برج المر «شاهد الحرب»: لماذا يتأخر تأهيله واستثماره

TT

لا يزال برج المر، الشاهد لمعظم فصول الحرب اللبنانية طوال 15 عاماً، عابقاً بروائح الميليشيات والقوى العسكرية النظامية والشرعية التي تناوبت على استخدامه قلعة حصينة ومقراً مميزاً، يطل ويشرف على اغلب شوارع العاصمة، دون ان تصل اليه «نعمة الاعمار واعادة التأهيل»، رغم وقوعه في منطقة الشركة اللبنانية لاعادة اعمار وسط بيروت التجاري «سوليدير» التي تعتبر من العلامات الفارقة والاساسية اثناء الحرب ونتائجها.

وباستثناء يافطات وأفكار مشاريع بأن البرج المكون من 34 طابقاً وهو من اعلى بنايات بيروت، سيتم تحويله الى مركز بيروت التجاري بعد اضافة تحسينات عقارية عليه تشمل اقامة برج مماثل بقربه، لم تشهد طبقات البناء اي اضافة تغير صورة ما بلغته في العام 1975 الذي شهد بداية الحرب اللبنانية، فبقيت هياكله من الاسمنت تثير تساؤلات المواطنين والزائرين حول الاسباب التي تؤخر معاملة هذا البرج بمستوى معاملة سائر ابنية وسط بيروت التجاري التي استعادت ماضيها برونق عصري يثير الاعجاب.

مصادر شركة «سوليدير» المالكة القانونية للبرج، تؤكد انه تم وضع عدة افكار ومشاريع خاصة باستثمار البناء، لكن بدء العمل لم يتقرر بعد. وللشركة اهتمامات مكثفة حالياً بمشروع الاسواق واستكمال تنفيذ المشاريع التي بدأتها سابقاً. اما ما يختص بالبرج فهو يقع في لائحة المشاريع المستقبلية.

في المقابل، ترى مصادر اقتصادية، ان موضوع الملكية بحد ذاته قد لا يكون محسوماً بالكامل، فالشائع ان المالك الاصلي للبرج، وهو نائب رئيس مجلس الوزراء السابق ورئيس كتلة نواب المتن الشمالي ميشال المر، لديه تحفظات قانونية ايضاً، على طريقة ومضمون التملك وثمة اتصالات ومفاوضات تتصاعد حيناً وتخبو حيناً آخر بهدف الوصول الى حسم نهائي للموضوع.

وبالانتظار، يتفق الجميع، بأنه من الافضل ان يبقى البرج شاهداً على الحرب وليس شهيداً متأخراً من شهدائها.