عرب ومسلمو أميركا آثروا عدم المشاركة في احتفالات «الاستقلال» خوفا من شكوك رجال الأمن

TT

تجنب محمد الفيلالي، مثله مثل عدد من المسلمين الآخرين في الولايات المتحدة، الظهور في أماكن التجمع العامة خلال احتفالات ذكرى الاستقلال، أمس، خشية أن يثير حضوره الشكوك لدى رجال الأمن الموجودين أو بين بعض الحاضرين. وقال الفيلالي «كمسلم، أنا خائف من أن يمارس ضدي تمييز عرقي من قبل الشرطة أو العملاء الفيدراليين، خصوصا في يوم كهذا». ويعمل الفيلالي مسؤولاً في «اتحاد المسلمين الأميركيين» الذي يقع مركزه في ضواحي باترسون بولاية نيوجيرسي.

ومنذ أحداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، أصبحت المخاوف التي يحملها الفيلالي قاسما مشتركا للكثير من المسلمين في الولايات المتحدة، خصوصا مع تصاعد التهديدات غير المحددة بشن اعتداءات إرهابية يوم عيد الاستقلال.

وكان مكتب المباحث الفيدرالي (إف.بي.آي) قد خطط مع دوائر الشرطة المحلية لنشر عدد كبير من عناصر الأمن بملابس مدنية في امكان التجمعات التي تنظم بمناسبة عيد الاستقلال في الرابع من يوليو (تموز)، مثل ألعاب البيسبول ومواكب الاستعراض واطلاق الألعاب النارية، بهدف تحديد ومراقبة اي عناصر إرهابية محتملة.

وقال سهيل محمد المحامي المتخصص في قضايا الهجرة «كلما كانت هناك حالة طوارئ يجد المسلمون أنفسهم مجبرين على أن يكونوا في حالة طوارئ أيضا تحسبا لردود الفعل». ولذلك قرر محمد أن يكون خارج الولايات المتحدة يوم الرابع من يوليو وقضاء العطلة في منطقة شلالات نياغرا بكندا.

ويتخوف المسلمون في الولايات المتحدة، وخصوصا العرب منهم، من الطريقة التي ينظر بها اليهم في عيد الاستقلال، حسبما يفيد رائد فرج، الناطق باسم «مجلس العلاقات الإسلامية ـ الأميركية» في جنوب كاليفورنيا. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن فرج قوله إن المسلمين الاميركيين «لا يريدون أن يكونوا مستهدفين بسبب خلفياتهم او انتماءاتهم الإثنية» يوم عيد الاستقلال، ولذلك خطط الكثير منهم للبقاء في البيت.

ومن جانبه، قال هاني عوض الله، رئيس «منظمة المواطنين العرب الأميركيين» في باترسون «أعرف الكثير من المسلمين الذين يحبون المشاركة في الاحتفالات، إلا أنهم خائفون مما قد يقوم به بعض الناس الجهلة أو بعض رجال الشرطة ضدهم».

لكن ساندرا كارول الناطقة بلسان مكتب المباحث في نيويورك (ولاية نيوجيرسي) قالت إنه يتعين على المسلمين عدم الخوف من المشاركة في الاحتفالات، و«لا يمكن أن يعاملوا بطريقة مختلفة عن المواطنين الآخرين بسبب أصولهم القومية أو هيئاتهم».

لكن هناك بعض المسلمين الذي لم يشعروا بأي خوف من المشاركة في الاحتفالات. وكانت عائشة ميرزا، الطالبة في جامعة روتجرز، قد أكدت أنها ستشارك في مراقبة الألعاب النارية، وقالت «أستطيع فهم المخاوف التي ستنتاب أي امرأة ترتدي الحجاب أو أي رجل ذي ملامح إسلامية، لكن ولائي لهذا البلد ووطنيتي ليسا موضوعا للاستفسار، إننا نحب هذه الوطن مثل أي شخص آخر». وكان أحد العرب الاميركيين البارزين قد ذكر انه ليس على علم بأن المسلمين سيتجنبون الاحتفالات الشعبية في عيد الاستقلال. وقال عماد حماد، مدير «لجنة مناهضة التمييز ضد العرب الأميركيين» في ديترويت «على العكس، إن معنويات الناس عالية وهم فعلا مسرورون بهذه المناسبة».