بوتفليقة يؤكد على وئام الجيش والرئاسة ويجدد دعمه للجنرال نزار

TT

حث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، مؤسسات الدولة المختلفة إلى البقاء موحدة وثابتة، ودعا إلى نبذ كافة أنواع التطرف والاتجاه إلى بناء دولة الحق والقانون. وجاء تصريح الرئيس بوتفليقة، في خطاب أمام قيادة أركان الجيش بمقر وزارة الدفاع الوطني، لوضع حد لما تردد في الآونة الأخيرة عن خلاف آخر يكون نشب بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية، وهو ما قلل من شأنه رئيس أركان الجيش الفريق العمّاري أيضا في تصريح للصحافة الثلاثاء الماضي، عندما أوضح أن «للرئيس صلاحياته الدستورية التي لا يحق لأحد التدخل فيها وللجيش مهامه المحددة دستورا والتي يؤديها على أكمل وجه».

وفي هذا الخصوص شدد بوتفليقة، بدوره، على «ان لنا ثوابت لا يرقى إليها الشك ولا يؤثر فيها التشكيك، ومهما يكن من أمر، فالثوابت تأتي قبل كل شيء ووحدة المؤسسات قبل أي شيء».

ودعا بوتفليقة، بمناسبة حفل تقليد ضباط سامين رتبا وأوسمة اعتراف في ذكرى الاستقلال، المؤسسة العسكرية وجميع مؤسسات الدولة الأخرى إلى الالتزام ببنود الدستور الذي ينبغي أن يكون «مبدؤها ومرجعها في أعمالها، ولا مجال لأحد أن يبتعد أو يخرج عن بنوده». وانتقد أيضا الأطراف التي قال إنها تعمل على تقويض أركان الدولة وتثني عزم الشعب، موضحا أن مظاهر تحركاتها تبرز في «التطرف المقيت والإرهاب الأعمى والنظريات الفلسفية الأخرى». وأشار الرئيس الجزائري إلى أن بلده تتنازعه «تيارات سياسية لم يتورع بعضها عن استعمال الدين وسيلة لبلوغ الحكم أو تقويض أركان الدولة، ولم يستنكف البعض الآخر عن زرع الشقاق وبث الفتنة باسم الديمقراطية. وتناست الأكثرية رصيد الجزائر الثوري وأسدلت عليه ستارا كثيفا بمطامعها الشخصية وارتفعت صراعات تتلاعب بثوابت الهوية، سعيا من أصحابها إلى السمعة والشهرة، فتلاشت القيم وانتشرت الآفات الاجتماعية ودب الفساد في معظم إدارات الدولة ومؤسساتها. وأضاف: أن هذا الوضع الداخلي «انعكس على الخارج وتشوهت مرآة الجزائر ووجدت هذه الصورة المشوهة هوى في نفوس بعض الدول، فراحت بمطارقها تهوي على الجزائر بلا رحمة وتصب الزيت على نارها بلا توقف». ولم يفت الرئيس أن ينوه كعادته بمواقف الجيش الجزائري ويشيد بما قام به من أجل أن تبقى الدولة قائمة على أركانها في وقت «أراد فيه بعض المنحرفين أن يعبثوا بها»، في إشارة إلى المتطرفين الأصوليين.

واستغل بوتفليقة الفرصة ليعبر بدوره عن دعمه لوزير الدفاع الأسبق الجنرال المتقاعد خالد نزار في المحاكمة التي تجمعه بالملازم السابق حبيب سوايدية في باريس، اذ توجه بوتفليقة إلى أولئك «الذين لم يرقهم الدور الذي قام به الجيش الوطني الشعبي من الحاقدين الذين سدت عليهم طرق المطامع أو الحالمين بالعودة إلى الفردوس الذي ضاع منهم فراحوا يسلقونه بألسنة حداد ويرمونه بسهام مسمومة ويكيلون التهم لضباطه السامين، ونسوا أن الشجرة المثمرة هي التي تُرمى بالحجارة وأن الطود الراسخ لا يزعزعه الطنين». وكان الرئيس بوتفليقة من بين من ساندوا الجنرال نزار ووافقوا على أن يتوجه إلى فرنسا لمحاكمة سوايدية صاحب كتاب «الحرب القذرة».