الشارع الفلسطيني لا يرى بارقة أمل في خطاب بوش

TT

غزة ـ أ.ف.ب: لم يجد الشارع الفلسطيني في خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش اي بارقة امل لانهاء الاحتلال واقامة دولتهم التي طالما حلموا فيها ورأى ان هذا الخطاب يمثل «انحيازا» للموقف الاسرائيلي وتعميقا للكراهية واستمرار العنف.

وتابع معظم السكان الفلسطينيين باهتمام خطاب بوش عبر شاشات التلفزة والاذاعات التي بثته الليلة قبل الماضية على الهواء مباشرة خصوصا ان امالا كثيرة كان يعقدها الفلسطينيون سلطة وشعبا بان يتضمن الخطاب تأييدا صريحا لاعلان دولة كاملة السيادة وانسحاب اسرائيلي كامل الى حدود 4 يونيو (حزيران) وفقا للمراقبين.

وانتقد سامي ابو عمر (28 سنة) صاحب محل تجاري في غزة خطاب بوش بشدة وقال لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الخطاب سيئ للغاية وغير متوازن ومنحاز جدا لاسرائيل المحتلة وخيب امال شعبنا في الخلاص من ظلم وعدوان الاحتلال بان نعيش كسائر شعوب العالم».

ورغم ذلك الا ان ابو عمر يشكك كما الكثير من الفلسطينيين في امكانية ان تلتزم حكومة اسرائيل برئاسة ارييل شارون واليمين المتطرف ببعض النقاط الايجابية في الخطاب وتحديدا الانسحاب من الاراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان بالكامل.

وتابع «لن تسمح اسرائيل باقامة دولة فلسطينية سيادية والدليل انه رغم الخطاب المنحاز يتواصل احتلال المدن والعدوان والقتل والاعتقال».

وبدا محمود (38 سنة) وهو عامل في مطعم بالقدس، غير متفائل من الخطاب، اذ قال ان «اغلب الفلسطينيين سئموا السياسة لان الشعب فقد كل امل بالمستقبل. فقط نريد العيش بسلام»، واصفا الخطاب برمته بأنه «لا علاقة له بالديمقراطية» التي تتحدث عنها الولايات المتحدة.

واوضح عبد الكريم ابو صلاح عضو المجلس التشريعي ان بوش شبه السلطة الفلسطينية «تشبيها ظالما» بنظام طالبان السابق في افغانستان، وقال «للاسف توافقت طلبات بوش تماما مع ما يحلم به المجرم شارون الذي جاء فقط لتدمير السلطة الفلسطينية والغاء الاتفاقات الموقعة».

وذهب بعض الفلسطينيين الى القول «ان عرفات بات عاجزا عن فعل شيء امام الضغوطات الاميركية التي لم تتوقف». وقال عبد الله احمد من سكان مخيم جباليا الفقير للاجئين، وهو عامل عاطل عن العمل منذ بدء الانتفاضة ان «الرئيس ابو عمار لا يستطيع ان يفعل شيئا لان الدول العربية تركته مع شعبه في مواجهة الغول الصهيوني».

واضاف «لو ان الرئيس رفض خطاب بوش لازداد التضييق والخناق عليه ونفيه، وعلى كل الشعب ايضا. انهم لا يريدون عرفات بل يريدون كرزاي جديداً (الرئيس الافغاني حميد)، لكن المهم ماذا يريد شعبنا وليس اسرائيل واميركا».

وداد موظفة حكومية جاءت الى بنك في غزة للحصول على راتبها الشهري الذي لم يصرف بعد بسبب الضائقة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية وتساءلت «لو ان الرئيس عرفات تغير هل سيتغير الوضع للاحسن، لا اعتقد ذلك».

ولا يؤيد حسام (35 سنة) الموظف في شركة بالقدس استمرار عرفات في قيادة السلطة الفلسطينية «حيث الاوضاع بتدهور متزايد» لكنه في نفس الوقت رفض ان تتدخل الادارة الاميركية في «تحديد قيادة الشعب الفلسطيني». واضاف ان «خطاب بوش سيزيد من الحقد على الولايات المتحدة ولا يخدم سوى المصالح الاسرائيلية».