61% من اليهود في إسرائيل يؤيدون «إقناع» فلسطينيي 48 بالرحيل

21 رجل دين يهوديا يصدرون فتوى مقاطعة العرب

TT

للمرة الثالثة خلال أربعة ايام، انطلقت موجة عنصرية اخرى ضد المواطنين العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48) والعرب عموما، اذ كشف النقاب عن «فتوى» اصدرها 21 رجل دين يهوديا يحرمون فيها تشغيل عمال عرب او ادارة محادثة مع العرب، ويدعون الى مقاطعة التجار اليهود الذين يتعاملون مع العرب.

وصدرت هذه الفتوى في القدس، وجرى تعميمها على اليهود في اسرائيل، وكذلك في المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الحاخام يسرائيل روزين، احد الموقعين عليها، انه يعرف «يهودا جيدين» كثيرين بدأوا ينفذون هذه التوصية: «مثلا في المستوطنة التي اسكنها، تم فصل ثلاثة عمال عرب. وأحزنني ذلك كثيرا، لانني اعرف ابو موسى وابو خالد، فهما يعملان لدينا منذ 12 سنة، وهما مخلصان ويتمتعان بالامانة. ولكن ما العمل. فلسنا نحن السبب في طردهما. واذا كان لديهما اعتراض، فليذهبا الى رؤسائهما».

وقال روزين ان تلك الفتوى صدرت في اعقاب احداث الانتفاضة والعمليات الانتحارية التي يقوم بها فلسطينيو 67، وكذلك ردا على انجرار العرب في اسرائيل (فلسطينيي 48) وراءهم والتعاطف معهم ضد دولة اسرائيل، «لذلك قررنا حماية انفسنا ودولتنا بواسطة هذا العقاب الذي نعرف انه سيكون شديدا عليهم فلا تعامل تجاريا مع العرب، لا نحن نشتري منهم ولا هم يشترون منا، ولا علاقات عمل، فلا نحن نعمل عندهم ولا يشتغلون عندنا، ولا محادثة، اذ لا تتفاوض حكومتنا معهم ولا ندير نحن معهم اي حوار. واذا خرج اي يهودي عن هذه القاعدة فاننا نعاقبه هو الآخر، بالمقاطعة الاقتصادية والاجتماعية».

يذكر ان هذه الفتوى جاءت بعد يوم واحد فقط من قرار الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي تجريد النواب العرب من الحصانة البرلمانية تماما اذا استمروا في موقفهم ولم يقبلوا بأن تكون اسرائيل دولة يهودية «وليست دولة لجميع مواطنيها». كما جاءت بعد ثلاثة ايام فقط من قرار الحكومة الاسرائيلية سن قانون يمنع المواطنين العرب من السكن في بلدات يهودية.

واثارت هذه المواقف العنصرية للمؤسستين اليمينيتين الحاكمتين، الحكومية والدينية، موجة عارمة من الرفض والاستنكار، في الاوساط الديمقراطية والليبرالية واليسارية في المجتمع الاسرائيلي. وقررت حركة «سلام الآن» القيام بمظاهرتين جماهيريتين كبريين امام بيت رئيس الحكومة (بعد غد السبت)، وامام مكتبه يوم الاحد المقبل احتجاجا على هذه العنصرية بعنوان: «حكومة اسرائيل، حكومة عنصرية».

واجرى معهد في جامعة حيفا استطلاع رأي جديدا حول ردود فعل الجمهور اليهودي ازاء هذه الهجمة العنصرية على المواطنين العرب.. وبين الاستطلاع ان 61% من الجمهور يؤيد ان تقوم حكومة اسرائيل بطرد المواطنين العرب من وطنهم «بالاقناع»، بينما قال 64% انهم يرون في وجود العرب في اسرائيل خطرا على امن الدولة العبرية. وقال 55% ان التدهور الاقتصادي في اسرائيل يعود لكون العمال العرب في اسرائيل اخذوا «كل عمل اليهود».

وعقب وزير الاتصالات، روبي رفلين، وهو من المقربين الى شارون، على هذه النتيجة فقال: «الانتفاضة هي السبب. فقد كسرت ظهر اليهود المؤمنين بالتعايش، خصوصا في اليسار». ورد عليه بروفسور آفي ربتسكي، الحاجز جائزة اسرائيل (ارفع وسام في الدولة العبرية) بسبب ابحاثه الفكرية، فقال: «بغض النظر عن العرب. فان هذا الاستطلاع وتلك الافكار والمبادرات المعادية للعرب تدل على توجه خطير وخلل مدمر في بناء المجتمع الاسرائيلي». وتساءل، موجها كلامه للوزير: «اذا كان الفلسطينيون بلا اخلاق وهاجمونا بالانتفاضة، فهل هذا يبرر ان نرد نحن بلا اخلاق ونتحول الى عنصريين ومجرمين؟! ولماذا لا نسأل انفسنا: ما الذي نفعله نحن في بيوتهم؟ اننا نحتلهم يا سادة نحتلهم ونتحكم بارادتهم وبحياتهم. وهذا بنفسه فساد وافساد».