حزب العمل الإسرائيلي يستعد لتبكير موعد انتخابات الكنيست

TT

اتفق القائدان المتنافسان على رئاسة حزب العمل الاسرائيلي، وزير الدفاع الحالي ورئيس الحزب، بنيامين بن اليعزر، ووزير الداخلية السابق عضو الكنيست، حايم رامون، على اجراء الانتخابات الداخلية في التاسع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وفي هذا الموعد اشارة لاستعدادهما لاحتمال ان يتم تقديم موعد الانتخابات البرلمانية العامة، المقررة في اكتوبر (تشرين الاول) سنة 2003، الى شهر مايو (ايار) من السنة نفسها.

ولا يعني هذا الاتفاق بالضرورة ان بن اليعزر ومنافسه عقدا العزم على اسقاط حكومة ارييل شارون، حيث ان هناك خلافا جوهريا بينهما حول الموضوع. وبن اليعزر متمسك حتى الآن بهذه الحكومة وبمنصبه الرفيع فيها. وهو يخشى ان يتسبب في اسقاطها على خلفية الموضوع السياسي، اذ يقدر بأن اليمين «سيمزق جسده» في هذه الحالة ويظهره خائنا للمصالح القومية ومنافقا للقيادة الفلسطينية. ومع ذلك، فانه لم يستبعد ان ينشأ وضع يدفعه الى الانسحاب من الحكومة «ولكن فقط على خلفية اقتصادية». فاذا استمرت الأزمة الخانقة الحالية وما يترتب عليها من تدهور اقتصادي فان البقاء في الحكومة سيكون بمثابة انتحار لحزب العمل، وعليه ان يتنصل من المسؤولية عنها وينسحب، فعندها يبدو متماثلا مع المصالح الجماهيرية.

بيد ان المراقبين يرون ان بن اليعزر اضاع فرصة الانسحاب من الحكومة على خلفية اقتصادية مرتين حتى الآن، خلال السنة الاخيرة، حين طرح وزير المالية خطتي الطوارئ لتقليص الميزانية واللتين شملتا ضربات قاسية لجمهور المواطنين. عندها، كان سيكسب كثيرا ويسترد شعبيته المفقودة. لكنه بدلا من ذلك وقف مؤيدا للخطة بحماس ووقف الى جانب وزير المالية ضد الوزراء والنواب المعارضين وضد المؤسسات الشعبية والنقابية التي تصدت للخطتين. والانسحاب من الحكومة اليوم، حتى لو كان صحيحا، فانه سيبدو محاولة تجبير لكسرين أليمَيْن.

يذكر ان بن اليعزر كان ينوي اجراء الانتخابات الداخلية في حزب العمل خلال الشهر المقبل بحجة عدم انهاك اعضاء الحزب في معركة انتخابية طويلة. كما حاول الغاء طريقة الانتخابات الحالية، التي ينتخب فيها مرشحو الحزب للكنيست وكذلك رئيس الحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة، في انتخابات عامة يشارك فيها جميع اعضاء الحزب المنتسبين (حوالي 300 الف عضو)، واستبدال طريقة اخرى بها يتم بموجبها الانتخاب فقط في مؤتمر الحزب (4001 مندوب). لكن رامون اعتبر الاسراع في الانتخاب استغلالا بشعا من بن اليعزر لمكانته كقائد للحزب. وأصر على ان يعطى الوقت الكافي ليتعرف على فروع الحزب وأعضائه ويتعرفوا عليه عن قرب ويدير حملة دعائية انتخابية مناسبة. كما اعتبر تغيير طريقة الانتخابات اجراء دكتاتوريا ضده. وتحدى رامون بن اليعزر قائلاً: «انت تعرف ان شعبيتي بين صفوف اعضاء الحزب تفوق شعبيتي في مؤتمر الحزب. لذلك تتهرب من مواجهتي» فتنازل بن اليعزر.

واتفق الطرفان على موعد الانتخابات الداخلية بعد 4 اشهر. وأوكلا الى لجنة الدستور في الحزب ان تبحث اقتراح بن اليعزر، لأنه ينطوي على تغيير الدستور.

تجدر الاشارة الى ان استطلاعات الرأي في اسرائيل تبين ان حزب العمل سيتراجع كثيرا في الانتخابات القادمة، بسبب التآكل في شخصيته السياسية المستقلة والسير وراء شارون في السرّاء والضرّاء. ويحظى رامون بشعبية اكبر من بن اليعزر بين الجمهور الواسع، ولكنه ما زال بعيدا جدا عن تهديد شعبية شارون حتى الآن.