اتفاق رئاسي لبناني على «أولوية» تخصيص الجوال واطمئنان إلى توافر مقومات نجاح «باريس ـ 2»

TT

أثمر اللقاء الرئاسي الذي انعقد ظهر امس في قصر الرئاسة اللبنانية بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري تفاهماً على مجموعة من الخطوات الداخلية من اجل دفع مسيرة المعالجة الحكومية للاوضاع الاقتصادية والمالية عبر مشاريع التخصيص وغيرها وذلك استعداداً لمؤتمر «باريس ـ 2».

ودل على هذا التفاهم التصريح المقتضب الذي ادلى بري عقب اللقاء الذي تخلله غداء الى مائدة رئيس الجمهورية وقال فيه: «كان الغداء طيباً واللقاء مريحاً». فيما افادت معلومات وزعتها الدوائر المختصة في قصر الرئاسة «ان البحث خلال اللقاء تناول الاوضاع في المنطقة في ضوء التطورات الاخيرة واللقاءات والاتصالات الجارية على الصعيدين الاقليمي والدولي، كما تم عرض عدد من المواضيع الداخلية. وتطرق البحث ايضاً الى التعاون القائم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وسبل تعزيزه في كل المجالات».

وافادت مصادر قريبة من الرئيس بري ان اللقاء تخللته جولة افق في كل المواضيع المطروحة بدءاً من قضية وقف سيارات «الفان» العاملة على المازوت وانتهاء بقضايا الخصخصة وزيارة وفد الكونغرس الاميركي الاخيرة للبنان.

وقالت هذه المصادر ان قضية «الفانات» ستجد حلاً لها في جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية اليوم، اذ تم الاتفاق على الخطوط الرئيسية لهذا الحل الذي يستجيب لمطالب سائقي هذه الحافلات الصغيرة سواء بتقديم تعويضات لهم او اعطائهم مبالغ تمكنهم من استبدال محركاتها العاملة على المازوت بمحركات على البنزين.

واشارت المصادر الى انه تم اتفاق بين الرؤساء على وجوب احترام المهل المتعلقة بتخصيص الهاتف الجوال والمنصوص عنها في القانون، بحيث لا تحصل اي مشاكل في هذا الاطار.

وذكرت المصادر نفسها ان الحريري شرح للرئيسس لحود وبري التحركات التي قام بها لانجاح «باريس ـ 2» واطلعهما على اجواء اللقاءات التي عقدها اخيراً لهذه الغاية في باريس والرياض والقاهرة، وبرز في ضوء ذلك اطمئنان رئاسي الى ان مقومات النجاح لمؤتمر «باريس ـ 2» متوافرة خصوصاً في ضوء التشجيع السعودي له. كذلك تناول البحث بين الرؤساء الثلاثة المراحل التي قطعتها التحضيرات العملية الجارية لتخصيص قطاع الهاتف الجوال الذي يفترض ان ينجز الشهر المقبل، حسبما ينص القانون الذي يجيز للحكومة اطلاق مزايدة ومناقصة عالميتين لهذه الغاية. وتطرق البحث الى الجلسة التشريعية العامة التي سيعقدها مجلس النواب الثلاثاء المقبل والتي يتضمن جدول اعمالها بعض المشاريع التي تتصل بالخصخصة ومنها مشروع قانون الاتصالات الجديد، الى مشاريع قوانين اخرى من شأنها ان تهيئ الارضية لخصخصة بعض القطاعات المدرجة في برنامج التخصيص. وتم التأكيد على اولوية انجاز تخصيص الهاتف الجوال (النقال) بعيداً عن اي خلافات.

وتم التشديد في هذا المجال على التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. كذلك تم التوافق على العمل لانجاح كل الخطوات التي من شأنها ان تفتح الافق امام المعالجة الجدية لكل المشكلات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وكذلك لمشكلة المعلمين التي يتوقع ان يضع مجلس الوزراء حلاً لها اليوم الى جانب قضية «الفانات» العاملة على المازوت.

وقالت المصادر القريبة من بري ايضاً ان البحث تناول ايضاً المهمة التي جاء وفد الكونغرس الاميركي اخيراً الى لبنان والمنطقة وما رافقها وتلاها من هجمة اميركية واسرائيلية على لبنان وسورية من خلال الحديث عن معسكرات تدريب تعد ارهابيين. وتقرر في هذا المجال تكليف السفارات اللبنانية في عواصم القرار الدولي ابلاغ حكومات هذه العواصم استياء لبنان من هذه الهجمة ومما يصدر من مواقف اميركية في اطارها.

وبعد اللقاء الذي استمر اكثر من ثلاث ساعات، غادر بري والحريري قصر الرئاسة في سيارة واحدة، علماً ان بري كان التقى الرئيس لحود في قصر الرئاسة قبل ظهر امس في اطار اللقاء التقليدي الاسبوعي بينهما.