العراق والأمم المتحدة مرتاحان لبداية الجولة الجديدة لمباحثاتهما والنتائج النهائية اليوم

TT

اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزير الخارجية العراقي ناجي صبري عن «ارتياحهما»« للمباحثات الاولية التي بدأت في فيينا امس بشأن عودة مفتشي الامم المتحدة المكلفين نزع اسلحة الدمار الشامل في العراق.

واعلن انان في اعقاب الجلسة الاولى من المباحثات مع صبري «انا مرتاح للطريقة التي جرت بها المحادثات واملي ان نستمر على نفس المنوال». من جهته صرح الوزير العراقي «اجرينا محادثات جدية وصريحة وانا مرتاح بذلك».

وكانت جلسات «محادثات العراق» قد بدأت صباح امس بمبادرة الامم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا استجابة للطلب العراقي بنقل المباحثات مع المنظمة الدولية من نيويورك تجنبا لما سماه العراق «بالمضايقات الاميركية التي تهدف للاستفزاز».

وكان رئيسا الوفدين قد وصلا الى القاعدة المخصصة للاجتماعات يحوط بهما اعضاء وفديهما دون أن تبدو على أي منهم مظاهر التوتر او العصبية. ولم يزد رئيسا الوفدين عند سؤالهما حول امكانية التوصل الى حلول عملية عن قولهما «إن شاء الله»، والتي نطقها كوفي أنان بطلاقة.

وبعد إجراء الجلسة الاولى من المباحثات والتي استمرت ثلاث ساعات وتطرقت الى قضية عودة مفتشي الامم المتحدة المكلفين نزع اسلحة الدمار الشامل في العراق، اعلن فريد ايكهارد، الناطق باسم انان، ان الامين العام «شدد على عودة المفتشين واجاب باحسن ما يمكنه على اسئلة العراق، ولكن الاسئلة التي بقيت من دون جواب ستؤخذ في الاعتبار في مجلس الامن الدولي».

ويطلب العراقيون قبل السماح لمفتشي الامم المتحدة بالعودة الى العراق، الاجابة على 19 سؤالا منها نزع السلاح وطرق التفتيش وعلاقات العراق مع الامم المتحدة والتهديد باستخدام القوة ضد بغداد.

ورجح دبلوماسيون احتمال توصل الجانبين الى عودة دفعة اولى من المفتشين في محاولة لاظهار تقدم، لكن دون ان تقدم بغداد التزاماً نهائياً. إلا أن دبلوماسيا عراقيا قال انه لا يتوقع تحقيق اي انفراج في مباحثات فيينا.

واعترف أنان في بداية مباحثاته بأن للعراق مسائل أخرى تشغله غير قضية عودة المفتشين. وعندما سئل عن تحذيرات الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن «تغيير النظام» في بغداد، قال أنان ان المحادثات في واشنطن والسياسات الاميركية «ليست هي التي جاءت بي الى هنا. انني استرشد بقرارات مجلس الامن وهذا ما اعرضه وهذا ما يدفعني. واتعشم ان نغادر هذا المكان بقرارات حاسمة. ومن القضايا الاساسية ان نبحث عودة المفتشين».

وكان صبري قد أفاد قبل بدء مباحثاته مع أنان ان بغداد «تسعى الى حل شامل يستجيب للمطالب المشروعة للعراق وبموجب قرارات مجلس الامن». واضاف صبري «لا يسمح الامن الوطني العراقي والامن الاقليمي بان يجرد العراق من البندقية وان لا يسمح له بأن يستورد بندقية بينما يتسلح آخرون في المنطقة بجميع انواع الاسلحة. والكيان الصهيوني له ترسانة ضخمة جدا من اسلحة الدمار الشامل وغيرها».

وقال صبري ان مطالب العراق بما في ذلك رفع الحصار المفروض منذ 12 عاما تندرج في اطار القرارات الدولية وان الامم المتحدة فرضت على بغداد «التزامات لا سابق لها في القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة». واضاف «آمل في ان ننتهي من المرحلة الماضية بهدف تقريب وجهات النظر لكي ننطلق الى المستقبل».

وجدد الجانب العراقي امس موافقته على إعادة وثائق الأرشيف الكويتي التي كانت القوات العراقية قد استولت عليها اثناء اجتياح الكويت عام .1990 وقد أعلن عن ذلك ايكهارد الناطق باسم الامين العام للأمم المتحدة، الذي اوضح أن الجانبين العراقي والكويتي سيبدآن مناقشة الخطوات التنفيذية للقرار المذكور حالما يتم إخطار الجانب الكويتي عن طريق الامم المتحدة التي «تشجع اللقاءات والمحادثات الثنائية المباشرة» بين الطرفين.

وشدد العراق عبر صحفه الرسمية الصادرة أمس على رغبته في ان تنتهي مباحثات فيينا بالتوصل الى قرارات حاسمة باتجاه رفع الحصار المفروض عليه. وقالت صحيفة «العراق»: «اننا نريد ان تكون جولة الحوار هذه حاسمة، ولعلنا اشد رغبة من غيرنا في الوصول الى نتائج تعيد لنا حقنا وترفع عنا ظلما دام ما يقارب الاثني عشر عاما». وجددت الصحيفة موقف العراق «الرافض لان تكون جولة الحوار الثالثة سيفا مسلطا على رقابنا، بمعنى ان تكون بصورة اما تقبلوا كذا وكذا واما ان ينقطع الحوار». واستبعدت الصحيفة ان يكون تمسك العراق بضرورة الحصول على اجوبة على اسئلته شرطا، وقالت «متى كانت المطالبة بالحقوق الثابتة والمعترف بها شروطا؟ ان ما نطالب به هو حقنا».

كما اكدت صحيفة «القادسية» على ضرورة ان يكون «هدف الحوار وضع حل شامل لجميع القضايا وليس الارتكاز على قضايا مجتزأة لا تخدم بأى حال من الاحوال الهدف الذي يتطلع اليه جميع المنصفين، وهو احقاق الحق والوصول بالحوار الى النتائج المرجوة التي تخدم الامن والسلام الدوليين». واعربت الصحيفة عن الامل في ان يكون موقف المنظمة الدولية نفس موقف العراق قائلة «اننا نقول ان العراق الذي حضر جولتي الحوار السابقتين ويحضر اليوم الجولة الثالثة الحالية بشفافية عالية وبرغبة صادقة واكيدة في انجاحها، ينتظر كذلك من وفد الامانة العامة للامم المتحدة ان يكون منسجما في تناوله للامور ومناقشتها».

وستتواصل اليوم الجولة الثالثة من هذه المباحثات التي انطلقت في مارس (آذار) الماضي بعد انقطاع دام سنة. وستنظم اربع جلسات للتفاوض منها اثنتان على مستوى الخبراء.