مؤتمر يكرس «الانقسام» داخل حزب الأمة السوداني المعارض

TT

بدأ امس حوالي 1000 من اعضاء حزب الامة السوداني المعارض مؤتمراً تحت عنوان «المؤتمر الاستثنائي الاول»، يتقدمهم مبارك عبد الله الفاضل المهدي رئيس القطاع السياسي وابن عم الصادق المهدي رئيس الحزب. ويقول منظمو هذا المؤتمر ان هدفهم هو تحقيق المؤسسية والاصلاح داخل الحزب.

وخاطب مبارك المهدي الذي دخل في نزاع مع الصادق المهدي جلسة مغلقة للمؤتمر ووزعت خطبته على الصحافيين وجاء فيها «أن الهدف من هذا المؤتمر هو بناء مؤسسة حزبية فاعلة تقوم على اسس ديمقراطية تؤمن مشاركة حقيقية من القاعدة الى القمة، وضرورة عمل الاحزاب وفق برامج علمية مدروسة محورها وضع حلول للقضايا الوطنية ولقضية المواطن تحقق الامن والاستقرار والبناء الاقتصادي ودعم الخدمات، والارتقاء بالممارسة السياسية الحزبية باعتماد المنهج العلمي في معالجة القضايا العامة بصورة موضوعية بعيداً عن الكسب الذاتي والنظرة الحزبية الضيقة والتي لم نجن منها إلا البوار، العمل علي بناء مؤسسات المجتمع المدني على أسس سليمة لتقوم بدورها في البناء الوطني، وتأسيس قوات مسلحة محترفة للذود عن ارض الوطن ليتكامل البناء السياسي والمدني والعسكري بعد مرحلة الانتقال».

وكان قد خاطب الجلسة الافتتاحية المفتوحة الزهاوي ابراهيم مالك نائب رئيس القطاع السياسي وقال «اننا دعاة الهجرة الى المستقبل من اجل السلام والديمقراطية والتنمية».

وفي تصريحات صحافية اوضح الزهاوي أن الاسباب التي تدعو الى عقد هذا المؤتمر الاستثنائي تتمثل في فشل الحزب في بناء البنية التحتية «وطالبنا مراراً بعقد مؤتمر استثنائي وأن أجندة الحزب صارت لا تمثل ضمير الحزب وجماهيره». وفي لهجة بدا معها الزهاوي غير عابئ بقيادة الصادق المهدي قال رداً على تحذيرات رئيس الحزب باتخاذ الاجراءات اللازمة ضد الذين يخرجون على قرارات الحزب «ان على المهدي ان يتخذ ما يراه».

ونفى الزهاوي أن يكون المؤتمرون قد حصلوا علي دعم حكومي لعقد مؤتمرهم وقال «ان الأموال التي ننفقها اتت من نفس المصدر الذي اعتمد عليه الحزب عند عقد مؤتمره عام 1986م».

وقد وصف الصادق المهدي هذه المجموعة بأنها «فئة مارقة تدفع بها جهات خارج الحزب وبقدرات أكبر من قدرات الحزب لتحقيق اغراض ضد إرادة الجماعة والحزب وضد الشرعية في حزب الامة». وأضاف المهدي في تصريحات صحافية أن 1000 شخص لا يمثلون شيئا بالنسبة لحزب تبلغ عضويته 4 ملايين.

وكان الصادق المهدي قد استبق هذا المؤتمر الاستثائي يوم السبت الماضي باعلان اللائحة التنظيمية الجديدة والتي اجيزت في ابريل (نيسان) الماضي والتي تحذر باتخاذ اجراءات تصل حد الفصل للذين يخرجون على ما وصفه المهدي برأي الاغلبية في الحزب. وأكد أنه مسؤول عن حماية كيان الاغلبية كما حدد المرجعية السياسية وشروط المشاركة في الحكم وأجملها أما في حكومة قومية أو عبر انتخابات حرة نزيهة. وذكر مصدر مسؤول في حزب الامة أن المجموعة التي عقدت مؤتمرها امس ويستمر لثلاثة ايام بأرض المعسكرات بسوبا جنوب الخرطوم وجهت دعوة للصادق المهدي لحضور المؤتمر ومخاطبته. وكانت المجموعة قد اقامت ما اطلق عليه صحافياً «جسراً جوياً» لترحيل المشاركين بالطائرات من مناطق غرب السودان واسكنتهم في فنادق في العاصمة كما بعثت لأعداد من المقيمين بالخارج بدعوات لحضور المؤتمر. وغلب على المشاركين عنصر الشباب والقيادات غير المعروفة في الولايات. ومن المتوقع ان يكرس هذا المؤتمر الانقسام داخل الحزب ليصبح تيار المشاركة بقيادة مبارك المهدي في جانب وتيار المشاركة بشروط بقيادة الصادق المهدي في جانب اخر. ومن المتوقع أن يتخذ التيار الاخير باعتبار ان رئيس الحزب في مقدمته قرارات بالفصل والتجميد ضد التيار الاول. ومن المتوقع ايضا أن يعقب ذلك استكمال مجموعة المؤتمر للمفاوضات التي بدأتها مع الحكومة لتحديد اسس وحصص المشاركة. وهناك تيار قوي داخل الحكومة لا يرى مانعاً من اشراك المجموعة باسم الحزب بينما يرى تيار اقل قوة أن هذه المجموعة غير مفيدة اذا لم تقنع الصادق بالموافقة على المشاركة.