بغداد تحمل واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات مع الأمم المتحدة

TT

قال دبلوماسيون امس ان كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة تجنب عن عمد تحديد موعد لجولة جديدة من المحادثات مع العراق الى ان تظهر بغداد بعض الاستعداد لاستئناف عمليات التفتيش على الاسلحة.

ولم ترحب واشنطن بلقاء جديد محتمل تحدث عنه انان وصبري بدون تحديد مكانه وزمانه. وقالت جوان بروكوبوفيتش الناطقة باسم الخارجية الاميركية «لا نرى سببا او حاجة لمحادثات مطولة حول واجبات العراق فهي معروفة».

وبعد يومين من المحادثات الهامة مع وفد عراقي برئاسة وزير الخارجية ناجي صبري لم يخف أي من الجانبين فشلهما في الاتفاق على عودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الذين خرجوا من العراق منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وقالت مصادر قريبة من المحادثات ان خفض مستوى الاجتماعات المقبلة الى «المستوى الفني» يجعل مشاركة أنان غير مؤكدة ما لم يظهر العراق بوادر على موافقته على عودة مفتشي الاسلحة.

وقال مبعوث كبير «رسم (أنان) الخط الفاصل بعد ثلاثة اجتماعات.. لكنه لم ينه العملية». وفي الوقت نفسه قال أنان ان الوفد العراقي «سيرفع تقريرا الى سلطاته»، وضم الوفد العراقي اثنين من مستشاري الاسلحة للرئيس العراقي صدام حسين وهما بدرجة وزير.

وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الاميركية الليلة قبل الماضية ان حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش لم تندهش بسبب فشل محادثات الامم المتحدة والعراق في التوصل الى اتفاق بشأن عودة مفتشي الاسلحة لان التصريحات العراقية قبل المحادثات لم تكن تبشر بخير.

وقال مشاركون في الاجتماعات ان تقرير صحيفة «نيويورك تايمز» بان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) اعدت مسودة خطة عسكرية لغزو العراق من الجو والبر والبحر، لم يساعد المحادثات. وبعض مسؤولي الامم المتحدة قلقون من ان العراق ربما يحاول اطالة امد المناورات الدبلوماسية مع أنان واحراز تقدم في بعض الملفات مع تعليق مسألة عودة المفتشين الى ان يلوح ان الهجوم الاميركي اصبح وشيكا.

وعلى سبيل المثال فقد اكمل العراق خلال محادثات فيينا ترتيبات إعادة ست شاحنات مكدسة باوراق رسمية كان قد استولى عليها من الارشيفات الكويتية اثناء فترة احتلاله للكويت.

وحملت بغداد أمس الادارة الاميركية مسؤولية فشل الجولة الاخيرة من الحوار بين العراق والمنظمة الدولية واتهمتها بالسعي الى التصعيد لتبرير خطتها الرامية الى الاطاحة بنظام الرئيس صدام حسين.

وقال الامين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية سعد قاسم حمودي ان «الادارة الاميركية هي المسؤولة اولا واخيرا عن عدم تحقيق نتائج في فيينا وعن استمرار الحصار المفروض على العراق منذ 12 عاما وهي المسؤولة عن وفيات العراقيين».

وقال حمودي ان «النتائج التي اسفرت عنها جولة الحوار الاخيرة بين الوفد العراقي برئاسة صبرى ووفد الامانة العامة للامم المتحدة برئاسة انان لم تكن مفاجئة لنا». وتابع «ان الضغوط الاميركية معروفة سلفا، ضغوط على فريق الامم المتحدة، وعدم الاستجابة لمطالب العراق المشروعة في الحصول على اجوبة على اسئلته تمهيدا لتصعيد الاجواء ضد العراق وفق المخطط الاميركي».

من جهتها رأت صحيفة «بابل» التي يديرها نجل الرئيس العراقي صدام حسين، ان «الشعوب» الاميركية تستحق قيادة افضل من القيادة الحالية لجورج بوش، وان من حق دول العالم المطالبة بتغيير هذه «القيادة» على سبيل المعاملة بالمثل، لان الادارة الاميركية تبيح لنفسها تغيير القيادة الافغانية، والاطاحة بالقيادة الفلسطينية، وغيرها.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس، ان «من المثير للسخرية والاستغراب، ان اكبر دولة تدعي انها ديمقراطية في سلوكها ومنهجها تخرج على العالم في كل يوم بصورة جديدة تتدخل بها، بل تريد ان تفرض على شعوب الارض خياراتها ووجهة نظرها، وكأن احدا «ولا نعلم من هو» قد نصّبها وصية شرعية على الآخرين ولا يدري احد من يخول رئيس «ادارة الشر» الاميركية حق تقرير مصير الشعوب، ومنها افغانستان مثلا وفلسطين، وينصب عليها رؤساء بمعرفته او بمزاجه.. فأي رئيس دولة في العالم لا يتوافق منهجه مع مزاج حاكم «البيت الاسود» عليه ان يغادر موقعه، واي مسؤول في دولة ما لا يعجب بوش، او ان الاخير لا يثق به عن بعد فان مقتضيات المصلحة القومية الاميركية توجب تبديله».