الوفد الإسلامي العالمي يزور الكونغرس ويدعو إلى صيغة للفهم المتبادل بين المسلمين والأميركيين

TT

التقى الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي ورئيس الوفد الاسلامي العالمي، الذي يزور حاليا الولايات المتحدة الاميركية، بجون كاينوس عضو مجلس النواب الاميركي (ولاية ميتشغان) في مبنى الكونغرس بواشنطن اول من امس. وتحدث كاينوس عن اهمية مثل هذه اللقاءات في ازالة سوء الفهم المتبادل قائلا: «ان هذا اللقاء يساهم في معرفة بعضنا بعضاً للوصول الى فهم متبادل للقضايا المشتركة. ونحن مجموعة في الكونغرس نبحث عن وجود صيغة للنقاش المتوازن والحوار المتواصل حول قضية الشرق الاوسط من اجل تحقيق التعايش السلمي والاستقرار والسلام».

واعرب الدكتور شيخ احمد ليمو رئيس مجلس الوقف التعليمي الاسلامي في نيجيريا وعضو الوفد، عن شكره وتقديره للكلمات المسؤولة والعبارات المشجعة التي وردت في كلمة كاينوس، مشيرا الى ان هذه الكلمات «اعطتنا الامل بان هناك مجموعة من اعضاء الكونغرس حتى لو كانت قليلة ترى انه بالحوار يمكن الوصول الى صيغة مشتركة للفهم المتبادل بين المسلمين والاميركيين، وترى من الضرورة ان تناقش القضية الفلسطينية ـ الاسرائيلية بقدر من التوازن بحثا عن السلام في المنطقة ومن ثم في العالم».

وقال الدكتور ليمو، ان مهمة الوفد تهدف الى تبيان حقيقة الاسلام وتجدد تأكيد ادانة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها لاحداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، وفي الوقت نفسه تدعو الاميركيين الى تصحيح الصورة النمطية السلبية التي غرستها وسائل اعلامهم عن الاسلام والمسلمين وعدم ربط الارهاب بالاسلام لانه دين يدعو الى التسامح والاعتدال والوسطية وينبذ التطرف والارهاب. وقال الدكتور مزمل صديقي رئيس الجمعية الاسلامية السابق في شمال اميركا وعضو الوفد: «اننا كمسلمين اميركيين نريد ان نؤكد ان ديننا دين السلام لا دين العنف والارهاب. كما اننا نريد ان نعيش نحن وبقية افراد المجتمع الاميركي على اختلاف اعراقه وتباين اديانه في وئام وسلام». واضاف الدكتور صديقي «نحن هنا كأميركيين مسلمين نشعر بأهمية الامن لمواطني هذا البلد، الذي نعتبر انفسنا جزءا اصيلا فيه. فالمسلمون لا يسألون عن معاملة خاصة ولكنهم يطالبون بمعاملة عادلة كغيرهم من المواطنين، اذ ان المواطنة تجمعهم وان تعددية الاديان والثقافات والاعراق هي التي تشكل التميز الملحوظ في المجتمع الاميركي».

ومن جهة اخرى التقى الدكتور التركي والوفد المرافق له بالكاردينال جون بروكن شين كبير اساقفة الكنيسة الانجليكانية في واشنطن وعدد من اعضاء كنيسته، حيث اعرب شين عن اهمية هذه اللقاءات بين ممثلي الاديان في مواجهة التحديات المعاصرة.

وقال ان الاحصاءات تشير الى ان المسيحية والاسلام خلال الخمسين سنة المقبلة سيصبحان اكبر ديانتين في العالم من حيث اتباعهما، «وعليه تقع علينا معا مسؤوليات ضخمة في معالجة المشكلات التي تواجه العالم عن طريق الحوار. فالعالم ينظر الى حوار الاديان على انه مخرج لكثير من المشكلات. والتحديات التي تواجهنا كقيادات دينية واكاديمية تتلخص بكيفية تحديد رؤية مشتركة لمعالجة الكثير من القضايا، مشيرا الى ان الدكتور جورج كيري سيزور الولايات المتحدة قريبا للمشاركة في مؤتمر عن حوار الاديان يعقد في واشنطن وسيكون الهم الاكبر لهذا المؤتمر مناقشة القضية الفلسطينية ـ الاسرائيلية بحثا عن كيفية لانهاء الصراع وتحقيق السلام.

وقال الدكتور التركي ان دور المؤسسات الدينية في الشرق والغرب غير متوازن مع مستويات دور المؤسسات السياسية والاقتصادية في العالم «اذ ان الاثر الديني يُحصر في نطاق محدود، ولكن ما يقوي دور المؤسسات الدينية ومكانة الدين في الحياة، الا ينشغل المتدينون بالصراع في ما بينهم، بل عليهم ان يعملوا معا من أجل الانسانية، واذا قويت اسباب التعاون والعمل المشترك فان الصراعات حتما ستقل». ودعا الى التعاون بين المؤسسات الدينية وتفعيل مؤسسات حوار الاديان للوصول الى فهم متبادل في كثير من القضايا.