الشرطة الباكستانية: 53 رجلا اغتصبوا 22 امرأة خلال شهر

TT

مظفرجار (باكستان) ـ وكالات الأنباء: سلمت الشرطة الباكستانية السلطات القضائية تقريرا اعترفت فيه بوجود عمليات اغتصاب جماعية واسعة النطاق في ولاية البنجاب شرق باكستان، حيث قام اربعة رجال باغتصاب شابة الشهر الماضي بإمرة من محكمة قبلية. وقالت الشرطة ان التقرير الذي قدم في اطار التحقيق الذي فتحته حكومة الولاية تحدث بالتفصيل عن 22 امرأة تعرضن للاغتصاب من قبل 53 رجلا خلال الشهر الماضي وحده في منطقة مظفرجار جنوب البنجاب.

وكانت الشرطة قد اكدت ان اربعة رجال اغتصبوا الفتاة ثم تركوها تعود الى منزلها عارية تماما امام حشد من الف شخص. وامرت المحكمة القبلية بهذا الاغتصاب «انتقاما» للاهانة التي الحقها شقيق الفتاة بعائلة من قبيلة ماستوي، بعد ان اقام «علاقات جنسية غير مشروعة» مع امرأة من هذه القبيلة الاعلى مستوى اجتماعيا من قبيلته.

وقال تقرير الشرطة ان بين النساء الـ22 تعرضت 14، بينهن هذه الشابة لعمليات اغتصاب جماعي ارتكبها رجلان او ثلاثة او اربعة رجال. واضاف ان اثنتين منهن توفين، احداهن قتلت على الارجح لانها كانت قادرة على التعرف على مغتصبيها، والثانية انتحرت في الثاني من الشهر الجاري لان الشرطة لم تتمكن من من توقيف مغتصبيها.

وقال المسؤول في الشرطة في المنطقة فرمان علي شودري: «ان 45 من منفذي عمليات الاغتصاب الجماعية اوقفوا». لكن مصادر في الشرطة قالت ان عددا كبيرا من حالات الاغتصاب من هذا النوع لم يعلن عنها ابدا في المنطقة. وكان تعرض الفتاة التي تبلغ من العمر 18 عاما للاغتصاب الجماعي في قرية ميروالا قد اثار استياء منظمات حقوق الانسان واحتل الصفحات الاولى في الصحف الباكستانية. وقال رئيس المحكمة العليا الشيخ رياض احمد ان هذه القضية صدمته وامهل الشرطة 72 ساعة للتحقيق فيها وتسليمه تقريرا في هذا الشأن.

وفي الوقت نفسه قالت الشرطة الباكستانية انها اعتقلت امس احد رجالها لتقصيره في حماية المرأة من الاغتصاب. وقال فارمان: «اعتقلنا مساعد نائب مفتش الشرطة محمد اقبال واتهمناه بالاهمال الجنائي لعدم اتباعه الاجراءات اللازمة». وقالت امرأة تدعى مختاران ماي ان اربعة رجال اغتصبوها على التوالي بناء على اوامر مجلس قروي، لان شقيقها، واسمه عبد الشكور، كان على علاقة غرامية مع فتاة من قبيلة ذات مكانة اعلى. وقبل ذلك خطفت قبيلة ماستوي شقيق المرأة. وقال مسؤول الشرطة ان فريقا من الشرطة بقيادة اقبال تمكن من اطلاق سراح عبد الشكور لكنه لم يعتقل رجال القبائل الذين اخذوا ثأرهم فيما بعد باغتصاب المرأة. وقال مسؤول بالشرطة: «انه اهمال جنائي.. اذا كان مساعد نائب المفتش قد انقذ الفتى المخطوف فقد كان يجب عليه ان يتم الاجراءات ضد رجال القبائل المتهمين طبقا للقانون.. الآن ستتخذ اجراءات ضده».

وقالت المرأة انها توسلت الى مئات الاشخاص من حولها ان ينجدوها بينما كان اربعة رجال يجرونها من شعرها الى حجرة حيث تناوبوا على اغتصابها. والقت الشرطة القبض على واحد من الاربعة المتهمين بالاغتصاب يوم الجمعة الماضي . وقالت انها تبحث عن ثلاثة اخرين. واعطت الحكومة للمرأة شيكا بمبلغ 500 مليون روبية (8200 دولار) على سبيل التعويض.

وتقول السلطات ان شابة اخرى من المنطقة نفسها انتحرت منذ بضعة ايام بعد اغتصابها بقليل اغتصابا جماعيا. وقال تقرير اصدرته لجنة باكستان لحقوق الانسان وهي مؤسسة لها احترامها ان امرأة تغتصب كل ساعتين تقريبا في باكستان، لكن معظم الاعتداءات الجنسية لا يتم الابلاغ عنها نظرا لحساسية مسألة كهذه في المجتمع الباكستاني ولتعذر اثبات الاتهامات.