لندن: بدء محاكمة إسلامي متهم بتنظيم تدريب عسكري للأصوليين في الخارج

TT

بدأت محكمة بريطانية اول من امس النظر في الاتهامات المتعلقة بانتهاك قانون مكافحة الارهاب الى سليمان بلال زين العابدين (43 عاما) من جرينيتش في جنوب شرقي لندن. وافادت متحدثة باسم محكمة الجنايات المركزية «الاولد بيلي» في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الأوسط» ان محاكمة زين العابدين ستستغرق ستة اسابيع. ويواجه زين العابدين، وهو ناشط اسلامي من اصول نيجيرية، اتهامات بتقديم تدريبات او تعليمات لصنع اسلحة نارية ومتفجرات او اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية ودعوة اخرين لتلقي التدريب العسكري في الخارج. ومحاكمة زين العابدين هي أحدث خطوة في حملة ضد الاصوليين في بريطانيا التي تنتقد منذ فترة طويلة بانها باتت ملاذاً آمناً للمتشددين الاسلاميين. وتعتبر الشرطة البريطانية ان زين العابدين يقدم لابناء الجالية المسلمة في بريطانيا فرصة لتعلم كل شيء عن المتفجرات.

وقال مارك اليسون ممثل الادعاء البريطاني ان زين العابدين عرض في موقعه على الانترنت الذي يحمل عنوان «تحدي الجهاد الاكبر» تلقي التدريب العسكري على الاسلحة النارية في الولايات المتحدة الاميركية. وقال اليسون ان زين العابدين زعم انه يقدم التدريب على اطلاق النار في الولايات المتحدة لمن يرغب في الالتحاق بوظيفة «حارس شخصي». واضاف انه تم التعرف على شخص واحد خلال عامين تلقى التدريب العسكري، والتحق بوظيفة رجل امن في احدى الشركات الخاصة التي تعمل في مجال السوبر ماركت. وتقول السلطات البريطانية ان زين العابدين وهو نيجيري الاصل اعتنق الاسلام منذ عشرة اعوام واسمه فرانك ايتاب، ليست لديه علاقة بهجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي ونفى زين العابدين الذي تحتجزه الشرطة البريطانية منذ اكتوبر (تشرين الاول) الماضي في سجن بيل مارش شديد الحراسة الاتهامات الموجهة اليه. واوضح الادعاء البريطاني ان زين العابدين ادار مؤسسة «سكينة» لخدمات الامن من خلال موقعه على الانترنت، الذي اعلن فيه عن وظائف ذات مخاطر عالية مثل الاتحاد السوفياتي السابق. وقال انه بالرغم من ان مؤسسة «سكينة» كانت فاشلة من الوجهة التجارية، لكنها كانت تحمل في طياتها فكرة الجهاد «و محاربة اعداء الاسلام». وكانت السلطات البريطانية قد كثفت مراقبتها لانشطة زعماء الحركات الاصولية بعد احداث 11 سبتمبر الماضي، مثل عمر بكري مسؤول منظمة «المهاجرون»، الذي اصدر فتوى بقتل الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وابو حمزة المصري مسؤول «انصار الشريعة» الذي يطالب اليمن بتسليمه بتهمة تصدير الارهاب، وياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» الذي اسقطت محكمة بريطانية التهم الموجهة اليه المتعلقة بالتورط في مقتل احمد شاه مسعود زعيم التحالف الشمالي. وكانت الشرطة قد فتشت منزل زين العابدين الواقع في كيدبروك جنوب شرقي لندن ومكتبه في منطقة كامدن بوسط لندن، ومكاتب شركة «سكينة سكيورتي سيرفيسيز» التي صادرت منها اجهزة الكومبيوتر، وحساباتها المصرفية، ويشتبه في انها ارسلت اصوليين لتلقي التدريب العسكري والقتال في الشيشان.

يذكر ان زين العابدين اعتقلته الشرطة من قبل مع ابو حمزة المصري، وكذلك ياسر السري في مارس (اذار) عام 1999، ولكن الشرطة اسقطت الاتهامات الموجهة الى ثلاثتهم في وقت لاحق من العام نفسه.