مسؤولون أميركيون: زعماء طالبان اختبأوا في القرية التي قصفت

TT

كابل ـ واشنطن ـ وكالات الانباء: اعلن مسؤولون اميركيون امس ان زعماء كبارا من حركة طالبان كانوا يختبئون في القرية التي قصفتها القوات الاميركية مما اسفر عن مقتل 40 مدنيا في الوقت الذي يواصل فيه الاميركيون والافغان تحقيقا مشتركا. وقال الميجر الاميركي جاري تالمان من فريق التحقيق ان فريقا من القوات الخاصة الاميركية مشط المنطقة اربع مرات على الاقل خلال الاسبوعين الماضيين،وفي كل مرة كانت الطائرات تتعرض لنيران مدافع مضادة للطائرات.

واضاف: «ان القوات الاميركية لديها معلومات موثوق بها من عدة مصادر بأن زعماء كبارا من طالبان كانوا يختبئون في القرية الصغيرة التي تعرض فيها حفل عرس لهجوم جوي». واوضح انه في ليلة الاحد (الماضي) كانت القوات الاميركية تعتزم محاصرة القرية وتفتيشها حين قوبلت بنيران مضادة للطائرات.

وقال انه تحدث الى كبير ضباط القوات الخاصة الذي خطط للعملية. وابلغ القائد تالمان ان جنودا على الارض معهم اجهزة تعمل بالليزر وجهوا طائرات حربية من طراز ايه.سي ـ130 لمهاجمة مواقع النيران المضادة للطائرات التي تكون في العادة قرب المناطق السكنية لمنع اي محاولة للهجوم عليها.

واشار مسؤولون افغان وسكان محليون الى ان سكان القرية كانوا يطلقون النيران في الهواء احتفالا بعرس ابن وابنة زعيمي احدى القبائل وكان هناك 500 ضيف متجمعين في حفل استمر خمسة ايام. وسرد الناجون ما حدث وقالوا ان الجمع الذي كان موجودا في العرس تعرض لوابل من اجسام معدنية من طائرتين حربيتين على الاقل. ووصفت امرأة ما حدث وقالت انه كان «مثل المجزرة». وقالت اخرى ان الجثث كانت «تتطاير مثل القش».

وتسربت تدريجيا معلومات من الجيش الاميركي وبدت متضاربة في بعض الاحيان. وفي قاعدة باجرام الجوية مقر قيادة قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قال الكولونيل روجر كينج المتحدث باسم الجيش الاميركي ان دورية حراسة برية طلبت دعما جويا بعد ان شعرت انها مهددة نتيجة نيران اسلحة الية. واضاف: «ان ما حدث بعد ذلك من اطلاق للنيران على الطائرتين الحربيتين ايه.سي ـ 130 ظل مستمرا وبشكل عدواني ولا يتمشى مع الطلقات التي تطلق في الهواء في حفل العرس. وفي واشنطن اعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان المحققين رأوا دماء خلال الزيارة التي استغرقت ساعتين للقرية الا انهم لم يروا اي مقابر او جثث. وقال صحافي اميركي ان سكان القرية عرضوا على فريق التحقيق اصطحابه لرؤية المكان الذي دفنت فيه الجثث. واضاف انه لم يتضح سبب عدم زيارة فريق التحقيق موقع المقابر.

وقال مسؤولون في اقليم اوروزجان ان الاميركيين بدأوا عملية كبيرة في الشهر الماضي بحثا عن زعيم طالبان الملا محمد عمر واعوانه الذي تردد انه يختبئ هناك. واوروزجان هو اقليم جبلي وعر يرتاب فيه السكان من البشتون من اي دخلاء وخاصة الاميركيين. وولد الملا عمر بالقرب من قرية ديه راوود التي تعرضت للقصف الاميركي، الا ان تالمان لم يوضح ما اذا كان فريق القوات الخاصة لديه معلومات عن وجوده في القرية تلك الليلة.

واستخدمت كذلك قاذفات من طراز بي ـ 52 في المنطقة ليل الاحد الماضي للهجوم على كهف ومجمع انفاق يعتقد الاميركيون ان المقاتلين الافغان يحتمون بداخله. واسقطت القاذفات سبع قنابل موجهة بالقمر الصناعي على طرف مجمع الانفاق واخطأت قنبلة واحدة الهدف الا ان القوات قالت انها سقطت فوق منطقة جبلية غير مأهولة.

من ناحية اخرى اعلنت الامم المتحدة امس انها ارسلت فريقا لتقييم الوضع في القرية التي تعرضت للقصف الجوي الاميركي. واوضح الناطق باسم الامم المتحدة ديفيد سينج: «ان هذا الفريق سيقيم الوضع في مجمله في القرى المصابة وسيحدد الحاجات الفورية». ويتألف الفريق من مهندسي الامم المتحدة وخبراء في صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف). وكلف المهندسون بتقييم الخسائر في الطرقات والجسور وانظمة الري على ان يقيم الاخرون حاجات النساء والاطفال.

وقال سينج ان الفريق الذي انطلق يوم الاربعاء الماضي من قندهار، كبرى مدن الجنوب الافغاني، وصل الى قرية كاكركاي التي كانت مسرحا للمأساة. وسيبقى في المنطقة يومين او ثلاثة.

واقرت واشنطن بانها شنت هجوما في هذه المنطقة وان احدى القنابل السبع التي القتها المقاتلات الاميركية بي ـ 52 اخطات هدفها ولكن البنتاغون استبعد ان تكون قنبلة القتها مقاتلة قتلت قرويين والقت مسؤولية الماساة على طائرة هجومية من طراز اي.سي ـ 130. واسفر القصف الاميركي منذ اكتوبر (تشرين الاول) الماضي عن مصرع الاف المدنيين الافغان حسبما افادت وكالات انسانية.