الاحتفالات بزفاف العاهل المغربي تنطلق مساء غد بـ«المشور السعيد» في الرباط ويتابعها نحو 300 صحافي

أنباء عن حضور الرئيس الفرنسي جاك شيراك وبيل كلينتون

TT

تستعد مدينة الرباط لاحتضان احتفالات زفاف العاهل المغربي الملك محمد السادس. وتشهد المدينة التي ظلت عاصمة للعلويين منذ مطلع القرن التاسع عشر اشغالا متواصلة لتزيين شوارعها وتبليط أرصفتها، وتشذيب حدائقها واشجارها. وتزامن الاعلان عن الاحتفاء بزفاف العاهل المغربي مع انطلاق مهرجان الرباط السنوي الذي حول ليل المدينة الى مسارح مفتوحة في الهواء الطلق.

وجاء الاعلان عن تنظيم الاحتفالات بزفاف العاهل المغربي بالقصر الملكي بالرباط بعدما كان مقررا ان تنظم هذه الاحتفالات بمراكش، ليعيد للعاصمة الرباط ولقصورها رونقها واشعاعها الحضاري ورمزيتها التاريخية. فمنذ تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكم صيف عام 1999، استمر يقيم في مقر اقامته الذي يقع على الطريق الرابط بين الرباط ومدينة القنيطرة شمالا، واتخذ من قصر المشور السعيد الذي يقع في قلب العاصمة الرباط مقرا لعمله، حيث يوجد مكتبه وديوانه الذي يستقبل فيه كبار الشخصيات من داخل المغرب وخارجه. وطوال السنوات الثلاث الماضية حول العاهل المغربي، الذي ظل ينتقل داخل البلاد لتفقد احوال رعيته، العديد من المدن المغربية الى عواصم حقيقية للمملكة، مثل طنجة في الشمال ومراكش في الوسط واكادير في الجنوب. وباتخاده قرار الاحتفال بزفافه في العاصمة المركزية، الرباط، يعيد العاهل المغربي لهذه المدينة اعتبارها التاريخي، ولقصورها اعتبارها الرمزي. فقصر المشور السعيد الذي سيحتضن الحفل الرسمي يعتبر اول قصر بالرباط منذ دخول اول سلاطين الدولة العلوية الى هذه المدينة لاتخاذها عاصمة لملكه، وهو السلطان مولاي عبد العزيز في بداية القرن التاسع عشر، ويعود تاريخ بناء القصر الى عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله في القرن الثامن عشر ميلادي. وقد شهد هذا القصر ميلاد العاهل المغربي الملك محمد السادس في 21 اغسطس (آب) 1963، كما شهد العديد من الاحداث الكبرى، وكان اكبر حدث شهده هو خروج جنازة الملك الراحل الحسن الثاني، الذي مشى خلف نعشه رؤساء وملوك وممثلو العديد من دول العالم. اما قصر الصخيرات الذي بني بعد استقلال المغرب على شاطئ المحيط الاطلسي، جنوب الرباط، فقد ظل مهجورا منذ وفاة الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان يقيم بنفس القصر عندما انتابته الأزمة الصحية التي اودت بحياته قبل 3 سنوات. لكن قصر الصخيرات الذي سيحتضن الحفلات الخاصة بالمدعوين الرسميين، اشتهر أكثر بالمحاولة الانقلابية التي كان مسرحا لها في صيف عام 1971، عندما كان الملك الراحل يحتفي بعيد ميلاده مع ضيوفه، فهاجمتهم فيالق من طلبة احدى المدارس العسكرية، وكادت تلك الحادثة ان تودي بحياة العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي كان آنذاك صبيا، ونجا بأعجوبة من رصاص الانقلابيين.

من جهة اخرى، ستبدأ الاحتفالات الرسمية بزفاف العاهل المغربي مساء غد الجمعة، وستنطلق هذه الاحتفالات من ساحة المشور السعيد، وتتضمن عدة مواكب من جميع انحاء المغرب، سيرأسها موكب فرقة الحرس الملكي الذي سيعطي الانطلاقة للاحتفال بنفخه في مزامير كبيرة تعلن انطلاقة الاحتفالات الرسمية والشعبية بزفاف العاهل المغربي. وستتكون المواكب التي ستعبر باحة المشور السعيد، من موكب الهدية، الذي يضم موكب الحناء وموكب الزهور وموكب التمور وموكب العود. وسيقوم خدام القصر الملكي المعروفون بلقب «المخازنية» بتقديم الهدايا. وسترافق كل هذه المواكب أغان ورقصات وأهازيج الفلكلور المغربي من جميع المناطق. وقبل ذلك سيسير «موكب الطلبة» المكون من طلبة المدارس القرآنية العتيقة يحملون الالواح الخشبية المرصعة بالآيات القرآنية. وسيختم الاحتفال بموكب الشموع الذي تنظمه زاوية الحسونيين من مدينة سلا ( قرب الرباط).

وقد وجهت الدعوات الى جميع ممثلي الامة في جميع المناطق الذين سيحضرون الاحتفالات بزيهم التقليدي، كما سيتابع هذه الاحتفالات نحو 300 صحافي ومصور صحافي من بينهم نحو 80 صحافيا يمثلون وسائل اعلام اجنبية.

ولم تكشف بعد أي معلومات، قبل يومين من انطلاق الاحتفالات، عن هوية الشخصيات الأجنبية ورؤساء الدول أو الملوك الذين سيحضرون الاحتفالات.

إلى ذلك ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس أن أنباء لم يتم التحقق منها تحدثت عن احتمال حضور الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي يقيم علاقة وثيقة مع العائلة الملكية المغربية، وكذلك الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.