زوجته: «نعم اعتقلوه.. لكني لا أريد الكلام».. ثم أقفلت الخط

TT

اتصلت «الشرق الأوسط» بزوجة محمد الصافي، وكانت مستيقظة عند الساعة الثانية فجرا في نيوزيلندا، حيث تقيم في حي غلينفيلد على شاطئ المدينة، وردت عبر الهاتف من أول رنين، مما يشير الى حالة قلق كانت تنتابها من بلوغها نبأ اعتقال زوجها في ميامي اول من أمس.

ورفضت زوجة الصافي أن تزود «الشرق الأوسط» بأي معلومات منذ بدء الحديث معها، وقالت: «أعرف.. أعرف أنهم اعتقلوه.. بس ماكو عندي شي.. ماكو.. ولا كلمة». وانهت الاتصال بالقول:

ـ أعذرني.. سأقفل الخط.

وعادت «الشرق الأوسط» فاتصلت بالشيخ محمد عبد الرحمن عيروط، وهو سوري ويعمل اماما منذ وصل الى نيوزيلندا في 1987 لمسجد أوكلاند الشهير في المدينة، لتتوسطه بأن يقنع زوجة الصافي بالحديث بعد أن أيقظه الاتصال من نومه، فاتصل الشيخ العيروط وتحدث اليها لأكثر من 7 دقائق، أصرت خلالها على رفض الحديث اطلاقا، ثم عاد الشيخ العيروط واتصل بـ«الشرق الأوسط» ليخبرها بأنه من المستحيل اقناعها «فقد رفضت بشدة.. لكني لاحظت عليها بعض الارتباك» كما قال.

وذكر الشيخ العيروط أن كثيرا من العراقيين «يأتون الى المسجد لصلاة الجمعة اليوم (أمس بتوقيت نيوزيلندا، الفارق 10 ساعات عن توقيت المنطقة العربية) ولعلهم سيتحدثون بالخبر» لكنه رفض تزويد «الشرق الأوسط» بمعلومات عن محمد الصافي «لأني لست متأكدا من أنه هو نفسه الذي أعرفه.. أما زوجته فأعتقد أنها تأتي للصلاة في بعض أيام الجمعة بالمسجد» وفق تعبيره.

واتصلت «الشرق الأوسط» بعراقي مقيم منذ 9 سنوات في أوكلاند، فقال عبر الهاتف من بيته القريب من وسط المدينة بعد أن طلب عدم نشر اسمه، إنه يعرف محمد الصافي وزوجته «ولكن معرفة سطحية، فهو وصل منذ 6 سنوات الى أوكلاند، ويعمل مهندس طيران في شركة الخطوط النيوزيلندية. لكنه من النوع الصامت ولا يتحدث أبدا عن عائلته في العراق. وأنا لم أكن أعرف أنه ابن زوجة صدام حسين الا من الأخبار التي سمعناها اليوم (أمس) من تلفزيون أوكلاند» على حد تعبيره. وقال إن محمد الصافي خضع لتحقيقات في أوكلاند في ديسمبر (كانون الأول) الماضي «أي بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك بأربعة أشهر تقريبا، لكني اعتقدت يومها أن التحقيقات تناولته بوصفه عراقيا يعمل بشركة الخطوط الجوية هنا، لا بوصفه ابن زوجة صدام». وقال إن الصافي «يملك بيتا متواضعا في ضاحية غلينفيلد، البعيدة 12 كيلومترا عن وسط المدينة، وإنه حاصل على الجنسية النيوزيلندية وأب لابن وبنت من زوجته التي أجهل اسمها تماما» وفق تعبيره.

ووصف الضاحية التي يقيم فيها محمد الصافي بأنها «حي متواضع، لكن كل البيوت هناك على شكل فيللات، ثمنها متواضع أيضا، وحياة الناس فيها مكشوفة للآخرين بشكل واضح».

وذكر أنه سمع زوجة محمد الصافي تقول لاحدى قريباته في احدى المرات «وكان ذلك خلال لقاء بالصدفة معها داخل سوبر ماركت في الحي، أنها من أصول ملكية في العراق، وإن عمر ابنها 13 سنة. لكنها لم تذكر عمر ابنتها، التي أعتقد بأنها تصغر شقيقها بعامين، وهما طفلان نظيفان ويرتديان ثيابا جميلة ومهذبة دائما، وتعيش العائلة اجمالا حياة هادئة، ونحن لم نسمع عنهم أي مشاكل خلال 6 سنوات من وجودهم الى الآن في أوكلاند» كما قال.

وأكد أنه سمع محمد الصافي ينفي في احدى المرات شائعات قالت إنه نسيب لصدام حسين «وذلك حين ذكر اسمه في محطة تلفزيون محلية بعد التحقيقات معه. وعلى أي حال، فان دائرة الجوازات والهجرة هنا تعرف بالتأكيد خلفيته العائلية، لأنهم يطلبون اسم الأب والأم، وبمن تزوجت الأم في السابق وممن هي متزوجة الآن، ثم يقومون بمراجعة المعلومات على ما أعتقد، وسط قانون صارم يعاقب من يدلي بمعلومات مزيفة ليحصل على الاقامة أو الجنسية».

وذكر أن أكثر من 200 عراقي يقيمون في مدينة أوكلاند وحدها، ومعظمهم وصل الى نيوزيلندا لاجئا في السنوات العشر الأخيرة «الا أن بعض هؤلاء من عائلات كبيرة كما يبدو، لأنهم يعيشون في فيللات راقية وغالية الثمن في أرقى حي بأوكلاند، البالغ سكانها مليونا و500 ألف نسمة، وهو حي «هاويك» الشهير، لكننا لا نعرف من هم هؤلاء العراقيون تماما، لأننا لا نراهم على الطلاق، وهم لا يعاشرون أي عربي نعرفه ليكشف لنا عن هويتهم» كما قال.