«المصور» القاهرية تعتذر عن عدم نشر حوار عبود وطارق الزمر من سجنهما

TT

أعلن رئيس تحرير مجلة «المصور» القاهرية الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد اعتذاره عن عدم نشر حوار مع القيادي في تنظيم الجهاد عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر من سجنهما في ليمان طره، وذلك في اطار لقاءاته مع قيادات الجماعة الاسلامية على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. وكان من المقرر ان يتم نشر حوار الزمر في العدد الصادر من مجلة «المصور» اليوم، إلا ان مكرم محمد أحمد فاجأ المراقبين وأعلن اعتذاره، مرجعا ذلك لاصدار عدد خاص عن ثورة يوليو بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسينية للثورة.

وتنشر مجلة «المصور» في عددها الصادر اليوم الاعتذار في مكان واضح وجاء فيه:

«تعتذر «المصور» عن عدم نشر الحوار الذي كان يزمع رئيس التحرير اجراءه مع عبود وطارق الزمر داخل السجن، وهما من قادة جماعة الجهاد، وكان المفروض ان تنشر «المصور» هذا في اطار سلسلة من اللقاءات مع عدد من قادة تنظيم الجهاد، يعيدون النظر في موقفهم من قضية العنف، لكن انشغال المصور باصدار عدد خاص عن نصف قرن على ثورة يوليو أرجأ هذه الترتيبات.

واضافت المجلة في اعتذارها «المعروف ان عبود الزمر كان قد شارك الجماعة الاسلامية في اقرار مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة وناقشتها المصور على امتداد الأسابيع الثلاثة الماضية، كما شارك الزمر في عدد من البحوث الشرعية التي أخرجتها الجماعة تأييدا لوقف العنف.

وكان أعضاء الجماعة الاسلامية داخل مصر وخارجها يترقبون أقوال الزعيم الروحي لتنظيم الجهاد عبود الزمر وابن عمه طارق عبد الموجود الزمر، في سجنهما بليمان طره جنوب القاهرة.

وقال مراقبون لـ «لشرق الأوسط» إن حالة الانتظار لدى اعضاء الجماعة الاسلامية لمعرفة رأي عبود الزمر في المراجعات الفقهية التي أعدها قادة الجماعة الاسلامية داخل السجون المصرية، وتم نشرها بداية هذا العام، سجلت تحولا جذريا في فكرة الجماعة الاسلامية.

وكانت أنباء قد وردت عن اعتراض عبود الزمر على هذه المراجعات وتضمنت أيضا وجود خلاف بينه وبين قائد الجماعة الاسلامية كرم زهري، ولكن مصادر في الجماعة الاسلامية أكدت ان عبود الزمر لا يعترض على فكر المراجعات في ذاته ولكنه اعترض فقط على أن هذه المراجعات تمت داخل السجن، مما يعطي انطباعا بأنها تتم تحت ضغوط، مما يضعف مصداقيتها.

وكان عبود يقترح طرح هذه المراجعات بعد خروج قادة الجماعة الاسلامية من السجن، حتى يواجهوا بها المجتمع.

يذكر ان عبدو الزمر كان قد تم نقله من محبسه في سجن مزرع طره قبل ثلاثة أعوام، وهو نفس التوقيت الذي شرع فيه القادة التاريخيون للجماعة الاسلامية في كتابة ووضع فقه المراجعات الجديد، مما أعطى انطباعا عن معارضة عبود الزمر للمراجعات، خاصة ان نقله كان بغرض ابعاده وابن عمه طارق الزمر عن القادة الثمانية للجماعة الاسلامية، ولكن مصادر حكومية أكدت ان نقل عبود الزمر من سجنه الى سجن أبو زعبل كان بناء على طلب منه وبعض اعضاء جماعة الجهاد، الا ان ذلك يتناقض مع مطالبة عبود بعودته الى سجن ليمان طره مرة أخرى، وهو ما تم الاستجابة له مرة أخرى في ابريل (نيسان) الماضي، بعد أن وردت معلومات عن تعرض عبود الزمر لمتاعب صحية نقل على أثرها الى مستشفى قصر العيني الجامعي التابع لجامعة القاهرة في فبراير (شباط)الماضي.

ولفت الانتباه بشدة خلال الفترة الماضية غياب عبود الزمر عن المراجعات رغم انه وقع على مبادرة وقف العنف في مايو (ايار) 1997، وبررت الجماعة الاسلامية ذلك بعدم اطلاع عبورد على الشكل النهائي للمراجعات لابعاده في سجن أبو زعبل.

وتوقعت مصادر قريبة من الجماعة الاسلامية ان يتناسى عبود الزمر خلافاته مع قادة الجماعة الاسلامية في الفترة الماضية، وألا يهاجم فكر المراجعات، خاصة انه مقتنع بمبدأ ايقاف العنف، وكان من المقرر أن يطرح ذلك خلال حواره مع «المصور».