العالم يحتشد ضد موقف أميركا من المحكمة الجنائية الدولية

TT

نيويورك ـ وكالات الأنباء: دعت كندا الى نقاش مفتوح في مجلس الامن امس حتى يمكن لكل دولة ان تبدي اعتراضها على المساعي الاميركية لمنح جنودها حصانة من المحاكمة امام اول محكمة جنائية دولية دائمة، قائلة ان احدا من قوات حفظ السلام ليس فوق القانون. واثارت الولايات المتحدة جدلا واسع النطاق بتهديدها بانهاء عمليات حفظ السلام في البوسنة اذا لم يتم منح المدنيين والعسكريين الاميركيين، حتى اولئك الذين لا تشملهم مظلة الامم المتحدة اعفاء من أي ملاحقة قضائية من جانب المحكمة الجنائية الدولية. وبدا وجود المحكمة فعليا اعتبارا من اول الشهر الجاري.

ولم يكن من من المقرر اجراء تصويت امس، الا انه يتعين على دول مجلس الامن الخمسة عشرة اتخاذ قرار بحلول يوم الاثنين المقبل. ويخطط المجلس لاستضافة قائمين على مهام سلام اخرى في سابقة غير معهودة. والاجتماع المفتوح الذي بدأ امس يشمل نحو 20 دولة تأمل في اقناع اعضاء مجلس الامن بان موقف الولايات المتحدة ينطوي على قصر نظر.

وستة من الاعضاء الخمسة عشرة في مجلس الامن بين 76 دولة صدقت على اتفاقية روما لعام 1998 التي نصت على تأسيس المحكمة. وجميع الدول الاخرى باستثناء الصين وسنغافورة وقعت الاتفاقية. وستكون الاضواء مسلطة على الاتحاد الاوروبي وهو العمود الفقري ماليا وسياسيا للمحكمة من اجل تسوية.

ويقال ان بريطانيا ستدعو الى اعفاء القوات الدولية لحفظ السلام في البوسنة من ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لمدة 12 شهرا فقط وليس الى الابد كما تريد الولايات المتحدة. وقال جيرمي جرينستوك السفير البريطاني لدى الامم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الامن ان المناقشات جرت في عواصم كبرى لحل النزاع.

ورفضت كندا قبول اي حلول وسط بشأن المقترحات الاميركية التي يرفضها بصورة غير رسمية حتى الآن معظم الدول الاعضاء في مجلس الامن. وقال بول هاينبيكر السفير الكندي في الامم المتحدة ان مشروع القرار الاميركي سيبعث «رسالة غير مقبولة تفيد ان قوات حفظ السلام فوق القانون».

وقال امام اجتماع اخير بشأن عمل المحكمة ان واشنطن لديها وسائل عديدة للحيلولة دون مثول الجنود الاميركيين امام المحكمة الدولية الجنائية، بدون تعريض «مسائل جوهرية» من المعاهدات الدولية للخطر. الا ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تقول ان هذه الدول يمكن ان تستخدم المحكمة لمحاكمة جنود او سياسيين اميركيين عن جرائم حرب او تعريض السيادة الاميركية للخطر. بينما يقول انصار المحكمة انها ستحاكم فقط اولئك الذين لا تستطيع حكوماتهم مقاضاتهم او لا ترغب في ذلك.

وقبل اجتماع امس كتب تحالف المحكمة الجنائية الدولية الذي يمثل اكثر من الف منظمة من شتى انحاء العالم خطابا مفتوحا الى وزراء خارجية 174 دولة من غير الاعضاء في مجلس الامن يطالبونها فيها بالضغط على اعضاء المجلس.