دوائر أميركية: المغرب شريك استراتيجي أساسي في الحرب على الإرهاب

TT

قالت مصادر في الكونغرس الأميركي ووزارة الخارجية وخبراء بمؤسسات أبحاث أكاديمية، ان دور المغرب في مكافحة الارهاب يكتسي أهمية «استراتيجية» كبيرة في الوقت الراهن، ومن المتوقع أن تزداد أهميته في سياق تنامي التحالف الدولي لمكافحة التحديات الجديدة التي تواجه العالم وفي مقدمتها الحرب على الارهاب والمظاهر الجديدة للجريمة في ظل العولمة.

وعزز تقرير حديث صدر عن وزارة الخارجية الأميركية حول «شركاء أميركا في الحرب على الارهاب العالمي» هذه التحليلات، من خلال تصنيفه للمغرب ضمن الدول التي تتصدر لائحة شركاء واشنطن في الحرب على الارهاب.

وأبرز التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الموقف الحاسم والمبكر الذي اتخذه العاهل المغربي الملك محمد السادس ضد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتأكيده اندماج بلاده في التحالف الدولي ضد الارهاب.

ولاحظ التقرير أن الحكومة المغربية وقعت نهاية شهر سبتمبر الماضي على الاتفاقية الدولية لمكافحة عمليات تمويل الارهاب.

وقال التقرير ان السلطات المغربية سجلت محليا أعلى درجة اليقظة الأمنية لتتبع أية ملامح أو مظاهر أو معطيات لها صلة بالارهاب، مشيرا الى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا شكلت ميدانا رئيسيا لنمو الارهاب.

ومن جهته، قال لنكولن دياز بالارت، عضو مجلس في النواب الأميركي انه في الوقت الذي تشكك فيه الصحافة في عزم حلفاء الولايات المتحدة على مكافحة الارهاب فان «المجهودات التي بذلها المغرب في هذا الاتجاه تكتسي دلالة كبيرة»، مشيرا الى التعاون المغربي الكبير في موضوع كشف الخلية النائمة لتنظيم القاعدة الذي كان يخطط لتنفيذ عمليات ارهابية ضد مصالح وأهداف أميركية في مضيق جبل طارق.

وأشار لنكولن، في مداخلة له أمام مجلس النواب الأميركي بواشنطن، الى اعتقال السلطات المغربية لأعضاء الخلية النائمة لتنظيم «القاعدة». وقال ان مؤشرات التحقيق الأولية توضح أن هؤلاء الأشخاص فروا من أفغانستان في اتجاه المغرب في اطار مهمة تستهدف الهجوم على سفن حربية أميركية وبريطانية في مضيق جبل طارق.

وقال لنكولن ان مؤشرات كشفت كذلك عن معلومات كاملة حول استراتيجية شبكة «القاعدة» منذ طردها من أفغانستان. وأبرز لنكولن أن هذه التطورات المهمة تعكس خطوة في مسيرة مكافحة الارهاب الطويلة والشاقة التي تتطلب وجود شركاء أقوياء ويعتمد عليهم.

وقال ان المغرب الذي كان أول بلد مسلم يدين هجمات 11 سبتمبر الماضي لا يعاني من الارهاب الذي يعاني منه جيرانه، مشيرا الى أن المغاربة عملوا بجد من أجل توقيف عناصر «القاعدة»، مبرزا أن المغرب ينظر بعين الجد الى العلاقات المغربية ـ الأميركية التي ترجع الى 225 سنة.

وأعرب لنكولن عن أمله في أن يقدم أصدقاء الولايات المتحدة الآخرون مساعدة كتلك التي قدمها المغرب، معربا عن تشكراته للمغرب على الدعم والمساندة التي مافتئ يقدمها. وأضاف أن على الولايات المتحدة الاستمرار في التعاون مع أقدم وأخلص صديق لها في العالم العربي والاسلامي.