مقتل ضابط إسرائيلي برتبة مقدم في منطقة رفح وفلسطيني في نابلس

حالة تأهب قصوى وسط إسرائيل تحسبا لعمليات تفجير فدائية

TT

نشطت المقاومة الفلسطينية في الايام الاخيرة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين بعد فترة هدوء استمرت بضعة اسابيع شنت اسرائيل خلالها حملة ما يسمى بـ«الطريق الحازم» عقب حملة «السور الواقي»، شملت اعادة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية بالكامل ولفترات طويلة، وتشديد الحصار على المدن والقرى الفلسطينية والقيام بحملات مداهمة بحثا عن السلاح ومطلوبين. وجوعت اسرائيل ولا تزال تجوع اكثر من مليون فلسطيني في الضفة تخضعهم منذ اكثر من شهر لحظر تجول متواصل تقريبا، وبعبارة اخرى للاعتقال المنزلي واعتقلت مزيدا من الفلسطينيين واغتالت عددا ممن تسميهم بالمطلوبين، كان آخرهم احد قادة سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، اول من امس في منطقة جنين، الى جانب هدم المنازل وتجريف الاراضي واعمال التنكيل الاخرى.

وتأتي هذه النشاطات في وقت أعلنت فيه الشرطة الإسرائيلية حالة تأهب قصوى في صفوفها في شمال الضفة الغربية تحسبا لتنفيذ عملية فدائية تفجيرية. وعزز الجيش وجوده على طول الخط الاخضر وفي المدن والطرق الرئيسية. وقد قتل المقاومون الفلسطينيون امس ضابطا اسرائيليا برتبة مقدم في كمين مسلح نصبوه لدورية عسكرية اسرائيلية كانت تفتش عن انفاق في شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة قرب مستوطنة كيريم شالوم جنوب اسرائيل، استخدمت فيه الاسلحة الرشاشة. وتعتبر هذه المنطقة منذ انطلاقة الانتفاضة في سبتمبر (ايلول) 2000، مسرحا لعمليات المقاومة.

واعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل المقدم حجاي حاييم ليف (24 سنة). وتوغل عقب العملية في محيط المنطقة وشن عمليات مداهمات وتفتيش عن منفذي العملية الذين لاذوا بالفرار. والمقدم ليف كان نائب قائد وحدة الدوريات في لواء جولاني الذي يقود الحرب ضدالفلسطينيين في الضفة والقطاع.

يذكر ان عنصرين من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس هما عماد أبو رزق ومحمد أبو جاموس، نجحا في 9 يناير (كانون الثاني) الماضي في اقتحام منطقة المستوطنة وقتلوا خمسة بين ضابط وجندي وجرحوا آخرين.

وأطلق المقاومون في الليلة قبل الماضية ثلاث قذائف هاون باتجاه التجمع الاستيطاني في غوش، وحاول عدد من الفلسطينيين طعن إسرائيلي في حي أرمون هنتسيف في مدينة القدس ولاذوا بالفرار. واصيب جندي اسرائيلي اول من امس في مدينة طولكرم اثناء حملات تفتيش منزلي في المدينة بحثا عن مطلوبين. وقبل ذلك بساعات اصيب شرطي اسرائيلي بالرصاص بجروح خطيرة في القدس المحتلة عندما اطلق مسلح فلسطيني النار عليه.

وقتل مسلحون فلسطينيون في مدينة غزة مساء اول من امس فلسطينيا يشتبه في تعاونه مع اسرائيل بعد أن حاول الهرب من سجن غزة المركزي المحتجز فيه منذ 7 فبراير (شباط) الماضي إلى حين تنفيذ حكم الإعدام بحقه.

وحسب المركز الفلسطيني للاعلام الذي اورد النبأ، فان حسام زهدي الهسي (28 سنة) وهو من سكان مدينة خان يونس جنوب القطاع، كان ينتظر تصديق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على حكم الإعدام الذي صدر بحقه من قبل محكمة أمن الدولة العليا الفلسطينية في 6 ابريل (نيسان) الماضي بعد ادانته بالتعامل مع سلطات الاحتلال ومساعدتها في اغتيال ستة فلسطينيين من نشطاء الانتفاضة بينهم أحد النشطاء العسكريين وقائد كتائب عز الدين القسام، بكر حمدان في خان يونس.

