد بانقلاب

TT

أقال الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا قائد الجيش الجنرال نايبوبيتشا بافكوفيتش، إلا أن هذا الاخير رفض الامتثال للقرار واعتبره غير قانوني.

وقال بافكوفيتش في مؤتمر صحافي اول من امس «لقد قرر الرئيس الاستغناء عن خدماتي اعتباراً من الغد (أمس)، وكأنني نفايات في هذه الدولة». وأكد بافكوفيتش أنه يرفض قرار عزله وأنه سيطلب الحماية من أعلى مؤسسات الدولة، الأمر الذي اعتبرته اوساط سياسية في يوغوسلافيا تهديداً بإحداث انقلاب. وكان بافكوفيتش (56 سنة) قد تقلد منصبه في فبراير (شباط) 2000 بمرسوم رئاسي أصدره الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي اطيح به في اكتوبر (تشرين الثاني) من ذلك العام.

وجاء في المرسوم الرئاسي الذي اصدره كوشتونيتسا أنه «بموجب قرار رئيس جمهورية يوغوسلافيا الفيدرالية، سيتولى الجنرال برانكو كرغا مهام رئيس الأركان اضافة الى نشاطه المعهود» المتمثل في نائب رئيس الأركان.

وقد اثار قرار عزل بافكوفيتش جدلا سياسيا في يوغوسلافيا حول مدى دستوريته، حيث لم يتمكن مجلس الدفاع الأعلى الذي يضم الرئيس اليوغوسلافي كوشتونيتسا والرئيس الصربي ميلان ميلوتونوفيتش ورئيس الجبل الأسود ميلو دجو كانوفيتش من اتخاذ قرار إقالة الجنرال بافكوفيتش بعد اجتماع دام خمس ساعات، وهو ما استشهد به بافكوفيتش في مؤتمره الصحافي مبررا بذلك عدم قانونية القرار المنفرد للرئيس كوشتونيتسا، ومعتبرا ان قرار عزله «يجب ان يتم عبر مجلس الدفاع الأعلى». وعن دوافع الرئيس كوشتونيتسا في اتخاذ قرار عزله، قال بافكوفيتش انه «جاء استجابة لضغوط الادارة الاميركية والتقى ذلك مع مصالح شخصية للرئيس كوشتونيتسا حيث اصبح يتبرم من انتقاداتي بسبب تجاوزه مهامه الرئاسية ويستخدم الجيش والشرطة لخدمة مصالحه الحزبية». وأعلن بافكوفيتش انه سيتوجه الى الرأي العام لتوضيح موقفه، الأمر الذي اعتبره المراقبون محاولة لنقل الصراع الى الشارع قد تكون لها تداعيات خطيرة على البلاد.

ويقول المراقبون انه في حال تمكن كوشتونيتسا من إبعاد بافكوفيتش، فانه يظل من أنصار الرئيس السابق ميلوشيوفيتش في المواقع المؤثرة بالدولة سوى الرئيس الصربي ميلوتونوفيتش الذي تنتهي ولايته قبل نهاية العام الحالي، وينتظر ان يتم تسليمه على محكمة جرائم الحرب بلاهاي بعد ذلك بسبب الاتهامات الموجهة اليه في قضية حرب كوسوفو.