الرئيس السوري دعا إلى محافظة واشنطن على مصداقية دورها في المنطقة

دمشق أعربت عن ارتياحها لزيارة وزير الخارجية الفرنسي والشرع أمل في أن يتغير ما هو سلبي في خطاب بوش

TT

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أهمية محافظة الولايات المتحدة الأميركية على مصداقيتها في رعاية عملية السلام وأهمية تحقيق السلام في المنطقة والحفاظ على المبادرة العربية التي نالت إجماع العرب عليها في قمة بيروت الأخيرة.

كما أكد الرئيس الأسد لدى استقباله في دمشق امس وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان ضرورة تحديد أسباب الفشل الذي منيت به هذه العملية حتى الآن الأمر الذي أدى إلى إضاعة الوقت، وضرورة تقويم الخطوات التي ينبغي اتخاذها مستقبلاً لإنجاح عملية السلام، وأكد أيضاً أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه أوروبا بهذا الصدد.

وأشار بيان رئاسي سوري إلى أن دوفيلبان عرض خلال اللقاء الهدف من جولته في المنطقة، مشدداً على حرص فرنسا على تعميق علاقات الصداقة مع سورية وتنشيط العمل السياسي بين البلدين، مؤكداً أهمية التحرك نحو السلام المنشود العادل والشامل وفق قراري مجلس الأمن 242 و338 ومبادئ مؤتمر مدريد وفي مقدمتها مبدأ الأرض مقابل السلام. وأضاف البيان الرئاسي ان الحديث خلال اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء السوري وزير الخارجية فاروق الشرع، والسفير الفرنسي بدمشق والوفد الفرنسي المرافق، تناول تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وخصوصاً ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من توتر بسبب سياسات إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، كما تناول الحديث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين سورية وفرنسا وسبل تعزيزها في الجميع المجالات.

وكان الوزير الفرنسي قد أجرى مع نظيره السوري محادثات تناولت تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ولا سيما ما يحدث في المنطقة من توتر بسبب سياسات إسرائيل العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

وقال الناطق باسم الخارجية السورية ان الوزير الشرع دعا إلى موقف أوروبي فاعل لحمل إسرائيل للانصياع لقرارات الشرعية الدولية.

وعقب لقاء الرئيس الأسد عقد الوزيران الشرع ودوفيلبان مؤتمراً صحافياً أعرب الوزير السوري فيه عن ارتياحه الشديد للزيارة ولموضوع وجوهر المحادثات مع الوزير الفرنسي، وقال الشرع ان الرئيس الأسد كان مرتاحاً أيضاً لهذه المحادثات وقد عبر مباشرة للوزير الفرنسي عن ذلك، وأشار الشرع الى أن زيارة دوفيلبان لسورية تعتبر خطوة هامة في طريق تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين سورية وفرنسا، مشيراً الى أن المحادثات تطرقت بطبيعة الحال الى الصراع العربي الإسرائيلي وما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ورداً على سؤال عما إذا كان هناك تغيير في الموقف السوري عبر ما سبق أن أشار إليه الوزير الشرع قبل يومين عن إيجابيات في خطاب بوش، قال الوزير السوري: «نحن نأمل بطبيعة الحال أن يتغير ما هو سلبي في خطاب بوش أما بالنسبة لموقف سورية فهو ثابت و معلن ومنسجم تماماً مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، نحن في سورية كنا مؤيدين للمبادرة العربية للسلام التي أقرت في قمة بيروت في مارس (آذار) الماضي، واعتقد أن هذه المبادرة لقيت قبولاً حتى من الإدارة الأميركية بالذات، ولذلك استغربنا أنه لم تتطرق إليها رؤية بوش، كما أن هذه الرؤية كما تحدثت قبل يومين مليئة بالسلبيات التي لا تحصى، وإن وجدت هناك إيجابيات فهي مبعثرة كما قلت، وتحتاج إلى إعادة صياغة وإلى أن تكون منسجمة مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام، وهذا ما قصدته تماماً في تصريحي، ولا تغيير في الموقف السوري. وبطبيعة الحال نحن نحاول أن نبحث بكل مشقة عن أي إيجابية في الموقف الأميركي حتى يصبح للدور الأميركي تأثيره على قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي.

ورداً على سؤال آخر قال الشرع: «في ما يتعلق بموقف سورية من عودة المفتشين الى العراق، أقول ان الدول العربية بالإجماع هي مع رفع العقوبات عن العراق، وقد عبرت الدول العربية عن هذا الموقف في قمة بيروت في مارس (آذار) الماضي... وقد سمعت أن العراق على استعداد لقبول المفتشين في إطار رفع العقوبات عنه، واعتقد أن هذا هو جوهر الموقف العراقي. وفي ما يتعلق بمؤتمر للسلام قال الشرع: «في الواقع جرى حديث طويل مع الوزير الفرنسي بخصوص المؤتمر الدولي والسنوات التي مرت على مؤتمر مدريد دون الوصول الى نتيجة، وأوضحنا الأسباب التي حالت دون الوصول الى نتيجة، فالمسؤولية تقع حتماً وبشكل رئيسي على الجانب الإسرائيلي، وتتحمل الولايات المتحدة بطبيعة الحال جزءاً من هذه المسؤولية باعتبارها الراعي الأساسي لعملية السلام في تلك الفترة، وشرحنا حتى تفاصيل العقبات التي وضعتها إسرائيل أمام الوصول الى سلام عادل وشامل في المنطقة، وأود أن أقول ان الالتزامات الأميركية تجاه عملية السلام يجب أن تظل قائمة، وان تغيير إدارة في واشنطن يجب أن لا يغير هذه الالتزامات. ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول نقاط الالتقاء والتباعد في الرؤيتين السورية والفرنسية تجاه ما يجري في المنطقة قال الشرع: «إنه خلال اجتماع الوزير الفرنسي مع الرئيس الأسد جرى اتفاق على استمرار التواصل والحوار بين وزارتي الخارجية السورية والفرنسية وخصوصاً حول مسألة السلام في الشرق الأوسط وكان هناك ترحيب متبادل للفكرة، وستتم متابعتها قريباً، وأود أن أقول ان وجهات نظر الجانبين كانت متفقة».

ورداً على سؤال آخر قال الشرع: «بصرف النظر عن طبيعة العلاقات بيننا وبين الرئيس عرفات فإن سورية لا تقبل أن يفرض على الشعب الفلسطيني من الخارج أي قيادة بديلة، فالشعب الفلسطيني هو الذي يختار قيادته ويختار من يمثله وهذا ينطبق على العراق وعلى أي بلد في العالم».