وجاء في حيثيات حكم الادانة ان الهسي تخابر مع سلطات الاحتلال وقدم لها معلومات وحدد أماكن عدد من نشطاء الانتفاضة عبر جهاز بيلفون (جهاز جوال) مما سهل على قوات الاحتلال عملية قصفهم بالصواريخ من طائرات الأباتشي، الامر الذي ادى الى قتل بكر حمدان المستهدف بالإضافة إلى خمسة نشطاء آخرين في عملية منفصلة أثناء قيامهم بإطلاق قذائف هاون على مستوطنة نافيه دكاليم المحاذية لحي الإسكان النمساوي غرب مخيم خان يونس، وهم وسام محارب وأسعد أبو ستة وسعيد أبو ستة وياسر أبو ناموس وفضل حبيب.

ووفق ما ذكره المركز على موقعه الالكتروني فقد اختطف الهسي مسدسا من أحد حراس السجن وشرع بإطلاق النار على أفراد الحراسة ثم لاذ بالفرار. حاول الحراس تحذيره بإطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء إلا أنه لم يمتثل لتلك الأوامر مما حدا بالحراس إلى إطلاق النار باتجاهه وأردوه قتيلاً على الفور.

الى ذلك واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين وحصارها وقتلها لهم وفرضت على مئات الالاف السجن المنزلي. وقتلت بعد ظهر امس الشاب رامي عودة قطش (19 سنة) من سكان مخيم عسكر القديم في مدينة نابلس بإطلاق النار عليه من احدى الدبابات المرابطة داخل احياء في المدينة. وقالت مصادر طبية في مستشفى الاتحاد بنابلس إن قطش دخل ميتا جراء إصابته بعيارين ناريين دخلا من الصدر وخرجا من الظهر.

وقال مواطن فلسطيني إن قوة مدرعة صهيونية توغّلت ظهر امس في الشارع الرئيسي المحاذي للمخيم وأطلقت النار باتجاه منازل السكان بحجة وجود مجموعات من الصبية في الشوارع مخترقين حظر التجول، مما أدى إلى مقتل قطش وإصابة شابين آخرين عولجا في عيادة وكالة الغوث.

وأصيب مواطن فلسطيني اخر بجروح عندما أطلق جنود الاحتلال النار عليه أمام أطفاله، في قرية علار شمال طولكرم. ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» عن شهود عيان ومصادر طبية فلسطينية، إن قوات الاحتلال تساندها أعداد كبيرة من الدبابات والآليات المدرعة، اجتاحت صباح امس القرية وفرضت عليها حظر التجول واقتحمت العديد من منازلها. وذكر الشهود أن قوات الاحتلال اقتحمت أحد المنازل في القرية، واعتدت بالضرب على صاحبه، دون أي مبرر، وعندما بدأ أطفاله وبناته وزوجته بالبكاء والصراخ أطلقوا النار باتجاهه، مما أدى إلى إصابته بجروح.

وواصلت قوات الاحتلال فرض حظر التجول الكامل على منطقة بيت لحم لليوم الثاني والعشرين، في ظل تدهور الأوضاع الحياتية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية بشكل غير مسبوق وفق تقرير لوكالة «وفا».

ونصبت قوات الاحتلال مدفعاً ميدانياً في النقطة 152 جنوب «معبر كيسوفيم»، بينما تتمركز أربع دبابات وجنود مشاة في المكان الذي بات موقعا عسكريا متقدما ينغص على الفلسطينيين حياتهم.

وقصفت قوات الاحتلال بالرشاشات الثقيلة منازل المواطنين في مشروع الإسكان النمساوي غرب خان يونس. ونقل عن شهود عيان قولهم «إن قوات الاحتلال المتمركزة في محيط مستوطنة نافيه دكاليم فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه منازل المواطنين بدون سبب، مما أدى إلى تضرر بعضها، إضافة إلى احتراق أحد المنازل نتيجة سقوط أحد فوانيس الإنارة عليه».

وقصفت قوات الاحتلال بالرشاشات الثقيلة وبشكل مكثف وعنيف منازل المواطنين في مناطق شمال بيت لاهيا والقرية البدوية وأبراج الندى السكنية، مما أدى إلى إلحاق اضرار بالعديد منها، مشيراً إلى أن هذه القوات قصفت بشكل متعمد محول الكهرباء الرئيسي في المنطقة.