السلطات الأميركية تعترف بسقوط ضحايا مدنيين في قصف أفغانستان

TT

كابل ـ وكالات الانباء: اعترفت الولايات المتحدة رسميا امس بسقوط ضحايا مدنيين اثناء غارة اميركية في وسط افغانستان ووعدت باجراء تحقيق رسمي في الحادث. وقال الجنرال الاميركي دان ماكنيل ووزير الخارجية الافغاني عبد الله عبد الله ان التحقيق سيساعد في تجنب سقوط مدنيين في المستقبل بعد ان فشل تحقيق مبدئي في الحادث الذي وقع يوم الاثنين الماضي في التوصل الى نتائج محددة.

لكن ماكنيل أصر على ان الطائرات الاميركية تعرضت لنيران مضادة للطائرات، ووعد عبد الله بالا يؤثر هذا الحادث المأساوي على تأييد حكومته أو شعبه للحملة العسكرية الاميركية في افغانستان. وقال ماكنيل في مؤتمر صحفي في كابل عقب عودة فريق تحقيق اميركي افغاني مشترك من المنطقة: «خلصنا لسقوط ضحايا من المدنيين.. سنبدأ تحقيقات رسمية شاملة لنحدد سبب ذلك وما يمكن عمله او تنفيذه لضمان عدم تكرار ذلك». واضاف ان الافغان اعلنوا عن مقتل 48 شخصا وجرح 117 في الغارة على عدة قري بالقرب من ديه راوود باقليم ارزكان في ساعة مبكرة من صباح اول يوليو (تموز) الجاري. وقال: «ليست سياستنا استهداف اشخاص ابرياء، لكن توجد مؤشرات كافية على ان الغارة الجوية التي وقعت يوم الاثنين الماضي في مسقط رأس الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الحاكمة سابقا في افغانستان شنت ردا على اطلاق نيران معادية من الارض».

واشار ماكنيل الى ان فريق التحقيق الاميركي الافغاني المشترك الذي عاد الى العاصمة الافغانية امس لم يتمكن من مشاهدة الجثث التي دفنت بالفعل أو ان يتأكد افراده من عدد القتلى بأنفسهم. وفشلت التحقيقات المبدئية في ان تحدد على وجه الدقة سبب الحادث وخاصة ما اذا كانت الطائرات الاميركية قد تعرضت لاطلاق نيران مضادة للطائرات.

بيد انه قال: «من الواضح انه ورد عدد من التقارير من الارض ومن الاطقم بشأن اطلاق نيران مضادة للطائرات .. هذا هو مدى المعلومات المتوفرة لدي الان». واوضح ان المحققين لم يعثروا على مدافع مضادة للطائرات عندما زاروا المنطقة لكنهم جمعوا اعيرة فارغة لقذائف وشظايا سيتم فحصها في اطار التحقيق الرسمي. وقال قرويون انهم كانوا يطلقون النار في الهواء ابتهاجا وفقا لتقاليد محلية في احتفالات الزواج.

وقال عبد الله عبد الله وزير الخارجية الافغاني: «ان التحقيق ربما يستغرق بعض الوقت». واضاف بلغة الداري المحلية: «يجب اجراء تحقيق مناسب لمنع وقوع هذه الحوادث مرة اخرى،وسيساعد التحقيق في منع هذا من الحدوث في المستقبل». واضاف: «يحب الافغان قطعا ان يعيشوا في سلام، لكن المسألة ليست هل تستمر العملية ضد تنظيم القاعدة أو هل ينبغي ان تؤيد الحكومة الاسلامية الانتقالية أو ان تتعاون بالطريقة التي كانت تتعاون بها مع قوات التحالف.. هذه ليست المسألة».

واوضح: «المسألة هي اننا يجب ان نجد سبلا ووسائل من اجل تجنب مآس مثل وقوع خسائر في الارواح كنتيجة مصاحبة في هذه الحملة».

ويذكر ان الرئيس الاميركي جورج بوش اتصل بالرئيس الافغاني حميد كرزاي اول من امس ليعرب له عن تعازيه لاسر الضحايا. غير ان الحادث اصبح كابوسا في مجال العلاقات العامة بالنسبة للولايات المتحدة، وهي تعكف على محاربة تنظيم القاعدة، وفي نفس الوقت دعم الحكومة الجديدة لكرزاي.